شيرين المساعيد
في مفارقة لافتة، قررت الجمعية الأمريكية لأطباء الغدد الصماء (AACE) في يوليو 2025 إنهاء عضوية الطبيب الأردني المرموق الدكتور كامل العجلوني، على خلفية اتهامات بـ"معاداة السامية" إثر محاضرة ألقاها في الأردن عام 2024، تناول فيها نصوصًا من التوراة والتلمود، بحسب ما أوضحه في دفاعه. اللافت أن الجمعية نفسها كانت قد منحته في عام 2008 جائزة "أفضل طبيب عالمي"، تقديرًا لإسهاماته الطبية والبحثية البارزة.
ما جرى مع الدكتور العجلوني ليس إلا سلاحًا سياسيًا يُستخدم لإسكات الأصوات العلمية التي تتناول قضايا حساسة بجرأة وموضوعية، بعيدًا عن المجاملات السياسية. فالرجل الذي كرّس حياته لخدمة العلم والطب، وأعلَى اسم الأردن في المحافل الدولية، لا يمكن أن تتحول مسيرته المشرقة فجأة إلى "ملف اتهام" إلا في سياق ضغوط سياسية مغلّفة بغطاء أكاديمي.
الدكتور العجلوني، الذي بعد التواصل معه وسؤاله عن ما جرى فضل الصمت ورفض الإدلاء بأي تصريح أو تعليق فالصمت ابلغ من الكلام بعد هذه الواقعة، كما نعلم انه يدرك تمامًا أن المعركة لم تعد أكاديمية أو مهنية، بل تجاوزت ذلك إلى مساحة لا يثق فيها حتى بمنابر الحوار.هذا الصمت، هو أبلغ رسالة احتجاج على الظلم الذي تعرض له.
يبقى الدكتور كامل العجلوني فخرًا لكل أردني وعربي، ورمزًا للطبيب العالم الذي لم تحرفه المناصب ولا الجوائز عن قول ما يعتقد أنه حق. أما ما جرى معه، فلن يغير من مكانته وقيمته، بل سيضيف إلى سيرته صفحة جديدة تحمل الكثير من المبادىء والقيم.