نعم هذه الحقيقة المأساوية لأغلب الشعب الأردني، فالرجال والنساء الذين توافهم الله عز وجل كانوا متمسكين بتراب الأرض، وحريصين أشد الحرص بأن تبقى هذه الأرض لهم، ولأولادهم، وأحفادهم ،وأن الأرض بالنسبة لهم كانت هي الحياة، هي الشرف، هي الكرامة، هي الوطن، ومن شدة الحرص على الأرض وزراعتها كان صاحب الأرض حينما يتوضأ للصلاة يذهب الى قاع الشجرة ليتوضأ كي لا يذهب ماء الوضوء هدراً، وهذه حقيقة كل بيت أردني قبل ستين أو خمسين سنة مضت. ولكن بالمقابل كانت الحياة بسيطة جدا فالذي يمتلك الراديو أو الفرس أو الحلال أو الباروده يقال عنه فلان شيخ. وكان الذي يمتلك مبلغ الف دينار في تلك الفترة تعتبر معجزة بكل المقاييس. وكان التعليم شبه مفقود ما عدا من كان يسكن بمدينة السلط أو العاصمة عمان أو الذين يذهبون للدول المجاورة. والأحياء من تلك الفترة القديمة يتذكرون كيف كنا نذهب الى الشيخ كي يدرسنا عن جحا. وفي تلك الفترة كان أغلب الشعب الأردني عنده اكتفاء ذاتي في جميع متطلبات الحياة المعيشية، ولا يحتاج الى المال لكي يشتري سوى القليل القليل من الأشياء كالسكر، أو القماش، أو الملابس. وفي تلك الفترة لم تكن مكونات الدولة الأردنية الادارية والتعليمية والصحية والطرق والمستشفيات والكهرباء والمصانع لها وجود سوى القليل القليل منها. وحينما جاء وقت تنفيذ تلك المكونات والخدمات كان لا بد من أناس وبشر يعملون بتلك المؤسسات وزد على ذلك تأسيس القوات المسلحة( الجيش العربي) ولم يكن في تلك الفترة سوى الشعب الأردني لشغل تلك المؤسسات بالرغم من قلة التعليم لأنه لا يمكن استيراد شعب لكي يقوم ببناء الدولة، وخاصة إذا كانت الدولة فقيرة ولا يوجد فيها سوى الزراعة وتربية المواشي، لذلك هؤلاء هم أصحاب الأرض أنفسهم الذين أخذوا على عاتقهم بناء الدولة بجميع مكوناتها، وبالتالي أصبحت العملية متوارثة جيل بعد جيل. وكل هذه المقدمة للذين يتهمون الشعب الأردني بأنه يبحث عن الوظيفة، وهذه كانت عبارة عن سخط على الشعب الأردني بعدما دخل على الأردن كل من هب ودب، وهنا لا أقصد الأخوة الفلسطينيين 48 أو 67 للتذكير لأنهم هُجّروا من أرضهم رغما عنهم. والذين جاءوا الى الأردن من كافة أرجاء الدنيا أصبح بيدهم القطاع الخاص من تجارة وصناعة وبنوك، وأصبح الشعب الأردني يعمل عندهم حراس، وخدم ضمن الوظيفة الرسمية، ولم يعد راتب الوظيفة الرسمية يكفي للقمة العيش، ولا لدراسة الأبناء بالجامعات، ولا حتى للعلاج. لذلك أجبر أغلب أفراد الشعب الذين ترك لهم أجدادهم وآبائهم مساحات وقطع من الأراضي لبيعها لكي يستروا حالهم، ولكي يدرسوا أبنائهم، ولكي يتماشوا مع اللحظة الراهنة من الحياة بكل ما يستطيعون. وإذا ما بقي الوضع على ما هو عليه من إرتفاع للأسعار، ودفع الضرائب الباهظة والخيالية سوف يصبح الشعب الأردني أول شعب بالعالم هو عبارة عن شعب لاجئ في وطنه. وإلا ماذا يعني الآن يوجد داخل الأردن 2 مليون لاجئ من الدول العربية المجاورة؟ وكما قال الأمير حسن بن طلال بأن كل وافد يكلف الدولة الأردنية 16 دينار يوميا، عدا عن خروج العملة الصعبة. وهل أصبح الأردن دولة مطية يلجأ له كل هارب، ومعارض، وصاحب اسبقيات، ولا يجد سوى الأردن ملاذ له؟ والمقابل هل لا يوجد في الأردن بطالة لكي تنهال علينا العمالة الوافدة بهذه الأعداد المرعبة؟ ولماذا لا يتم تشغيل الغلابا من أبناء الوطن محل هؤلاء الوافدين؟ لماذا يتحمل أبن الوطن عن هؤلاء الوافدين دفع ما تنفقه الدولة عليهم؟ وهل الدولة الأردنية قادرة على إطعام شعبها؟ وهل يوجد ماء، وكهرباء، ومواد غذائية، وغير ذلك زائد لدى الدولة لكي تستقبل الوافدين؟ وكما قال سيدنا عمر- رضي الله عنه- " الجود بلا الموجود عار على الفتى". لذلك فيا أيها الحكومات المتعاقبة عليكم بمراجعة وإعادة جميع الحسابات لكي يمكن الحفاظ على ما تبقى من مقدرات الوطن، والحفاظ على اللحمة الأجتماعية، والعشائرية لجميع أبناء الوطن، قبل أن يأتي يوم ونقول فيه يا ليت الي جرى ما كان. لذلك نعم، الأموات يصرفون على الاحياء في الأردن. ولكن الى متى سوف نستمر على هذه الحالة؟ لأنه لم يتبقى الكثير من الأراضي التي لم تباع من قبل الشعب، ويا للأسف تم بيع مقدرات الوطن وما تم بناءه عبر الأجيال الرجال الذين سبقونا. وهل هذا صدفة أم مخطط له؟ سؤال برسم الاستفهام.
اختراع أردني: الاموات يصرفون على الأحياء
أخبار البلد -
نعم هذه الحقيقة المأساوية لأغلب الشعب الأردني، فالرجال والنساء الذين توافهم الله عز وجل كانوا متمسكين بتراب الأرض، وحريصين أشد الحرص بأن تبقى هذه الأرض لهم، ولأولادهم، وأحفادهم ،وأن الأرض بالنسبة لهم كانت هي الحياة، هي الشرف، هي الكرامة، هي الوطن، ومن شدة الحرص على الأرض وزراعتها كان صاحب الأرض حينما يتوضأ للصلاة يذهب الى قاع الشجرة ليتوضأ كي لا يذهب ماء الوضوء هدراً، وهذه حقيقة كل بيت أردني قبل ستين أو خمسين سنة مضت. ولكن بالمقابل كانت الحياة بسيطة جدا فالذي يمتلك الراديو أو الفرس أو الحلال أو الباروده يقال عنه فلان شيخ. وكان الذي يمتلك مبلغ الف دينار في تلك الفترة تعتبر معجزة بكل المقاييس. وكان التعليم شبه مفقود ما عدا من كان يسكن بمدينة السلط أو العاصمة عمان أو الذين يذهبون للدول المجاورة. والأحياء من تلك الفترة القديمة يتذكرون كيف كنا نذهب الى الشيخ كي يدرسنا عن جحا. وفي تلك الفترة كان أغلب الشعب الأردني عنده اكتفاء ذاتي في جميع متطلبات الحياة المعيشية، ولا يحتاج الى المال لكي يشتري سوى القليل القليل من الأشياء كالسكر، أو القماش، أو الملابس. وفي تلك الفترة لم تكن مكونات الدولة الأردنية الادارية والتعليمية والصحية والطرق والمستشفيات والكهرباء والمصانع لها وجود سوى القليل القليل منها. وحينما جاء وقت تنفيذ تلك المكونات والخدمات كان لا بد من أناس وبشر يعملون بتلك المؤسسات وزد على ذلك تأسيس القوات المسلحة( الجيش العربي) ولم يكن في تلك الفترة سوى الشعب الأردني لشغل تلك المؤسسات بالرغم من قلة التعليم لأنه لا يمكن استيراد شعب لكي يقوم ببناء الدولة، وخاصة إذا كانت الدولة فقيرة ولا يوجد فيها سوى الزراعة وتربية المواشي، لذلك هؤلاء هم أصحاب الأرض أنفسهم الذين أخذوا على عاتقهم بناء الدولة بجميع مكوناتها، وبالتالي أصبحت العملية متوارثة جيل بعد جيل. وكل هذه المقدمة للذين يتهمون الشعب الأردني بأنه يبحث عن الوظيفة، وهذه كانت عبارة عن سخط على الشعب الأردني بعدما دخل على الأردن كل من هب ودب، وهنا لا أقصد الأخوة الفلسطينيين 48 أو 67 للتذكير لأنهم هُجّروا من أرضهم رغما عنهم. والذين جاءوا الى الأردن من كافة أرجاء الدنيا أصبح بيدهم القطاع الخاص من تجارة وصناعة وبنوك، وأصبح الشعب الأردني يعمل عندهم حراس، وخدم ضمن الوظيفة الرسمية، ولم يعد راتب الوظيفة الرسمية يكفي للقمة العيش، ولا لدراسة الأبناء بالجامعات، ولا حتى للعلاج. لذلك أجبر أغلب أفراد الشعب الذين ترك لهم أجدادهم وآبائهم مساحات وقطع من الأراضي لبيعها لكي يستروا حالهم، ولكي يدرسوا أبنائهم، ولكي يتماشوا مع اللحظة الراهنة من الحياة بكل ما يستطيعون. وإذا ما بقي الوضع على ما هو عليه من إرتفاع للأسعار، ودفع الضرائب الباهظة والخيالية سوف يصبح الشعب الأردني أول شعب بالعالم هو عبارة عن شعب لاجئ في وطنه. وإلا ماذا يعني الآن يوجد داخل الأردن 2 مليون لاجئ من الدول العربية المجاورة؟ وكما قال الأمير حسن بن طلال بأن كل وافد يكلف الدولة الأردنية 16 دينار يوميا، عدا عن خروج العملة الصعبة. وهل أصبح الأردن دولة مطية يلجأ له كل هارب، ومعارض، وصاحب اسبقيات، ولا يجد سوى الأردن ملاذ له؟ والمقابل هل لا يوجد في الأردن بطالة لكي تنهال علينا العمالة الوافدة بهذه الأعداد المرعبة؟ ولماذا لا يتم تشغيل الغلابا من أبناء الوطن محل هؤلاء الوافدين؟ لماذا يتحمل أبن الوطن عن هؤلاء الوافدين دفع ما تنفقه الدولة عليهم؟ وهل الدولة الأردنية قادرة على إطعام شعبها؟ وهل يوجد ماء، وكهرباء، ومواد غذائية، وغير ذلك زائد لدى الدولة لكي تستقبل الوافدين؟ وكما قال سيدنا عمر- رضي الله عنه- " الجود بلا الموجود عار على الفتى". لذلك فيا أيها الحكومات المتعاقبة عليكم بمراجعة وإعادة جميع الحسابات لكي يمكن الحفاظ على ما تبقى من مقدرات الوطن، والحفاظ على اللحمة الأجتماعية، والعشائرية لجميع أبناء الوطن، قبل أن يأتي يوم ونقول فيه يا ليت الي جرى ما كان. لذلك نعم، الأموات يصرفون على الاحياء في الأردن. ولكن الى متى سوف نستمر على هذه الحالة؟ لأنه لم يتبقى الكثير من الأراضي التي لم تباع من قبل الشعب، ويا للأسف تم بيع مقدرات الوطن وما تم بناءه عبر الأجيال الرجال الذين سبقونا. وهل هذا صدفة أم مخطط له؟ سؤال برسم الاستفهام.
نعم هذه الحقيقة المأساوية لأغلب الشعب الأردني، فالرجال والنساء الذين توافهم الله عز وجل كانوا متمسكين بتراب الأرض، وحريصين أشد الحرص بأن تبقى هذه الأرض لهم، ولأولادهم، وأحفادهم ،وأن الأرض بالنسبة لهم كانت هي الحياة، هي الشرف، هي الكرامة، هي الوطن، ومن شدة الحرص على الأرض وزراعتها كان صاحب الأرض حينما يتوضأ للصلاة يذهب الى قاع الشجرة ليتوضأ كي لا يذهب ماء الوضوء هدراً، وهذه حقيقة كل بيت أردني قبل ستين أو خمسين سنة مضت. ولكن بالمقابل كانت الحياة بسيطة جدا فالذي يمتلك الراديو أو الفرس أو الحلال أو الباروده يقال عنه فلان شيخ. وكان الذي يمتلك مبلغ الف دينار في تلك الفترة تعتبر معجزة بكل المقاييس. وكان التعليم شبه مفقود ما عدا من كان يسكن بمدينة السلط أو العاصمة عمان أو الذين يذهبون للدول المجاورة. والأحياء من تلك الفترة القديمة يتذكرون كيف كنا نذهب الى الشيخ كي يدرسنا عن جحا. وفي تلك الفترة كان أغلب الشعب الأردني عنده اكتفاء ذاتي في جميع متطلبات الحياة المعيشية، ولا يحتاج الى المال لكي يشتري سوى القليل القليل من الأشياء كالسكر، أو القماش، أو الملابس. وفي تلك الفترة لم تكن مكونات الدولة الأردنية الادارية والتعليمية والصحية والطرق والمستشفيات والكهرباء والمصانع لها وجود سوى القليل القليل منها. وحينما جاء وقت تنفيذ تلك المكونات والخدمات كان لا بد من أناس وبشر يعملون بتلك المؤسسات وزد على ذلك تأسيس القوات المسلحة( الجيش العربي) ولم يكن في تلك الفترة سوى الشعب الأردني لشغل تلك المؤسسات بالرغم من قلة التعليم لأنه لا يمكن استيراد شعب لكي يقوم ببناء الدولة، وخاصة إذا كانت الدولة فقيرة ولا يوجد فيها سوى الزراعة وتربية المواشي، لذلك هؤلاء هم أصحاب الأرض أنفسهم الذين أخذوا على عاتقهم بناء الدولة بجميع مكوناتها، وبالتالي أصبحت العملية متوارثة جيل بعد جيل. وكل هذه المقدمة للذين يتهمون الشعب الأردني بأنه يبحث عن الوظيفة، وهذه كانت عبارة عن سخط على الشعب الأردني بعدما دخل على الأردن كل من هب ودب، وهنا لا أقصد الأخوة الفلسطينيين 48 أو 67 للتذكير لأنهم هُجّروا من أرضهم رغما عنهم. والذين جاءوا الى الأردن من كافة أرجاء الدنيا أصبح بيدهم القطاع الخاص من تجارة وصناعة وبنوك، وأصبح الشعب الأردني يعمل عندهم حراس، وخدم ضمن الوظيفة الرسمية، ولم يعد راتب الوظيفة الرسمية يكفي للقمة العيش، ولا لدراسة الأبناء بالجامعات، ولا حتى للعلاج. لذلك أجبر أغلب أفراد الشعب الذين ترك لهم أجدادهم وآبائهم مساحات وقطع من الأراضي لبيعها لكي يستروا حالهم، ولكي يدرسوا أبنائهم، ولكي يتماشوا مع اللحظة الراهنة من الحياة بكل ما يستطيعون. وإذا ما بقي الوضع على ما هو عليه من إرتفاع للأسعار، ودفع الضرائب الباهظة والخيالية سوف يصبح الشعب الأردني أول شعب بالعالم هو عبارة عن شعب لاجئ في وطنه. وإلا ماذا يعني الآن يوجد داخل الأردن 2 مليون لاجئ من الدول العربية المجاورة؟ وكما قال الأمير حسن بن طلال بأن كل وافد يكلف الدولة الأردنية 16 دينار يوميا، عدا عن خروج العملة الصعبة. وهل أصبح الأردن دولة مطية يلجأ له كل هارب، ومعارض، وصاحب اسبقيات، ولا يجد سوى الأردن ملاذ له؟ والمقابل هل لا يوجد في الأردن بطالة لكي تنهال علينا العمالة الوافدة بهذه الأعداد المرعبة؟ ولماذا لا يتم تشغيل الغلابا من أبناء الوطن محل هؤلاء الوافدين؟ لماذا يتحمل أبن الوطن عن هؤلاء الوافدين دفع ما تنفقه الدولة عليهم؟ وهل الدولة الأردنية قادرة على إطعام شعبها؟ وهل يوجد ماء، وكهرباء، ومواد غذائية، وغير ذلك زائد لدى الدولة لكي تستقبل الوافدين؟ وكما قال سيدنا عمر- رضي الله عنه- " الجود بلا الموجود عار على الفتى". لذلك فيا أيها الحكومات المتعاقبة عليكم بمراجعة وإعادة جميع الحسابات لكي يمكن الحفاظ على ما تبقى من مقدرات الوطن، والحفاظ على اللحمة الأجتماعية، والعشائرية لجميع أبناء الوطن، قبل أن يأتي يوم ونقول فيه يا ليت الي جرى ما كان. لذلك نعم، الأموات يصرفون على الاحياء في الأردن. ولكن الى متى سوف نستمر على هذه الحالة؟ لأنه لم يتبقى الكثير من الأراضي التي لم تباع من قبل الشعب، ويا للأسف تم بيع مقدرات الوطن وما تم بناءه عبر الأجيال الرجال الذين سبقونا. وهل هذا صدفة أم مخطط له؟ سؤال برسم الاستفهام.