قبل البدء والخوض في هذا الموضوع وحتى لا يفسر على غير معناه فانه لابد من إيضاح آمر مفاده أن هذه المنطقة وأبنائها كلها ولاء وانتماء للوطن وللعرش الهاشمي كما هي بقاع الوطن كافه وبنفس المحبة التي ينبض بها قلب كل مواطن شريف .
لكن المنطقة وأهلها عاتبون والعتب قديم ومتجدد ولما لا يعتبون فمليكنا للجميع ونحن من هذا الجميع , لكن ما يحدث يترك في الحلق غصة وفي القلب حسره ونحن نرى مليكنا أدام عزه لا يترك بقعة من ثرى الوطن ألا وزارها مرات ومرات في أقصى الجنوب وفي أقصى الشمال غربا وشرقا ألا هذه البقعة مستثناه من مثل ذلك حتى ظن من فيها أنهم لا يتمتعون بالا ردنه حتى يكونون في الحسبان ,الانتظار قديم وطال أمده والوعود تتالت دون تحقيقها فكلما قيض الله للمنطقة أن تكن هدفا لبوصلة الزيارة وجدت من يبعد الأنظار عنها لتوجه صوب بقعة أخرى ولا ابري مستشاريه العشائر من ذلك .
أم الرصاص هذه البقعة المترامية الإطراف جنوبا من بلدة الدامخي المجاورة للواء القطرانه من أعمال محافظة الكرك وشمالا في وادي الرميل في مسافة تتجاوز ال50 كيلو متر بين شمالها وجنوبها ,هي المنطقة الموغلة في الصحراء شرقا وتترامى إطرافها غربا إلى سد الموجب ولواء ذيبان,منطقه بلداتها تتجاوز العشرين تضم عشائر ثلاث كبرى هم الهقيش والسلايطه والكعابنه,هي المنطقة التي تشرفت بان يطأ أرضها جدكم العظيم عليه أفضل الصلاة والسلام في رحلته قبل البعث إلى الشام برفقة عمه ابوطالب ,كانت غيومها تظله من حر شمس صحراؤها , حين تنبئ له الراهب بحيرة بالرسالة ,هي ذات الأرض التي عبرتها جند الخلفاء الراشدين حين كان هدفهم نشر الإسلام في بلاد الشام وغيرها ,هي ذات الأرض التي تكسرت عليها إطماع الوهابيين في بدايات القرن الماضي ,هي تلك الأرض وهم أهلها الذين شاركوا شرفاء الأردنيين في استقبال ثورة أجدادكم الكبرى ثورة كل العرب لدحر طغاة العهد التركي حين حاد عن الجادة ,وهم أبنائها الذين لبوا النداء لنصرة إخوانهم الفلسطينيين ,فقدمت الشهداء في سبيل الأقصى وما ذاك الشهيد الحي سند ناصر إلا واحد من كثيرين تغاضى عنهم التاريخ لأنهم لم يجدوا من ينصفهم ,هم من بذلوا الغالي والنفيس في كل موقعة نادتهم فلبوا نداءها كما هي شيم الأردنيين كافة .
لكنها هي ذات الأرض التي طعنتها الحكومات كلها في خاصرتها حين غيبتها عن ناظريها حرمتها التنمية ووقفت عائق في وجه أبنائها أن يشاركوا في بناء مداميك الوطن ,هي من أهدتها احد الحكومات ذات يوم سجن أسمة السواقة على جنبات حوض ماء لا ينضب فببركات هذا المعلم لوث الحوض ,هي من تلقت صدمة أخرى حين زرع مكب النفايات السامة على طرفها الشرقي ,هي من طوقتها مزارع الوطنية من كل جانب وكأنه ينقصها تلوث ,لكنها في المقابل هي من تعطي ولا تنتظر فارضها روافد أساسيه لسدود الموجب والواله التي ترفد الوطن بكل معاني الحياة ,هي ذات الأرض التي تحوي في باطنها للأردن كل خير فالصخر الزيتي متواجد فيها بكثرة كما هو اليورانيوم على حدودها الشرقية والكثير من المعادن النفيسة لو وجدت من يبحث عنها وفوق هذا وذاك هي ذات الأرض التي يحمل أبنائها حب الوطن وقيادته حبا لا حدود له .
هي أم الرصاص القابضة على جمرها حين كانت هدف متعمد لكل الحكومات لتحرمها التنمية كل شيء ينقصها ولكن تكظم غيظها حبا بوطنها وولاء لمليكها ,هي ذات الأرض التي تسمع كل صبيحة يوم بأنكم يا صاحب الجلالة شرفتم أرضا تربطها بها أواصر عشقكم وتتمنى أن يكن القادم لها ,لا تستكثر على أي منطقة من وطننا تشريفكم لها لأنها كل نابضة بحبكم ,لكنها ترى نفسها ليست اقل شان من أي بقعة أخرى هي قطعة من الوطن كما البقية منه فهي ارض أردنية , أهلها يلهجون للباري بان يكلكم بعين رعايته ,لكنهم يعتبون حين يرونكم في مناطق غير بعيده عنهم ولا ينالها من ذاك الحب جانب , هي من سمعت هتافات لواء ذيبان في طرفها الغربي ذات يوم مرحبة بكم ,وفي الطرف الأخر استرقوا السمع لقرية ابوترابة وهي تهلل فرحا بان شرفتموها ,سمعت ولازالت تسمع بمناطق ومناطق كنتم ضيوفها ,لكنها لا تعدم الأمل بان تكن هي ذات بوم مصدر أسماع للغير بان أطفئتم شوق لهفتها لمقدمكم .
سيدي
لكن هي البطانة التي نتمنى لها الصلاح التي لم يقدر لها أن تقل خيرا بحق هذه المنطقة ,ومع هذا كله تضرع ويضرع كل من فيها بان يطيل الله في عمركم وان يحميكم من كل عدو بتجهمكم وان يبقيكم ذخرا وسندا للوطن وان ييسر الله للبطانة بصيرة ثاقبة علها ترى أم الرصاص فتضعها على خارطة الطريق .....انه سميع مجيب