قال الملياردير الأمريكي وارن بافيت في وقت متأخر يوم السبت إنه سيتنحى عن منصب الرئيس التنفيذي لشركة «بيركشير هاثاواي» في نهاية العام وسيسلم منصبه إلى كريغ إيبل نائب رئيس مجلس الإدارة.
وقال بافيت (94 عاماُ) في الاجتماع السنوي لشركة «بيركشير هاثاواي « المعتبرة أنجح شركة استثمار في العالم «أعتقد أن الوقت حان لكي يصبح كريغ الرئيس التنفيذي للشركة في نهاية العام».
وأضاف أن إيبل لم يكن على علم بخططه قبل الإعلان عنها على الرغم من أن بافيت أخبر أولاده بذلك.
ويشغل إيبل (62 عاماً) منصب نائب رئيس مجلس إدارة اشركة منذ 2018، وقيل في 2021 إنه الخليفة المتوقع لبافيت في منصب الرئيس التنفيذي.
وقال بافيت أيضاً إنه «ليست لديه أي نية» لبيع أسهمه في «بيركشير»، وسيتم التبرع بأسهمه كلها تقريبا بعد وفاته.
وقد تطورت «بيركشاير هاثاواي» على مر السنين من شركة صغيرة تعمل في مجال المنسوجات، إلى مجموعة عملاقة تحت قيادة بافيت، وتبلغ قيمتها حالياً أكثر من تريليون دولار.
وقال المحلل المالي آرت هوغان من شركة «بي. رايلي ولث منجمنت» لوكالة فرانس برس «إنه من أعظم المستثمرين في عصرنا. سجله حافل بالنجاحات: فقد تفوق على مؤشر +ستاندرد آند بورز 500+ (مؤشر بورصة نيويورك القياسي) على مدار عام، وخمس سنوات، وعشر سنوات، وعشرين عاما» من حيث العائدات.
طوال حياته، فضل وارن بافيت الاستثمار على المدى الطويل في شركات مستقرة، مع التدقيق في حساباتها، ما سمح له ببناء خامس أكبر ثروة في العالم على مدى عقود.
وتمتلك مجموعته حالياً عشرات الشركات (من بطاريات «دوراسيل» إلى شركة التأمين الأمريكية «جيكو») فضلاً عن أسهم في شركات مختارة بعناية، من «كوكا كولا» إلى «بنك أوف أمِريكا»، ومن «شيفرون» إلى «أميريكان إكسبريس».
وقال المحلل ستيف سوسنيك من شركة «إنتراكتيف بروكرز» لوكالة فرانس برس «إنها حقاً نهاية حُقبة – أعظم مستثمر في الأجيال الأخيرة ينهي أخيراً مسيرته المهنية، ويخرج منها بقوة».
من جهة ثانية قال بافيت أمام آلاف المساهمين في شركة «بيركشاير هاثاواي» إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تستخدم «التجارة كسلاح»، مُحَذِّراً من إثارة غضب بقية دول العالم كما فعل الرئيس دونالد ترامب من خلال فرضه للرسوم الجمركية التي هزت الأسواق العالمية.
وأضاف «في رأيي، من الخطأ الكبير أن يكون هناك 7.5 مليار شخص لا يحبونك كثيرا، بينما هناك 300 مليون يتفاخرون بما حققوه»..
وتابع القول إنه من الأفضل أن تكون التجارة متوازنة بين الدول، لكنه لا يرى أن ترامب يسلك الطريق الصحيح بفرضه رسوماً جمركية واسعة النطاق.
وقال أيضاً «يجب أن نسعى للتجارة مع بقية العالم. ينبغي أن نقوم بما نجيده، وعلى الآخرين أن يفعلوا الشيء ذاته فيما يجيدونه».
يذكر أن بافيت ربما يكون أكبر المتبرعين للمنظمات الخيرية في العالم، إلى جانب بيل غيتس مؤسس «مايكروسوفت،» حيث تبرع لها بعشرات مليارات الدولارات، وقال إنه سيترك 99% من ثروته المقدرة بأكثر من 168 مليار دولار للأعمال الخيرية وليس لعائلته.