أخبار البلد - مع استمرار العدوان الإسرائيلي على فلسطين ولبنان والمنطقة ، بدأت تتكشف أسباب الدعم الغربي «الجنوني» لدولة الاحتلال الإسرائيلي، إذ بات الغرب يدرك أن سقوط دولة الاحتلال الإسرائيلية يعني سقوطا للتسلط الغربي، حسب محللين .
وما يؤكد صحة التحليلات، كلام نسب للرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، ، أن «الحرب في غزة ليست بين إسرائيل وحماس فقط، بل هي حرب لإنقاذ الحضارة الغربية» ووفق ذلك المفهوم الذي «يعني أن المسلمين قادمون، وأن سقوط إسرائيل هو سقوط للاستعمار والتسلط الغربي عموما، وهذا يفسر الدعم الجنوني الذي يقدمه الغرب دون مراعاة أو خجل من نفاقهم السابق حول العدل وحقوق الإنسان».
إسرائيل هي دولة استعمارية بامتياز، فقد تم إنشاؤها على أرض فلسطين التاريخية، التي كانت مأهولة بالسكان العرب منذ آلاف السنين، وقد تم ذلك بدعم من القوى الغربية، وقد أرادوا إنشاء دولة يهودية في الشرق الأوسط،تتغلغل في المنطقة لتخدم المصالح الغربية .
وإذا كانت الحرب التي تشن على غزه لإنقاذ الحضارة الغربية فان «الحضارات لا تقوم على الاحتلال والجرائم الوحشيّة وانتهاك الحقوق ونسف القيم والمبادئ الدوليّة والقيم الإنسانيّة، الحضارات لا تقوم على الباطل والدجل وتزييف الحقائق، الحضارات لا تقوم على القوة الغاشمة واستخدامها في فرض النفوذ وقهر الشعوب» وإن «الحضارة الغربيّة اليوم التي يدافع عنها مجرم ويدعمه مجرم ويمدّه بالسلاح والمال والمرتزقة هو مجرم، ومن يُكمّم الأفواه ويقمع الحريّات ويعتبر حريّة الرأي جريمة ويسنّ التشريعات ويفرض العقوبات على مجرّد إبداء مشاعر التعاطف الإنساني مع الضحايا في غزّة الذين بلغ عددهم ما يزيد عن 46 ألف شهيد وأكثر من 140 ألف جريح يٌشكّل الأطفال والنساء غالبيتهم وتشريد أكثر من 1.7 مليون من ديارهم، و تدمير المشافي والمساجد والكنائس وتدمير البنى التحتيّة واستهداف المدارس والجامعات ومنع الماء والغذاء والدواء واستخدام الأسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً، فماذا بقي من أركان جريمة الإبادة الجماعيّة؟!». «هذه هي الحضارة التي يدافع عنها المجرمون في إسرائيل، هذه ليست حضارة بل وصمة عار في جبين الغرب، وما هي إلا تكرار لممارسات النازيّة وتكرار لجرائم إبادة الشعوب الأصليّة في أفريقيا وأمريكا وأستراليا، فما يجري اليوم في فلسطين هو جريمة إبادة متكاملة الأركان بحق الشعب الفلسطيني لا تختلف عن جرائم إبادة شعوب الهنود الحمر واليوكي والبالاوا الهيريرو، وشعب الأباتشي وشعب التاينو والبوسنة والهرسك وغيرها من الشعوب».
ووسط كل ذلك، تعتبر دولة الاحتلال الإسرائيلي أن الدفاع عن الحضارة الغربية هو أمر أساسي للحفاظ على النظام العالمي الليبرالي، الذي يوفر الحماية لها، وبشكل عام، ترى إسرائيل أن الدفاع عن الحضارة الغربية هو أمر أساسي للحفاظ على أمنها واستقرارها، وللحفاظ على مصالحها وقيمها ، ما تزال الصهيونية الليبرالية تلعب دورًا مهيمنًا في الأيديولوجية الصهيونية رغم تنامي السياسات اليمينية في النظام الإسرائيلي. ولها وظيفة محددة ومهمة تتمثل في تغليف المشروع الصهيوني بقشرة الحضارة الغربية المستنيرة والسياسات الديمقراطية التقدمية. ولهذا نادرًا ما يوصَف النظام الإسرائيلي في الأوساط الغربية العامة بحقيقته: دولة استعمارية استيطانية تمارس الفصل العنصري. فيما يصفُ السياسيون ووسائل الإعلام على اختلاف أطيافهم السياسية في أوروبا وأمريكا الشمالية وخارجهما إسرائيلَ إلى حدٍ كبير بأنها «الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط،» وأنها تتبنى قيمًا غربية تجعلها منارةً للسياسة التقدمية في منطقة استبدادية يتعذر إصلاحها. ثم يُستخدم هذا الخطاب لتبرير الدعم الغربي الجامح للنظام الإسرائيلي، بما ينطوي عليه من تقديم الوسائل الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية اللازمة لاستدامة استعماره في فلسطين وتوسيعه ليشمل الشرق الأوسط.
«إسرائيل تحارب لإنقاذ الحضارة الغربية»
علي أبو حبلة