* التوجيهي على مرحلتين يتسبب بفوضى في الشوارع وازدحام مروري والأهالي ينتظرون الامتحان بفارغ الصبر
* التجربة المؤلمة تكذب النظريات، وليس هكذا يتم تطوير التوجيهي
ميعاد خاطر - من الذي يفكر عنا، ومن أين جاءت الأفكار الخاصة بتطوير التوجيهي "الثانوية العامة" وهل في كل عرس له قرص؟، لماذا لا تستقر الأفكار المحدثة ليرى خيرها من شرها؟ نعم فالأردنيون يعلمون أن وسائل التربية والتعليم ونهضة القطاع ومخرجاته في تحديث دائم في ظل موجة الذكاء الاصطناعي التي تسابق الزمن، ولكن انعكاس ثورة النهضة يفرضها علينا قادة او خبراء او مستشارون لهم علمهم ولا نشكك به ،لكن لا نعلم مدى معرفتهم بواقع التعليم وبطبيعة الشعب الأردني.
في مناخاتنا اليوم قلق يتزايد فالكل يعرف أن التوجيهي مرحلة فاصلة يقرر الطالب فيها إما الاستمرار في التعليم أو الاتجاه إلى حياة أخرى ومسار مختلف، والقرار مربوط بامتحان التوجيهي الذي تقلق فيه العائلة حد إلغاء كل مفاصل الحياة وتفاصيلها لحين اعلان النتائج.
اليوم يأتي من يكركب ويخلط الوسط بـ "فكرة" ربما لو درسوها او اطلعوا على تصوراتها اللاحقة ما اعتمدوها، فالقلق استمر لعامين ، والأزمات الخانقة في الشوارع أصبحت على مرحلتين، وورشات العمل والتنظيم وعقد الامتحان والتصحيح وربط الجهاز الأمني بالعملية التعليمية وحمايتها، كذلك رجال السير الذين ازدادت ظروفهم تعقيدا، عدا عن القلق النفسي والمرض والتكاليف التي يحتاج تجاوزها لسنتين.
هذا الوطن يستحق أن نخاف عليه، وأن نحافظ على أمنه وسمعته ومسيرته، فالدواء يجب أن يعطى في وقته وبعد تشخيص دقيق ، لا أن يعطى لمريض لم يختبر أو يشخص او تدرس حالته بعناية ، فعند ذلك يزداد الأمر سوءاً ويصبح مرحلة العلاج أكثر كلفة .
كان التعليم الأردني في مراحل سابقة يتصدر التصنيف العربي قوة وحجة، والان ابتعد عن المراكز التي يكون فيها المتميزون، من المسؤول وهل من يفتح حضنه للأفكار المستورة ويطبق أنظمة لا تليق ولا تصلح بنا قادر أن يعيد لسمعة الأردن التعليمية ألقها..
نظام جعل التوجيهي على سنتين دخل حيز التنفيذ دون أن يعي الأساتذة وحتى بعض مدراء التربية تفاصيله فأسئلة تثار بين الحين والآخر حول التخصصات وغيرها لا تجد إجابة عليها لأنها غير معروفة، استعجلتم فرض النظام دون إعطاء ورشات عمل للمعنيين وحتى للأهل الذين يجهلوا توزيع أبنائهم وتصنيفهم.
قولوا حقاً أو فاصمتوا، فالشاهد أمامنا والواقع والشارع من يحكم.. أعيدوا لنظام شهادة الثانوية العامة التوجيهي، روحه وهيبته ولا تشوهوه ، أوقفوه فالوصول الى الحقيقة لا يحتاج الى صخب أو مناكفات مؤلمة.