في ضوء ما شهدته السوق الأردنية من تغييرات جوهرية عقب حملة المقاطعة الشعبية التي استهدفت سلسلة متاجر كارفور، تبرز عدة تساؤلات حول خطوة مجموعة ماجد الفطيم المتمثلة في إنهاء الشراكة مع كارفور وتحويل المتاجر إلى علامة جديدة تحت اسم "هايبرماكس" ولكن يبقى التساؤل الأبرز: هل فعلاً أنهت فطيم علاقتها كلياً مع كارفور أم أن الأمر لا يتعدى تغيير الاسم فقط؟
بعد أن أثارت سلسلة متاجر كارفور التابعة لمجموعة "ماجد الفطيم" في الأردن موجة كبيرة من الانتقادات الشعبية بعد أن وُجهت إليها اتهامات بدعم إسرائيل من خلال شراكاتها مع شركات إسرائيلية والتبرع لصالح الجيش الإسرائيلي، وقد لعبت حملة المقاطعة (BDS) دوراً فعالاً في تحفيز المواطنين على الامتناع عن الشراء من متاجر كارفور، مما تسبب في تراجع ملحوظ في أرباح مجموعة ماجد الفطيم بنسبة تُقدر بحوالي 47%.
تجاوبت ماجد الفطيم مع الضغط الشعبي بإغلاق جميع فروع كارفور في الأردن وتحويلها إلى سلسلة جديدة تحمل اسم "هايبرماكس"، معتبرةً هذه الخطوة استجابة لمطالب المستهلكين الأردنيين وتعبيراً عن التزامها بالسوق المحلية لكن هذه الخطوة لم تأتِ بتفاصيل واضحة حول طبيعة هذا التحول، مما أثار الشكوك حول مدى جديتها.
حتى الآن، لم يتم الإفصاح عن تفاصيل حول الشركاء الجدد المحتملين لمجموعة "هايبرماكس"، وهذا النقص في الشفافية أثار العديد من التساؤلات بين الأردنيين، الذين يطالبون بمعرفة هل يُعتبر التحول إلى "هايبرماكس" انفصالاً فعلياً عن كارفور أم أنه مجرد تغيير في العلامة دون تغيير في الشركاء أو الدعم الخارجي هذا الأمر يثير قلق العديد من المواطنين حول احتمالية استمرار نفس السياسات السابقة، وإن كانت العلامة تغيرت فقط لمواجهة الضغوط وليس بسبب قناعة حقيقية بضرورة التغيير.
الشعب الأردني يستحق توضيحاً كاملاً من مجموعة ماجد الفطيم حول خلفيات هذا التحول وطبيعة الشراكات الجديدة إن وجدت، لاسيما في ظل تزايد الوعي الشعبي وتأثير المقاطعات الشعبية.