يسعى جيف بيزوس مؤسس أمازون، إلى تغيير وجه الأرض، وجعل الحياة في الفضاء حقيقة واقعة، بعد أن أرسل بالفعل أشخاصاً في صواريخ شركته Blue Origin في مسعى لجعل الأرض مكاناً للراحة والاستجمام والفضاء مسرحاً للعمل والإنتاج.
توقع بيزوس في تصريحات له خلال أسبوع التكنولوجيا الإيطالي 2025، أن ملايين البشر سيعيشون في الفضاء خلال العقود المقبلة، مؤكداً أن الهدف ليس الهروب من الأرض، بل الحفاظ عليها من خلال الاستفادة من موارد وطاقات الفضاء غير المحدودة.
مشروع بيزوف الرئيسي في هذا المجال يُعرف باسم Orbital Reef، ويُقام بالتعاون مع شركات مثل Sierra Space وBoeing. وتهدف هذه المحطة الفضائية متعددة الاستخدامات إلى أن تكون بمثابة مجمع أعمال وبحث وسياحة في مدار أرضي منخفض، مع قدرة استيعاب عشرة أشخاص في البداية، على أن يُضاف إليها أقسام جديدة مع زيادة الطلب.
وتعتبر المحطة خطوة أولى نحو فكرة مستعمرات الفضاء الكبرى، مثل مشروع "مستعمرات أونيل"، الذي يقوم على إنشاء أسطوانات فضائية ضخمة توفر شعوراً بالجاذبية الاصطناعية.
يأمل بيزوس في أن تُنقل الصناعات الثقيلة إلى الفضاء، ما يسمح للأرض بأن تصبح بمثابة "منتزه ضخم"، بينما تُدار الأنشطة الاقتصادية، مثل إنتاج الطاقة ومراكز البيانات، في المحطات المدارية. ويشير خبراء مثل كريستيان دافنبورت إلى أن المشروع سيكون أول مكان مملوك للقطاع الخاص في الفضاء، وقد يبدأ العمل بكامل طاقته بحلول عام 2030، بالرغم من أن النسخة الكاملة قد تستغرق قروناً لتحقيقها.
المحطة ستوفر بيئة متكاملة للبحث والتجارة والسياحة، بما في ذلك دفيئات زراعية لإنتاج الأغذية ونظام لتوفير المياه، وستكون مصادر الطاقة الشمسية هي الرئيسية. وتخطط الشركة لتقديم تجربة سياحية استثنائية، مشابهة لمغامرة تسلق جبل إيفرست، ولكن خارج كوكب الأرض.
غير أن المشروع يثير تحديات كبيرة، فالرحلات الفضائية محفوفة بالمخاطر، من الإشعاعات العالية أثناء المدار إلى الحرارة الهائلة عند الدخول في الغلاف الجوي، فضلاً عن ضرورة الهبوط في المحيط بأمان.
كما يشير بعض الخبراء مثل روبرت زوبرين إلى أن فكرة بيزوس في نقل الصناعات الثقيلة إلى الفضاء قد تكون أقل عملية مقارنة بخطط استعمار المريخ التي يقودها إيلون ماسك، والتي تُعد أكثر قابلية للتنفيذ خلال العقود المقبلة.
ومع ذلك، يؤكد البعض أن ما يربط بين ماسك وبيزوس هو شغفهم بالخلود وتحقيق إنجازات تاريخية، متجاوزين مجرد جني المال، ويأملون في ترك بصمة دائمة للبشرية في الفضاء، مستفيدين من رؤاهم الطموحة والتكنولوجيا الحديثة.