تتواصل التحقيقات في فرنسا بحثاً عن اللصوص الأربعة الذين نفّذوا عملية سطو جريئة في قاعة "أبولون" داخل متحف اللوفر، إذ تمكّنوا من الاستيلاء على غنيمة ثمينة من المجوهرات التراثية الفرنسية، تقدَّر قيمتها بأكثر من مئة مليون دولار، في حادثة أثارت دهشة فرنسا والعالم.
لكن هذه ليست السرقة الجريئة الوحيدة في تاريخ المتحف الشهير، الذي شهد عبر قرونه الطويلة سلسلة من حوادث السطو الغامضة والمثيرة.
الموناليزا... السرقة التي هزّت القرن العشرين
في أغسطس/آب 1911، سُرقت لوحة الموناليزا للفنان ليوناردو دافنشي من متحف اللوفر في الساعات الأولى من الصباح.
اكتشف الرسام لويس بيرود والنقاش فريديريك لاغيلرمي اختفاء اللوحة أثناء زيارتهما المعتادة لصالون كاريه، ليتحوّل الخبر إلى قضية رأي عام عالمي استمرت عامين كاملين.
وفي ديسمبر/كانون الأول 1913، ظهر اللص في إيطاليا عندما حاول بيع اللوحة لتاجر تحف فلورنسي، الذي أبلغ الشرطة بالتعاون مع مدير متحف أوفيزي. وهكذا استعادت فرنسا أشهر لوحاتها المسروقة في واحدة من أكثر القضايا التي هزّت الوجدان الثقافي في القرن العشرين.
سرقة مجوهرات الإمبراطورية الثانية
لم تكن عملية عام 2025 أول سرقة لمجوهرات في تاريخ اللوفر؛ ففي إبريل/نيسان 1946، اقتحم لصوص خزانة زجاجية وسرقوا مجموعة لا تُقدّر بثمن من مجوهرات الإمبراطورية الثانية، تضمنت تيجاناً وقلائد وخواتم وتحفاً نادرة.
وافترضت الشرطة حينها أن اللصوص اختبأوا داخل المتحف بعد إغلاقه، ثم فرّوا عبر نافذة مستخدمين حبلاً، في واحدة من أكثر السرقات غموضاً بعد الحرب العالمية الثانية.
حادثة مزدوجة عام 1990
في عام 1990، شهد المتحف حادثة نادرة تمثلت في سرقتين متتاليتين خلال ساعة واحدة.
فقد اقتطع لصوص لوحة صغيرة لامرأة جالسة للفنان بيير أوغست رينوار من إطارها وسرقوها في وضح النهار من معرض في الطابق الثالث، ليتبيّن لاحقاً أن نظام الإنذار كان معطّلاً.
وأثناء التحقيق، كُشف عن اختفاء 12 قطعة من المجوهرات الرومانية القديمة قبل ذلك التاريخ، فيما أُبلغ بعد ساعة عن اختفاء لوحة "بورتريه مونالوتشيا" للفنان إرنست هيبرت، سُرقت بالطريقة نفسها تقريباً.
لغز لوحة كورو المفقودة
في مايو/أيار 1998، أغلقت الشرطة الفرنسية بوابات اللوفر وأجرت تفتيشاً جسدياً لمئات الزوار بعد بلاغ عن اختفاء لوحة للفنان كاميل كورو، أحد أبرز رسامي القرن التاسع عشر.
ورغم التحريات الواسعة، لم يُعثر على اللوحة حتى اليوم، لتبقى واحدة من أكثر ألغاز اللوفر غموضاً وإثارة.
"اللامبالاة"... سرقة اعترف بها السارق بنفسه
في يونيو/حزيران 1939، سُرقت لوحة صغيرة بعنوان "اللامبالاة" للفنان جان أنطوان واتو، وكانت لا تتجاوز أبعادها (25×20 سم).
الغريب أن إدارة اللوفر لم تعترف بالسرقة إلا في اليوم التالي، قبل أن يفاجئ رجل يُدعى سيرج كلود بوغسلافسكي المحكمة في باريس باعترافه العلني بأنه هو من سرق اللوحة، وسط ذهول الحضور.
وأوضح أنه كان يزور المتحف يومياً طوال خمسة عشر يوماً قبل تنفيذ السرقة، في واقعة بقيت من أغرب السرقات التي عرفها المتحف.