في اكتشاف أثار اهتمام العلماء حول العالم، تم العثور على نوع جديد من الضفادع في غابات بيرو النائية، يتميز بعينين حمراوين كبيرتين وأصابع طويلة، وهو ما يجعله مختلفا تماما عن أي ضفدع معروف سابقا.
وقد أطلق الباحثون على هذا النوع الجديد اسم Phrynopus manuelriosi، تكريما للمهندس البيروفي والمحافظ على البيئة مانويل ريوس، الذي كرّس حياته للحفاظ على التراث الطبيعي لبلاده.
جاء الاكتشاف في منتزه ياناتشاغا-تشيميليّن الوطني الواقع وسط جبال الأنديز، خلال مسح علمي روتيني للحياة البرية.
وأوضح الفريق البحثي أن الضفادع الصغيرة الحجم، التي لا يتجاوز طولها بوصة واحدة تقريبا، تتميز بعيون حمراء بارزة وجسم رشيق وعلامات مميزة على الجانبين والأرجل، مع تدرجات لونية من البني الفاتح إلى البني المصفر وبقع حمراء زاهية، ما يجعلها متميزة عن غيرها من الضفادع في المنطقة، وفقا لـ dailygalaxy.
بدأت الرحلة الاستكشافية في عام 2010، حيث توجه فريق من الباحثين من عدة مؤسسات إلى الغابة بهدف دراسة التنوع البيولوجي للبرمائيات، وبعد سنوات وخلال جولاتهم الليلية، صادف الفريق ضفادع لم يروا مثلها من قبل.
وبعد إجراء تحاليل دقيقة بما في ذلك اختبار الحمض النووي، تأكد الباحثون من أن الضفدع يمثل نوعا جديدا بالكامل، ينتمي إلى جنس Phrynopus.
يعيش ضفدع الأنديز Manuel Ríos في ما يُعرف بـ"غابة الجان"، وهي منطقة غابية تقع على ارتفاع نحو 10760 قدما، تتميز بدرجات حرارة منخفضة وكثافة نباتية عالية، ما يوفر موطنا غنيا للعديد من الأنواع النادرة.
وتشير الدراسة إلى أن اكتشاف هذا النوع يعكس أهمية هذه البيئة البيولوجية ويؤكد على دورها في الحفاظ على التنوع الحيوي الفريد في بيرو.
رغم كونه موجودا في منطقة محمية، أعرب العلماء عن قلقهم بشأن بقاء هذا الضفدع على المدى الطويل، حيث تشير الأدلة إلى تدمير بعض المواطن القريبة نتيجة الأنشطة البشرية.
وأكد الفريق أن حماية هذه البيئة من التعديات أمر حاسم لضمان استمرار حياة الضفدع وأنواع أخرى معرضة للخطر في المنطقة.
ويعتبر هذا الاكتشاف بمثابة تكريم لجهود مانويل ريوس في الحفاظ على الغابات البيروفية، كما يفتح آفاقا جديدة لفهم سلوك وأنماط حياة هذا النوع الغامض داخل النظام البيئي للأنديز، ويؤكد على أهمية إجراء المزيد من الدراسات لضمان بقائه وحماية المواطن الطبيعية التي يعتمد عليها.