لا نعلم كم يجب أن تُزهق من أرواح الأبرياء وكم من دماء زكية يجب أن تراق في شوارع عمان حتى يتحرك ضمير المسؤولين عن المرور في عاصمتنا الحبيبة. عندما نقول إن حادثًا قد تكرر 11 مرة في نفس الموقع الجغرافي، سواء كان قريبًا أو بعيدًا عنه نسبيًا، فإننا بحاجة إلى صدمة كهربائية تُوقظ ذلك المسؤول الذي لا يبدو مهتمًا بعدد الأرواح التي غادرت إلى السماء، حيث الرحمة والجنة إن شاء الله.
هذا هو حال شارع الشهيد، الذي حصد روحًا أخرى وجسدًا بريئًا قبل أيام، عندما أخذ حياة طالبة جامعية في مقتبل العمر، تاركًا خلفه أسرة تتجرع الحزن والحسرة. لقد اختطفها الموت سريعًا لتنال شهادة وفاة قبل أن تحظى بشهادة جامعية. حادثة دهس الطالبة من قبل الباص السريع أعادت للأذهان التساؤل عن هذه البقعة التي تحولت إلى مثلث خطر، يبتلع الأرواح دون شبع، في ظل صمت رسمي، سواء من أمانة عمان أو إدارة السير، التي لم تحركها مشاعر الغضب الشعبي.
فقد دُفنت الطالبة، ولكن يبقى التساؤل: من سنحاسب على طريقة وفاتها؟ كانت تمشي في شارع الشهيد، في طريقها للعودة إلى منزلها من الجامعة، وفجأة دهسها الباص، ليضع نهاية مأساوية لحياتها. نحن هنا لا نعترض على القضاء والقدر، فنحن شعب نؤمن بقدر الله وقضائه المكتوب لكل نفس.
لكن يبقى أن نقول للمسؤولين إن هذا الشارع أصبح أشبه بمقبرة مفتوحة، حيث وقعت أكثر من 10 حوادث خلفت ضحايا بين مصابين ومشلولين ومشوَّهين. أليس من حق المواطن أن يجد في شوارع بلده ملاذًا آمنًا؟ متى ستتدخل أمانة عمان، إن كان هناك ضمير حيّ، لإعادة النظر في هذا المشهد المؤلم، وتحويل هذه البؤرة إلى مكان أكثر أمانًا؟
للفقيدة الرحمة، ولأمانة عمان نقول: تحركوا اليوم قبل أن نشهد الحادثة رقم 12.