تغيب رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك” رونين بار عن اجتماع للمجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت” مساء الأحد، بسبب عزم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إقالته.
وقالت هيئة البث العبرية (رسمية) الاثنين إن رونين بار تغيب عن اجتماع الكابينت أمس، على خلفية نوايا مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إقالته من منصبه.
ونقلت الهيئة عن مصادر مطلعة لم تسمها قولها إن "بار كان منشغلا بمهام ميدانية، وحضر نائبه (لم تسمه) الاجتماع بدلا عنه”.
ووفق وسائل إعلام عبرية، بينها صحيفة "يديعوت أحرونوت”، فإن أزمة الثقة بين نتنياهو وبار "وصلت ذروتها”.
وفي 4 مارس/ آذار الجاري أقر "الشاباك”، وفق نتائج تحقيق أجراه بشأن إخفاقات 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بفشله في تقييم قدرات حركة "حماس”، وألمح إلى مسؤولية نتنياهو عن "رسم سياسة فاشلة على مر السنين”، وفق تسريبات نشرتها هيئة البث.
ونقلت القناة "13” الإسرائيلية عن مقربين من نتنياهو أن بار فشل كليا في التعامل مع "حماس” وأحداث 7 أكتوبر، وعرض تحقيقات "لا تجيب عن أي سؤال”.
وفي ذللك اليوم، هاجمت "حماس” 22 مستوطنة و11 قاعدة عسكرية بمحاذاة غزة، فقتلت وأسرت مئات الإسرائيليين؛ ردا على "جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى”، حسب الحركة.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مقربين من بار قوله، في اجتماعات مغلقة، إنه لن يستقيل من منصبه قبل إعادة آخر أسير إسرائيلي من غزة.
وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وقالت هيئة البث إن مكتب نتنياهو يضغط على "الشاباك” لعرض نتائج التحقيق (رسميا) خلال الأيام القليلة المقبلة، بهدف إقالة بار، لكن "الشاباك” طلب مهلة إضافية بداعي أن التحقيق لم ينته.
وفي ظل هذا الوضع، توجه عضو الكنيست من حزب "هناك مستقبل” المعارض رام بن باراك إلى المستشارة القانونية للحكومة، غالي بهراف-ميارا، مطالبا إياها عبر رسالة بالتدخل لمنع إقالة بار.
وحسب هيئة البث فإن اجتماع "الكابينت” الأحد تناول من بين أمور أخرى، تفويض وفد التفاوض الذي توجه الاثنين إلى قطر.
واستقال مسؤولون إسرائيليون، بينهم رئيس الأركان السابق هرتسي هاليفي، من مناصبهم، وأعلنوا تحملهم جانبا من المسؤولية عن إخفاقات 7 أكتوبر 2023.
بينما يلقي نتنياهو بالمسؤولية على الجيش والمخابرات، ويرفض تحمل أي مسؤولية شخصية عن الإخفاقات، ويتجاهل دعوات المعارضة إلى إجراءات انتخابات مبكرة.