أخبار البلد -
اخبار البلد_ لا يزال سبب انتشار «الفيروس الغامض» بين عدد من كوادر مستشفى الزرقاء
الحكومي مجهولا، كان أودى بحياة الممرضة عواطف البلوي الشهر الماضي؛ جراء
التهاب رئوي حاد.
ورغم تأكيد وزارة الصحة على إجراء فحوصات مخبرية عدة على أنواع مختلفة من
الأمراض الفيروسية المعدية، إلاّ أنّ نتائج الفحوصات الطبية في مختبرها
المركزي ولدى مختبرات جامعية أردنية، لم تسجّل شيئا جديدا، ما أبقى الفيروس
المسبب للمرض خارج سياق «المعرفة والكشف» حتى اللحظة.
هذا الأمر ينسحب كذلك على أسباب انتقال الفيروس بطريقة غير معلومة إلى داخل
مستشفى "الحاووز"، خاصة أنّ المصابين بالمرض جلّهم من الكوادر الطبية
والتمريضية باستثناء شقيق المتوفاة، لا سيما أنّ مسؤولي الصحة دأبوا على
نفي التوصل إلى تحديد نوعية "الفيروس الغامض" الذي أربك المشهد الصحي العام
على مدى أسبوعين مع إعلان حالة الوفاة الوحيدة بالمرض في 19 نيسان الماضي.
كل ذلك يأتي وسط حالة من غياب الحقيقة أو تغييبها عن الرأي العام المحلي
الذي تابع بقلق ما تواتر من أخبار حول "المرض المجهول"، ولا زال ينتظر
معرفة أسبابه ومسبباته حتى لا تدخل هذه القضية في ذاكرة النسيان، ولا تذهب
الحقائق المتوخاة من الفحوصات المخبرية أدراج الرياح دون الإفصاح عن أيّ
نتيجة تذكر في ظل استمرار النفي لدى سؤال المسؤولين عن آخر التطورات في هذا
المضمار.
بيد أنّ مراقبين يتساءلون لماذا لم يغادر مسوؤلو الصحة مربع نفي العلم
بـ"هوية السبب والمسبب" لهذا المرض الرئوي الحاد، أو اكتشاف نوعية "الفيروس
الغامض" مع انقضاء الشهر الأول منذ الإعلان عن إصابات كوادر مستشفى
الزرقاء؟
وبما أنّ وزارة الصحة من خلال مختبرها المركزي أجرت فحوصات طبية على عينات
أخذت من مرضى أصيبوا بـ"الفيروس الغامض"، لم تحدد نتائجها نوعيته، لا سيما
وأنّ كافة التحاليل المخبرية أظهرت انتفاء أو تسجيل أيّ وباء فيروسي معروف.
لذلك فهي مطالبة بالانتقال من الفحص المخبري لعينات المرض إلى البدء
بفحوصات استقصائية وسريرية ذات علاقة بـ"الفيروس المجهول"، انطلاقا من
أهمية توسيع دائرة خيارات وزارة الصحة في الاستجابة لضرورات حصر الوباء
ومكافحته إن عاد للظهور من جديد في مكان ما.
تحت هذه الظروف، إنّ أيّ محاولة لطيّ ملف "الفيروس المجهول" دون الكشف عن
تفاصيل أسباب ومسببات المرض الغامض، رغم الإعلان عن انتهاء تداعيات هذه
الجائحة المرضية المحدودة في ظل انحسار التهاب رئوي أصاب عددا قليلا من
كوادر مستشفى الزرقاء "الحاووز"، وتماثلهم للشفاء بعد عدة أيام من الإصابة،
لا تمثّل إلاّ التفافا على قرار وزير الصحة عبد اللطيف وريكات، الذي أعلنه
في مؤتمر صحفي الشهر الماضي، بتشكيل لجنة تحقيق؛ للوقوف على أسباب وفاة
الممرضة البلوي، لكن شيئاً من الحقيقة المنتظرة لم تسدل الستار بعد على
قضية كانت ولا زالت مثار جدل شعبي.