فرغم وجوده في البترا، يبدو أن البريزات يفضل التواجد في عمان، متنقلًا بين الشاشات المختلفة، في تصريحات صحفية وإعلامية، لكن غابت عنه الخطوات العملية التي كان يجب أن تتبع، الكلمات قد تملأ الفضاء الإعلامي، لكن العمل الميداني على الأرض هو ما ينتظره أهل البترا والمواطنون فإقليم البترا الذي يشهد العديد من المشكلات والملفات العالقة، بحاجة إلى خطة حقيقية للنهوض به، وليس لمزيد من التصريحات الإعلامية التي لا تعكس الواقع.
ومن بين القضايا التي كان من المفترض أن يأخذ البريزات زمام المبادرة في معالجتها هو التقرير الصادر عن ديوان المحاسبة لعام 2023، والذي كشف عن مخالفات جسيمة في ملف العطاء رقم (مع/2023/6)، المتعلق بالمبنى البديل لمديرية تربية لواء البتراء فبدلًا من أن يتحرك البريزات لمعالجة هذه القضايا، نجد أن السلطة قامت باستئجار مبانٍ بمبالغ ضخمة وصلت إلى 250,291 ألف دينار ، بينما تم استملاك أراضٍ بقيمة 402,000 ألف دينار دون إجراء الفحوص الفنية اللازمة، مما أدى إلى اكتشاف تشققات إنشائية بالمبنى، وتطلبت إصلاحات مكلفة وفي الوقت نفسه، تبين أن قطعة أرض مستملكة في مجرى الوادي لا يمكن الاستفادة منها للبناء، بسبب صعوبتها الطبوغرافية.
الأمر لا يتوقف هنا، حيث تم صرف مبلغ إجمالي قدره 670,735 ألف دينار على هذه المشاريع، فيما تم توقيع اتفاقية جديدة عام 2022 لإنشاء مبنى جديد للمديرية بتكلفة إضافية بلغت 1,430مليون دينار، وعليه، تحفظ ديوان المحاسبة على القرار بسبب تجاوز قيمة الإحالة للمخصصات المرصودة في الموازنة، وما زال الموضوع قيد المتابعة.
إن الوضع الذي كشفه تقرير ديوان المحاسبة يتطلب تدخلًا عاجلًا من البريزات لمعالجة هذه المخالفات، ووضع استراتيجية حقيقية لإصلاح ما تم التلاعب فيه، بدلاً من الاكتفاء بالتصريحات والظهور الإعلامي فالبتراء، وبخاصة في ظل التحديات التي تواجهها، تحتاج اليوم إلى قائد حقيقي يعمل على الأرض، وليس فقط عبر الشاشات والتصريحات التي أصبح البريزات نجما يتنقل من شاشة إلى شاشة والمشكلة أن ما يصرح به يمثل "خراب بيوت" ودمار خصوصًا إذا تعلقت المسألة بالفنادق وعملها فهو دائما يبشرنا بأن الفنادق على وشك الإغلاق بسبب الأزمة السياحية التي تعيشها، مما يستدعي أن يبقى في المدينة الوردية وبين جبالها وأوديتها يشخص الواقع ويسعى للتغلب عليه أو التفكير في حلول بدلاً من الظهور بين الحين والآخر على الشاشات حيث مللنا كثيرا من هذا الظهور خصوصا إذا كان فال شؤم بتصريحاته التي أجهزت على ما تبقى من سياحة في البتراء، ونأمل أن يأخذ بنصيحتنا وأن لا يظهر مطلقا على الشاشة إلا إذا كانت هنالك أخبار "سارة".