يبدو ان العد التنازلي بدأ مع تشكيل حكومة الطراونه لعمر مجلس النواب الحالي ورحيله والاستعداد لانتخابات برلمانية جديدة قبل نهاية العام الحالي حسب تصريحات جلالة الملك وتاكيده على اجرائها هذا العام ،ومع اقتراب الحل والدعوة للانتخابات تفصلنا ربما اشهر قليلة تدفع بالبعض الطامح من ابناء الوطن لتسويق برامجه الانتخابية والتي تعود المواطن الاردني عليها وطرح شعاراته وتكثيف زياراته الموسمية في محاولة لسباق الزمن واللحاق بالايام لكسب الود او اثارة العواطف.
واذ اتناول هذا الموضوع اليوم فانما اعتمد على تجارب مررت بها في احدى محافظات المملكة وفي لواء بني كنانة وشهدت ساحات التنافس والسباق للوصول الى قبة البرلمان وعلى مدى دورات ثلاث متتالية اثارت لدي اليوم الفضول للكتابة ونحن مقبلون على معركة جديدة من الانتخابات وكلنا امل ان تسير بسلام كما هي المرات الماضية .وما دفعني للكتابة اليوم مبكرا هو تكرار الوجوه في كل مرة من المرات الثلاث الماضية علما ان قلمي ولساني من الناس على قدر عقولهم ولا اسعى لارضاء المشاهد(المرشح)بل اسعى لارضاء الشاهد وهو ربي وربكم الاعلى سبحانه وتعالى ،ولانني ارفض مثل الكثيرين من بني البشر ان اكون مجرد جسد بلا رأي حاولت المشاركة برأيي في هذه المعركة الصعبة علما انني لا انتمي الى اي علبة فاليمين والشمال معا يصفقان وانا مع نفسي ولست لاحد .
كنت وكما قلت شاهدا لاكثر من ثلاث دورات وشاهدت وسمعت المرشحين في المرات الثلاث وقرأت ما حملته اليافطات من شعارات وعبارات ،اذ يقف المرشحون على المنابر وفي كل مرة ويقولون انا، نحن،سنعمل وسنقوم ،سنوفي ،سندافع ....الخ وهذا برأيي المتواضع القائم على التجربة الحية استدرار شفقة الناس فالشعارات والطروحات التي تتبعثر من افواه المرشحين تحاول اقناعنا اننا نتبع جهل الجهلاء لعدم وجود العقلاء واننا تاركون للحكماء واتباع الاغنياء واؤكد هنا ان التجارب الماضية اثبتت وبرهنت ان هذا الظن خاطئ فما زال للحكمة مكانها ولعقولنا ادوارها ولافواهنا والسنتنا خطابها الذي قال واليوم يكرر ان هذا البعض من المرشحين ومنهم من يحمل اعلى الدرجات العلمية ويمتلك الملايين ولكنه افتقر لبضع مئات ربما ليفوز ومنهم من يفتقر للخبرة ومحدودية الاهتمام بالشؤون العامة وقضايا الناس لبعدهم الكبير ولطول المسافات التي تفصلهم عن المواطن وهمومه ،اذ لا يظهر الا في المواسم الانتخابية وباقي وقته مخصص لاعماله الخاصة ومشاريعه المالية مما ينعكس على الواجبات الملقاة على كاهل النواب .وهناك من هؤلاء البعض الذي خاض التجربة مرارا ليس لديه حصافة او سمة متميزة ينفرد بها عدا الولائم المصلحية والدعوات الاستعراضية ولازمه الفشل خلال فترة وجوده بين اهله في جميع المعارك التي خاضها بهم ولم يتصف بدور المرشد في مجال سياسة العشائر وافتقر ويفتقر للخبرة العملية والثقافة السياسية وهذا ما جعل الناخبين يفكرون بانهم في حال انتخابه يجعلهم موضع الاحاديث ومحط ازدراء الاخرين لسوء اختيارهم وارجو ان لا يتهمني احد بالعشائرية او الجهوية لاننا كلنا ابناء عشائر وهذا الواقع الجميل الذي نعيش ولا يمكن لنا ان نخرج من عشائريتنا .ما عشناه في بني كنانة على مدى عقد من الزمن يءشر على ان بعض المرشحين يلبسون لكل حالة لبوسها بمرونة ومطاطية ليست وليدة المعرفة او الاستجابة للتحديات بل هي نزعة التأقلم الموسمي وثقافة التلفيق والانتقاء ويلجأ هؤلاء الى العشائرية عندما يعجزون عن التسامح والتمدن وحل المشكلات بما يجود به العقل وليس بما يقتضي من الاعراف .
اسرد هذه التجربة لاؤكد للناخب الذي سيتوجه بعد اشهر الى صناديق الاقتراع لانتخاب ممثليه ان يراعي دقة المرحلة التي يعيشها الوطن وان يقف لحظة مع نفسه ويراجع التجربة الماضية والذات قبل الادلاء بصوته الذي هو واجب وطني وحق دستوري عليه ان يمنحه للكفاءة لا للجهة او المنطقة لاننا بحاجة الى مجلس تشريعي قوي قادر على مواجهة التحديات القادمة ،مجلس يلبي تطلعات وطموحات الشعب الاردني وقيادته وعلى راسها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين الذي يقود عملية الاصلاح الشامل والتنمية المستدامة ،مجلس تبقى افعاله لا اقواله بعيدا عن الجهوية والمناطقية والعصبية والتمحور في اطار المصا لح الشخصية الضيقة التي تبعثر الاصوات وتشرذم قوى الخير البانية ،مجلس يؤمن اعضائه بالايثار قبل الاثرة لا يسعى لا لجوازات ولا تقاعدات من جيوب الناخبين .
ولاولئك النازلين في كل انتخابات والذين مل من شعاراتهم ابناء بلداتهم والويتهم نقول تصدقوا على الفقراء من اهلكم ومحيطكم ان كنتم تبغون الخدمة وكنتم صادقين ،وللبعض منهم ممن رسب مرات ثلاث فاكثر نطالب الحكومة ترفيعم تلقائيا كما هو حال الراسبين لثلاث مرات في صف مدرسي واحد ونبارك لهم (ناجح تلقائي).