قام صاحب السمو الملكي الأمير غازي بن محمد كبير المستشارين لجلالة الملك عبد الله الثاني للشؤون الدينية والثقافية والمبعوث الشخصي لجلالة الملك وسماحة الشيخ علي جمعة مفتي الديار المصرية بزيارة المسجد الأقصى المبارك هذا اليوم وذلك تلبية لدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف : "لا تشدوا الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا" رواه البخاري (1996) ومسلم (1397).
وقد دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل أسابيع المسلمين كافة إلى رفادة المسجد الأقصى المبارك ودعمه وإعماره البشري والروحي بالمصلين والحجاج.
وقد صلى سمو الأمير وفضيلة المفتي ركعتي تحية المسجد داخل المسجد الأقصى (مسجد عمر والذي يدعى أيضاً المسجد القبلي) وفي قبة الصخرة المشرفة وفي كل من مسجد البراق والمصلى المرواني والأقصى القديم (الأقصى السفلي) وفي صحن الحرم القدسي الشريف وذلك تقرباً لله تعالى وتأكيداً على أن الحرم القدسي الشريف وحدة مقدسة واحدة وكلٌ لا يتجزأ فوق وتحت الأرض. كما قام سمو الأمير غازي بتحديد مكان كرسي وقفية الملك عبد الله الثاني بن الحسين لدراسة فكر الإمام الغزالي، الذي ساهمت في إنشائه مؤسسة آل البيت (مآب)، في إحدى الغرف التابعة للباب الذهبي (باب ستنا مريم عليها السلام ـ أحد أبواب الحرم الشريف) وذلك حيث اعتكف الإمام الغزالي وألف كتابه المشهور "إحياء علوم الدين" قبل نحو 900 عام.
وتأتي هذه الزيارة من سمو الأمير غازي بن محمد و مفتي الديار المصرية الشيخ علي جمعة تشجيعاً للمسلمين القادرين على الوصول للمسجد الأقصى المبارك للتواصل مع قبلة المسلمين الأولى وأحد أقدس ثلاثة أماكن في الإسلام.
وكان في استقبال سمو الأمير غازي ومفتي الديار المصرية كل من رئيس مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس الشيخ عبدالعظيم سلهب ومفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين والشيخ عزام الخطيب مدير أوقاف القدس.
هذا وقد التقى سمو الأمير غازي بعدد من أعضاء إدارة الأوقاف الإسلامية التابعة تاريخياً لوزارة الأوقاف الأردنية واطلع على احتياجاتهم واستمع منهم لبعض الإنجازات والمعوقات التي تتعلق بالأعمار الهاشمي في الحرم القدسي الشريف.
وفي وقت سابق وجه وزير الأوقاف الفلسطيني محمود الهباش بتاريخ 28 شباط دعوةً إلى الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إلى التراجع عن فتواه التي يحرم فيها على غير الفلسطينيين زيارة القدس. وقال الهباش "إن زيارة القدس فريضة شرعية وضرورة سياسية، وأنها حق مشروع لجميع المسلمين والمسيحيين، وواجب مقدس على المسلمين بنص صحيح السنة النبوية المشرفة." ورأى أن زيارة المسلمين للقدس حتى وهي تحت الاحتلال، تتشابه مع زيارة النبي صلى الله عليه وسلم للمسجد الحرام بعد صلح الحديبية وهو تحت حكم المشركين، مضيفاً أنه لم يقل أحدٌ بأن ذلك كان تطبيعا من الرسول صلى الله عليه وسلم مع المشركين أو اعترافًا بشرعية حكمهم لمكة المكرمة، بل كان ذلك تأكيدا لحق المسلمين في المسجد الحرام. وأضاف الهباش أن زيارة المسلمين والمسيحيين للقدس تمثل تحديًا للسياسات الإسرائيلية الهادفة إلى عزل المدينة المقدسة، وتشكل دعمًا ماديًا ومعنويًا للمرابطين في القدس حتى لا يشعروا بأنهم وحدهم في معركة الدفاع عن عروبة وإسلامية القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية. وكان الهباش قد دعا كل الذين يفتون بتحريم زيارة القدس إلى أن "يتقوا الله في ما يقولون، وألا يكونوا عونًا لإسرائيل على القدس وأهلها المرابطين الذين يتطلعون إلى تواصل كل أبناء الأمة معهم لدعم صمودهم وتعزيز بقائهم في مدينتهم." علاوة على ذلك، فقد أسرى الله عز وجل بنبيه الكريم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى والقدس ما زالت تحت الاحتلال الأجنبي.
وقبل زيارة المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة قام الأمير غازي بن محمد وسماحة الشيخ علي جمعة بزيارة مقام سيدنا موسى عليه السلام قرب مدينة أريحا كما أنهم قاموا بزيارة القدس الشريف.
وبعد زيارة المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة، قام الأمير غازي بن محمدأيضاً بزيارة كنيسة القيامة ولقاء غبطة بطريرك المدينة المقدسة ثيوفيلوس الثالث والذي رافق الأمير غازي في رحلته من بلدة القدس القديمة لتناول الغداء تأكيداً على الوحدة الإسلامية المسيحية العربية وعلى روح التعايش بين الديانات.
هذا وقد سبق أن قام سمو الأمير هاشم بن الحسين بزيارة المسجد الأقصى المبارك قبل أسبوعين (بتاريخ 4/4/2012) برفقة الداعية الإسلامي الحبيب علي الجفري والصلاة في رحاب المسجد الأقصى المبارك.