توقع إجهاد موارد الرعاية الصحية في الأسابيع المقبلة
الأكبر والأصغر سنا يعانون من أعلى معدلات دخول المستشفيات
أكد عضو اللجنة الوطنية لليقظة الدوائية ولقاحات كورونا وأستاذ مستشار علاج الأمراض المعدية الدكتور ضرار بلعاوي أن الأردن دخل في موجة شتوية من أمراض الجهاز التنفسي.
وبين أنه مع حلول فصل الشتاء في الأردن، تشهد البلاد مثلها مثل الكثير من دول العالم، زيادة حادة في التهابات الجهاز التنفسي، بما في ذلك الإنفلونزا وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV) وكوفيد-19.
وأضاف أنه في حين أن الزيادة في الحالات تتبع الأنماط الموسمية المتوقعة للإنفلونزا وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي RSV، فإن التقاء هذه الفيروسات يمثل تحديا محتملا لأنظمة الرعاية الصحية بالمملكة.
وأوضح بلعاوي أن الوضع الوبائي الحالي لدينا يشير استنادا الى نتائج فحوصات مخبرية عشوائية، إلى زيادة مقلقة في كل من الإنفلونزا وفيروس RSV، مع تأثير واضح على المستشفيات.
ولفت إلى أن انتشار فيروسات الإنفلونزا A(H1N1)pdm09 و A(H3N2) و B حاليا يزيد من فرص الإصابة، وقد يؤدي سيناريو "التهديد الثلاثي" هذا، إلى جانب استمرار انتقال كوفيد-19 وإن كان على مستوى منخفض نسبيا، إلى إجهاد موارد الرعاية الصحية بشكل كبير في الأسابيع المقبلة.
ووفق بلعاوي فإن موجة الإنفلونزا هذا الشتاء تشبه موجة العام الماضي بشكل ملحوظ، من حيث التوقيت والنمو السريع في الحالات، وفي الوقت نفسه، يبدو أن RSV يتأخر عن اتجاه العام الماضي بنحو أسبوعين.
ونوه إلى أنه بينما تشير هذه الأنماط إلى العودة لمعايير ما قبل الجائحة الموسمية للإنفلونزا وفيروس RSV، يستمر كوفيد-19 في تحدي الموسمية المتوقعة، لكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كان الأردن سيواجه موجة جديدة من الإصابات بكوفيد-19 هذا الشتاء، عن طريق المتحور الجديد XEC، مما يجعل الاستعداد أكثر أهمية، خصوصا مع استمرار جفافية الجو وانحباس الأمطار.
وعن الفئات الأكثر عرضة للخطر، أشار بلعاوي إلى أنه في حين أن أي شخص يمكن أن يصاب بفيروسات الجهاز التنفسي هذه، فإن بعض الفئات الديموغرافية تكون أكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة، فالأطفال الصغار جدا معرضون بشكل خاص لإصابات RSV الخطيرة، حيث يتحمل الرضع أعلى مخاطر دخول المستشفى.
كما يواجه كبار السن وخاصة أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما حسب ما ذكر، خطرا متزايدا للإصابة بمضاعفات خطيرة من كل من الإنفلونزا وكوفيد-19، إلى جانب النساء الحوامل والأفراد الذين يعانون من نقص المناعة، وأولئك الذين يعانون من حالات طبية كامنة، مما يتطلب يقظة خاصة وإجراءات وقائية.
وأكد بلعاوي أن البيانات الحالية تسلط الضوء على أن السكان الأكبر سنا والأصغر سنا يعانون بالفعل من أعلى معدلات دخول المستشفى، حيث يمثل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 0 و 4 سنوات، وخاصة الرضع، غالبية حالات دخول المستشفى بسبب RSV، أما أولئك الذين تبلغ أعمارهم 65 عاما فأكثر ممثلون بشكل غير متناسب بين حالات دخول المستشفى بسبب كوفيد-19، مما يؤكد مرة أخرى على أهمية التدخلات المستهدفة.
وشدد على أن التطعيم يبقى حجر الزاوية في الدفاع ضد أمراض الجهاز التنفسي الحادة، والطريقة الأكثر فعالية للوقاية من العدوى وتقليل الأمراض الخطيرة من الإنفلونزا وكوفيد-19، داعيا الأردنيين المؤهلين، وخاصة أولئك الذين ينتمون إلى الفئات المعرضة للخطر، إلى الحصول على التطعيم دون تأخير، ويشمل ذلك العاملين في مجال الرعاية الصحية، الذين يلعبون دورا حاسما في احتواء انتقال العدوى داخل مرافق الرعاية الصحية، وحماية المرضى المعرضين للخطر.
ودعا بلعاوي إلى جانب التطعيم، لاستخدام العلاجات المضادة للفيروسات في الوقت المناسب بالنسبة للإنفلونزا، حيث يمكن أن يؤدي التدخل المبكر المضاد للفيروسات إلى تقليل خطر التطور إلى مرض خطير بشكل كبير، خاصة بالنسبة للأفراد في الفئات المعرضة للخطر، في حين توفر العلاجات المضادة للفيروسات مثل Paxlovid لكوفيد-19، فعالية مستمرة ضد المتغيرات المنتشرة حاليا.
وبالإضافة إلى التطعيم ومضادات الفيروسات، اعتبر أن التدخلات غير الدوائية تظل ضرورية للحد من انتقال الفيروسات، كممارسة النظافة التنفسية السليمة، وغسل اليدين بشكل متكرر، وضمان التهوية الجيدة في الأماكن المغلقة، وعزل نفسك عند الشعور بالتوعك، بالإضافة لاستخدام أقنعة الوجه في الأماكن العامة المزدحمة، خاصة للأفراد الأكثر عرضة للخطر أو أولئك الذين يتفاعلون معهم.
وفيما يتعلق بتحضير نظام الرعاية الصحية لموجة الشتاء، نبه بلعاوي إلى أنه نظرا لتدفق حالات عدوى الجهاز التنفسي المتوقعة، فإن الاستعداد للرعاية الصحية أمر حيوي، عن طريق ضمان قدرة كافية داخل المستشفيات، بما في ذلك مستويات التوظيف وأقسام الطوارئ ووحدات العناية المركزة.
وطالب بإعطاء الأولوية للوصول إلى الموارد الأساسية مثل أجهزة التهوية وإمدادات الأكسجين، إذ يعد تنفيذ تدابير صارمة للوقاية من العدوى ومكافحتها داخل أماكن الرعاية الصحية ومرافق الرعاية طويلة الأجل، أمرا بالغ الأهمية للتقليل من تفشي المرض وحماية السكان المعرضين للخطر، ناهيك عن عمل حملات التوعية بالصحة العامة للمواطنين، بشأن المخاطر وتشجع على الالتزام بتدابير الحماية.
ودعا بلعاوي الجهات المعنية إلى التتبع المستمر للاتجاهات الوبائية، والتعرف السريع على السلالات المنتشرة، والإبلاغ السريع عن الحالات غير العادية أو مجموعات التهابات الجهاز التنفسي.
الرأي