فيما يبدو بأنه "انقلاب" من الحكومة اليمينية الإيطالية على نظيرتها الإسرائيلية، صعّدت روما لهجتها تجاه تل ابيب، منضمة بذلك إلى الموقف الأوروبي الداعي إلى إنهاء الحملة العسكرية في قطاع غزة.
وقال وزير الخارجي الإيطالي، أنطونيو تاجاني، إن "الرد الإسرائيلي المشروع" على هجوم حماس في الـ7 من أكتوبر/تشرين الأول 2023، يتخذ الآن "شكلًا غير مقبول"، مضيفًا أنه "يجب استعادة احترام القانون الإنساني الدولي".
وعلّقت صحيفة "إسرائيل أوف تايمز" على تصريحات تاجاني، بأنها تعدّ تحولًا لافتًا في موقف الحكومة الإيطالية، بقيادة رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، اليمينية المقرّبة من تل أبيب، مشيرة إلى أن اسرائيل باتت تفقد حتى دعم اليمين في أوروبا، بعد انضمام المستشار الألماني الجديد، فريدريش ميرز، لدعوات إنهاء الحرب.
وتتعرض حكومة ميلوني لضغوط لاتخاذ موقف أقوى ضد الحرب، حيث تدعم أحزاب المعارضة مظاهرة حاشدة تدعو للاعتراف بدولة فلسطينية، والمقرر إقامتها في روما في يونيو/حزيران.
وجاءت تعليقات تاجاني خلال نقاش برلماني محتدم، قال فيه زعيم المعارضة، إن إسرائيل مذنبة بارتكاب إبادة جماعية في غزة.
لكن تاجاني في خطاب أمام البرلمان الإيطالي قال إن رد الفعل "المشروع" للحكومة الإسرائيلية على الـ7 من أكتوبر يتخذ "أشكالًا دراماتيكية وغير مقبولة على الإطلاق"، داعيًا إسرائيل إلى وقف القتال فورًا.
وأضاف "يجب أن يتوقف القصف، واستئناف المساعدات الإنسانية في أسرع وقت ممكن، واستعادة احترام القانون الإنساني الدولي".
كما انتقد الوزير الإيطالي ضمنًا دعوات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وبعض الإسرائيليين، للفلسطينيين لمغادرة غزة جماعيًّا، مشددًا على أن "طرد السكان من غزة ليس ولن يكون خيارًا مقبولًا أبدًا".
ويأتي الموقف الإيطالي وسط موجة انتقادات واسعة لحرب إسرائيل على غزة، حيث صعّد حلفاء لها مثل المملكة المتحدة وفرنسا، من خطاباتهم ضد الممارسات الإسرائيلية في القطاع.