- الدكتور رجائي صويص يودع قطاع التأمين بعد 50 عاماً من الخدمة
- مؤتمر العقبة العاشر للتأمين ملتقي مهم لنقل المعلومات وتبادل الخبرات بين المحاضرين والعاملين في القطاع
- الدكتور صويص يستمر في تقديم جائزته الدولية لأفضل بحث في علوم التأمين ويعتبر التأمين والاقتصاد جسداً واحداً
- سوق التأمين يخلو من وكالات التأمين الأجنبية والعاملين بالقطاع أردنيين ذوي كفاءة عالية
- البنك المركزي يعمل بجهد لتنظيم العمل التأميني ورفع مستوى الشركات المهني والمالي والإداري وتشجيع الاندماج بين الشركات
- العاملين في القطاع شباب واعد ولديهم الكثير ليقدموه من أجل النهوض بالقطاع إلى أعلى المستويات
- الفرصة مواتية لاندماجات في سوق التأمين وهناك حوافز معلنة متعددة الجوانب وذات قيمة مادية للشركة الراغبة في الاندماج
- زيادة الوعي التأميني لدى الجمهور من مسؤولية شركات التأمين وعليها العمل بجد مع اتحاد الشركات وهيئة الرقابة لنشر الوعي الكافي
- مؤتمر العقبة 2025 شهد إقبالاً كبيراً من كل دول العالم وجهود اللجنة التنظيمية وخياراتها كانت مميزة للغاية
أحمد الناجي - بعد خدمة أكثر من 50 عاماً في قطاع التأمين الأردني والعربي يودّع الرئيس التنفيذي لشركة الشرق الأوسط للتأمين الدكتور رجائي صويص هذا القطاع تاركاً للجيل القادم تكملة المسيرة، ناقلاً معرفته لهم ورسائل هامة وغنية تفيدهم في رفد خبراتهم المستقبلية وتطوير مهاراتهم التأمينية والمهنية.
ودّع د. صويص القطاع بلفتة رائعة، أثناء تكريمه، حيث أكد على استمرار تقديم جائزته الدورية وقيمتها 5000 دولار، التي تمنح لأفضل بحث في علوم التأمين، حيث يعلن عن الفائز في المؤتمر العام للإتحاد العام العربي للتأمين الذي ينعقد في كل مرة في أحدى الدول العربية. ولم تكن هذه البادرة الكريمة الأولى، وإنما كان قد قدم للجامعة الأردنية قاعة محاضرات مجهزة بالكامل لاستخدام كلية الهندسة فيها. فكيف لقطاع التأمين أن يمكنه تخطي قامة كبيرة كمثل الدكتور رجائي؟
وقال د. صويص لـ"أخبار البلد"، إن قطاع التأمين في الأردن بدأ منذ حوالي ثمانين عاماً، وكان عبارة عن بضع وكالات وفروع لشركات أجنبية تقدم أنواع التأمين الأساسية بطريقة بسيطة. وكان العاملون فيه يفتقرون للخبرات العالمية والمعلومات المهنية المتقدمة، أما اليوم فإن السوق قد خلا من وكالات التأمين للشركات الأجنبية، والشركات العاملة فيه كلها شركات تأمين أردنية ومعظم العاملون ذوي كفاءة عالية، بعضهم حاز على أعلى الدرجات المهنية العالمية. ومع التطور التكنولوجي تطور قطاع التأمين الأردني بشكل لافت ويعتبر في الآونة الأخيرة من أكثر القطاعات تطوراً في العالم العربي. كما أنه من المعروف أن كثير من مدراء شركات التأمين في دول الخليج العربي هم أردنيون بدأو العمل في السوق الأردني.
وأضاف أن البنك المركزي الأردني الذي أصبح المراقب الفعلي على قطاع التأمين منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات، يعمل بجهد ملحوظ على تنظيم العمل ورفع مستوى الشركات المهني والمالي والإداري ويشجع الإندماج بين الشركات. لذلك فإن الشركة التي لا تستطع أن تلبي متطلبات البنك ليس أمامها سوى إغلاق مكاتبها. إن الفرصة الآن مواتية لتتم مجموعة من الإندماجات في سوق التأمين الأردني، فقد أصبح واضحاً أن الشركة التي تطمح لتحقيق نسبة نمو أعلى من معدل السوق عليها أن تخطط للإندماج مع شركة أخرى لتكوين شركة جديدة أفضل وأقدر من الشركتين المنفردتين. كما أن الحوافز المعلنة عندما يتم الإندماج متعددة الجوانب وذات قيمة مادية عالية.
وأشار إلى أن التأمين يلحق بالإقتصاد، فإذا كان اقتصاد البلد قوياً فإن شركات التأمين تصبح متطورة قادرة على تلبية احتياجيات قطاعات التجارة والصناعة والخدمات وتتفاعل مع النمو الاقتصادي وتقدم للسوق ما يحتاجه من شتى انواع التأمين. إن الاقتصاد في الأردن بحاجة إلى نمو أكبر بكثير مما نشهده، فإذا لم يتحقق ذلك ستبقى شركات التأمين ضمن حدود الاقتصاد الأردني.
من البديهي والمطلوب أن تعمل إدارة كل شركة على تحقيق أرباح سنوية معقولة ومستدامة، إذ بدون ذلك فإن الشركة تكون غير قادرة على تحمل كلف التطوير المطلوبة وتنمية مهارات الموظفين وتدريبهم واستقطاب اللأكفاء والخبراء الذين هم قادرون على التخطيط ومتابعة برامج التوسع والتحول الرقمي. كذلك تحديث البرامج ومتابعة الأسواق العالمية واستنباط الحلول لمساعدة عملاء الشركة عند الحاجة. إن زيادة الوعي التأميني لدى الجمهور هو أيضاً من مسؤولية شركات التأمين، وعليها أن تعمل بجد مع اتحاد الشركات وهيئة الرقابة على نشر الوعي الكافي لأهمية الحصول على التأمين الذي يناسب احتياجات الفرد ضمن امكانته المادية.
وتطرق د. صويص في حديثه لأهمية مؤتمر العقبة العاشر للتأمين الذي عمل على نقل المعلومات وتبادل الخبرات ما بين المحاضرين والعاملين في القطاع، لافتاً إلى أن مؤتمر 2025 شهد إقبالاً كبيراً من العاملين في التأمين ولم يقتصر على الأردن وإنما حضر المؤتمر شركات تأمين وإعادة تأمين وسماسرة عالميين، مشيداً بالجهود الواضحة للجنة المؤتمر التنظيمية والتي خططت وتابعت جميع الترتيبات بما فيها اختيار المحاور والمحاضرين بعناية، حيث أن المتحدثين يمتلكون كمٍ وافٍ من العلم والمعرفة مما جعل الحضور يتفاعل معهم. علماً بأن لقاء شركات التأمين مع معيدي التأمين والسماسرة العالميين لا يحدث فقط أثناء مثل هذه المؤتمرات بل يتم بأشكال مختلفة على مدار العام.
وقد تم تكريم يليق بالدكتور رجائي صويص في الجلسة الإفتتاحية لمؤتمر العقبة من قبل معالي الدكتور عادل شركس محافظ البنك المركزي ورئيس مجلس إدارة إتحاد شركات التأمين الأردنية والأمين العام للاتحاد العام العربي للتأمينأ وقدمت نبذة مختصرة عن أعماله وما قدمه لسوق التأمين. كما وجه د. صويص رسالة لجميع العاملين في القطاع التأميني، وقال إن التأمين مهنة نبيلة وعلى العاملين فيها أن يقدموها بطريقة لائقة وباحترام للطرف الآخر وعلى أن تكون العلاقة وديّة وليست صدامية بين الطرفين. وأضاف إن كل من عمل في قطاع التأمين واستفاد منه عليه أن يرد جزءاً يسيراً مما أخذه من هذا القطاع وأن يرده إما بالتدريس أو التبرعات أو بأي طريقة أخرى يراها مناسبة.
وقال إن تكريمه على خشبة المسرح أصابه بشعور مختلط ما بين الحزن والسرور والفخر، شاكراً الاتحاد الأردني لشركات التأمين على هذه اللفتة الطيبة، ومؤمنا أن أكثر العاملين في القطاع شباب واعد ولديهم الكثير ليقدموه من أجل النهوض بالقطاع إلى أعلى المستويات، معرباً عن فخره واعتزازه بأنه كان أحد العاملين في هذه المهنة النبيلة مسلّماً الراية للجيل الجديد راجياً منهم أن يقدموا لقطاع التأمين ما يجب ان يقدموه بإخلاص ووفاء.