اخبار البلد
يلفت الانتباه شيئان يغيبان من الاجندات المتداولة وهما غياب فلسطين من أجندات الربيع العربي..وغياب فلسطين من اجندة القاعدة..فماذا يعني ذلك؟..والمقصود هو الغياب العملي وليس الشعارات..
الاعتقاد السائد كان يشير الى أن فلسطين قضية وكفاحاً ستحضر بقوة الى أجندات الربيع العربي في العواصم التي اجتاحها أو أحدث فيها تغييرات فقد ظلت الشكوى ان النظام العربي قبل الربيع لم يكن يولي الصراع العربي-الاسرائيلي وتحديداً الفلسطيني..وما تعانيه القضية الفلسطينية على مختلف الاصعدة الاهمية اللازمة وبالتالي هانت القضية العربية عند أهلها ولدى دول العالم..وحين جاء الربيع العربي وجدنا ان القضية تندحر أكثر ويحل محل هامش الاهتمام بها هوامش أخرى مطلبية..فلماذا؟
لم يتغير شيء بخصوص القضية الفلسطينية في تونس أو ليبيا أو اليمن او حتى مصر..بل ان التعتيم كان الأغلب لانشغال هذه البلدان بجراحها وهمومها وقضاياها الداخلية ومراوحة الصراعات التي لم تحسم..فهل يستمر ذلك طويلاً؟ هل تجد هذه البلدان اهتماماً اكثر أم أقل؟ أم ماذا..ولماذا؟..
كانت الشعوب العربية تشير أوضاعها الى أنها مكبلة ومقيدة بسطوة الانظمة الحاكمة حين لا تستطيع ان تعبر عن ارادتها بشكل جذري وفاعل ازاء موقفها من القضية الفلسطينية وبالتالي العدوان الاسرائيلي المستمر حتى اذا ما جاء الربيع العربي ورأينا ما رأينا من تغيرات وصلت في بعض البلدان الى تغيير الانظمة السياسية أو على الأقل رموزها وواجهاتها لم نجد الارادة العربية تنطلق في هذا الاتجاه..في اتجاه الضغط لفك الحصار عن غزة أو الرد على التعنت الاسرائيلي أو ابداء مواقف عملية ازاء الاحتلال وتهويد القدس واستمرار التهديدات..فلماذا؟ ومن يستطيع الاجابة؟ وأين يكمن الخلل؟..
أما الموقف الاخر الذي قد يثير الأسئلة فإنه يتعلق بتنظيم القاعدة الذي ما زال الجدل حوله..هل القاعدة حقيقة أم خيال؟..واذا كانت حقيقة فما هي القاعدة؟ ما اهدافها وفلسفتها وما دورها في العالم العربي؟..هل جاءت لهدمه أم بنائه؟ لتدميره أم لتحريره؟..ام ماذا؟ واذا كان تنظيم القاعدة قد ظهر بشكل حاسم مع ظهور المسألة الأفغانية وحروبها وما آلت اليه ومع مستجدات أخرى في المنطقة مثل احتلال العراق من جانب الاميركيين وحلفائهم..واذا كانت القاعدة من قبل قد عبرت عن نفسها بضرب مواقع غربية وأميركية في أكثر من موقع وعاصمة غربية وعالمية وحتى في افريقيا واندونيسيا ومناطق عدة من العالم..فلماذا لا نجد القاعدة تصيب اهدافاً في اسرائيل مثلاً هل بسبب ان الامن الاسرائيلي قوي لا تستطيع القاعدة ان تخترقه أم لاعتبارات اخرى وما هي؟..لماذا تغيب اسرائيل عن أجندة القاعدة..وبالتالي لماذا تغيب القضية الفلسطينية أيضاً؟ هذا سؤال مثير ويفتح باب التخمين والجدل والاجتهاد ويفتح الباب على سؤال ظل الكثيرون يطرحونه وهو من يقف وراء القاعدة؟ ولمن تجيّر أعمالها في النتائج؟..واذا كان الربيع صناعة عربية ؟ فما هو حجم المدخلات العربية ونسبتها في هذه الصناعة؟..هل هو صناعة عربية خالصة أوجدتها الحاجة التي هي أم الاختراع نتاج الفقر والجوع والعوز العربي المتزامن مع غياب الكرامة وحقوق الانسان والحريات العامة؟
وبالمقابل هل القاعدة تنظيم مع العرب..مع الأمة العربية..مع الاسلام؟..ام هي معادية لكل هؤلاء..وليست معادية لاعدائهم..والأمر لا يحتاج الى تفكير مستمر وعميق لادراك الاجابة من خلال رصد العمل والسلوك ومعرفة من هي الجهات التي تخدمها القاعدة ومن هي الجهات التي تضررت من القاعدة..