أخبار البلد -
اخبار البلد - نزيه قسوس
في معظم مطارات العالم هناك أسواق حرة أي أن البضائع الموجودة فيها لا تدفع الرسوم الجمركية المقررة أو تدفع نسبة قليلة من هذه الرسوم وسبب عدم استيفاء الرسوم الجمركية هو أن هذه الأسواق للمسافرين المغادرين إلى خارج الأردن لكن هناك سوقا حرة صغيرة للقادمين تبيع السجائر والشوكولاته وعدداً من السلع.
دائرة الجمارك حددت الكميات التي يسمح للقادمين من المسافرين عبر المطار أن يشتروها ويخرجوها معهم لكن لنا بعض الملاحظات على هذه الكميات المسموح بإدخالها.
بالنسبة للسجائر فإن أي شخص يسمح له بإخراج كرتونة بها عشر علب سجائر فقط ولا يسمح له بإخراج كرتونتين إلا إذا تغاضى موظف الجمارك عن ذلك وإلا عليه أن يدفع رسوما جمركية عن واحدة منها. والسؤال الذي نسأله لماذا لا يسمح للشخص القادم بإخراج أكثر من كرتونة؟. الإجابة عند دائرة الجمارك هو الخوف من التهريب. لكن هناك سؤالا أيضا وهو: هل من المعقول أن يقوم الشخص القادم عبر المطار بتهريب عشر علب سجائر من أجل بيعها فهو يشتري كرتونتين لأنه يدخن أو أحد أفراد عائلته أو أحد أصدقائه وإذا كانت دائرة الجمارك تحرص على عدم تهريب مواد لم تدفع رسوما جمركية فالسجائر الأجنبية المهربة تباع على الإشارات الضوئية في وضح النهار وأمام سمع وبصر موظفي الجمارك وكل الناس.
والمفارقة في مسألة تحديد الكميات أن هناك صنفا في السوق الحرة في المطار متعدد الأنواع وهذه الأنواع تتراوح أسعارها من عشرة دنانير لبعضها إلى ثلاثمئة دينار للبعض الآخر فإذا اشترى المسافر النوع الرخيص أو النوع الغالي فلا فرق في ذلك المهم أن يخرج معه نوعا واحدا وهذا طبعا منتهى التناقض في التعامل مع هذه السوق ومع زبائنها المسافرين.
أما بالنسبة لأنواع الشوكولاته فلا تحديد على كمياتها ويحق للمسافر أن يشتري الكميات التي يريد.
هنالك أيضا بعض أنواع الساعات التي يصل ثمن الواحدة منها إلى أكثر من ألف دينار ولا تسأل دائرة الجمارك عن ذلك كذلك هناك بعض أنواع العطور المرتفعة الثمن فلماذا يقتصر التحديد فقط على السجائر وعلى المشروبات.
نتمنى أن تعيد دائرة الجمارك النظر في تحديد كميات السجائر بالتحديد فثمن كرتونة السجائر قد لا يصل إلى عشرة دنانير فإذا اشترى أحدهم كرتونتين أو ثلاث لا نعتقد أن هدفه من ذلك هو التهريب لأن هناك بضائع مرتفعة الثمن في السوق الحرة وإذا كان هدفه المتاجرة فيمكنه أن يشتري من هذه البضائع ويحقق فيها أرباحا تصل إلى خمسين ضعفا مما يحققه من كرتونة سجائر أو كرتونتين.
هذه الملاحظة نعتقد أنها تستحق الاهتمام من اللواء غالب الصرايرة مدير عام الجمارك الذي نعرف تماما أنه يتفهم ما يكتب من ملاحظات عن دائرته عبر الصحافة خصوصا إذا كانت هذه الملاحظات إيجابية.