بقلم: د. عصام عبد الجليل الكساسبة
في خطوة تعكس وعيًا وطنيًا ومسؤولية قومية، يقود نقيب المهندسين الأردنيين المهندس عبدالله غوشة اليوم أحد أهم الملفات الاستراتيجية في الإقليم، وهو ملف تصدير الإعمار إلى دولة سوريا الشقيقة. وقد جاءت رؤيته في هذا الملف في غاية النضج والوعي، حيث قدم تصورًا شاملًا ومدروسًا، انطلق من ثلاثة محاور رئيسية، تجسّد بوضوح الإدراك العميق لأهمية هذا الملف سياسيًا واقتصاديًا ومهنيًا.
لقد بيّن المهندس غوشة، خلال لقاء مطوّل ضم مجموعة من الخبراء والمهندسين، أن الأردن يمتلك فرصة تاريخية للعب دور محوري في عملية إعادة الإعمار في سوريا، بفضل ما يملكه من خبرات هندسية عريقة، وموقع جغرافي استراتيجي، وارتباط تاريخي وجغرافي واقتصادي وثيق مع الشعب السوري.
ومن أبرز ما طرحه النقيب غوشة:
1. أهمية إعداد ملف إعمار وطني متكامل يراعي الأبعاد السياسية والاقتصادية والفنية، ويُقدَّم من خلال النقابات المهنية الأردنية إلى الجهات الرسمية والدولية المعنية.
2. تشكيل فريق وطني تقني سياسي اقتصادي يتولى رسم خارطة الطريق الأردنية للمشاركة الفاعلة في الإعمار، من خلال التنسيق بين نقابة المهندسين والنقابات المهنية والقطاعين العام والخاص.
3. دعوة لتبني إرادة سياسية عليا بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله، لضمان أن يكون الأردن شريكًا استراتيجيًا في إعادة إعمار سوريا، وذلك لما لهذه العملية من أبعاد تتعلق بالأمن القومي والاقتصاد الوطني.
وفي هذا السياق، قال المهندس عبدالله غوشة:
"نحن في نقابة المهندسين لا ننظر إلى ملف إعمار سوريا من باب المصلحة الاقتصادية فحسب، بل من باب الواجب القومي والإنساني والتكامل الإقليمي. الأردن يجب أن يكون في قلب هذه المعادلة، وهو قادر على ذلك بقيادته الحكيمة وخبراته المهنية.”
كما أشار إلى أن النقابة ستقوم قريبًا بوضع هذا الملف على طاولة الحكومة، والعمل على التنسيق مع كافة الجهات ذات العلاقة، تمهيدًا لرفعه إلى جلالة الملك، صاحب الرؤية الشاملة في دعم الأشقاء والعمل على استقرار المنطقة.
إن قيادة المهندس غوشة لهذا الملف في هذا التوقيت تمثل نقلة نوعية في العمل النقابي الوطني، وتضع النقابات المهنية الأردنية في موقعها الطبيعي كأذرع مساندة للدولة الأردنية في الملفات الإقليمية الكبرى.
ختامًا، إن ملف إعمار سوريا ليس ملفًا فنيًا فقط، بل هو فرصة استراتيجية لوضع الأردن في موقعه القيادي بالمنطقة. وها هو نقيب المهندسين الأردنيين يقود هذه الرؤية بروح وطنية عالية، تستحق الدعم والتقدير من جميع مكونات الدولة