أخبار البلد- كتب عمر شاهين و علاء الملكاوي - قبل أن ترددوا كلمة بكفي (نعمة الأمن في الأردن )تذكر أن هذه الجملة قد تصبح بأي لحظة وهم كنت تعيشه عندما تتعرض لأي موقف مع جهاز امني في الأردن، سيما عندما يكتشف رجل الأمن انك لست من أبناء العشائر ، ويعرف هذا بمجرد سؤالك عن عائلتك ليحدد بعدها طريقة تعامله معك .
أنت بخير طالما انك لم تتعرض لموقف ما مع رجل امن وقائي أو بحث جنائي أو مكافحة مخدرات، في ظل أن المخابرات والاستخبارات باتت المهنية وتدريب الكوادر، تحمي المواطن من أخطائهم، تذكر انك قد تضرب وتهان أمام زوجتك أو طفلك وتعود بلا كرامة تمكنك الوقوف بها أمام ابنك، الذي قد لا ينسى ذلك المشهد ويصيبه التبول اللاإرادي ، أو تشعر زوجتك بالنقص الرجولي نحوك وهي تشاهدك في هذا المشهد الذي نعرضه أمامك بكل أمانة، ونتركه لكل المنظمات الداخلية والخارجية التي يجب عليها وضع حد للتعدي على كرامة المواطن الأردني في الشارع كأقل حد لأننا لا نود الحديث عما يرى بعد إيقافك في توقيف السجون، من الشبح والشتم وانعدام أقل احترام الإنسان في غرف التوقيف. ونقطف كلمة قالها احد الشباب عندما قال إذا ثار الشاب الأردني وطالب بحقوقه، يضرب من الدرك وان جلس في مكان ما يضيع وقته ويقضم بطالته عن العمل تلاحقه الأجهزة الأمنية وتذله أمام أهله.
ما نكتبه اليوم لا يحتاج إلى من يتهمنا بأننا نسير بخطة ممنهجة لتفتيت الأمن ، فلطالما دافعنا وسندافع عن كل الأجهزة الأمنية ولكنا سنقول لكم أنكم تخطئون عند الخطا ، وأن صلاحياتكم الأمنية تتوقف عند كرامة المواطن، وان كان لشباب بالجهاز حماسا زائدا فهذا ليس على حساب امن المواطن وكرامته،.والتي قد تهدر بلحظة يصعب تعويضها، وان كنا نقول للدولة إن سبب هذا الربيع العربي الذي دمر بلاد وأضاع مليارات الدولارات وأدخلنا في حالات ضياع سياسي كان سبها ضرب بائع بسطة خضار اسمه محمد البوعزيزي وكذلك الشاب المصري خالد سعيد . فالشعب العربي لم يعد يحتمل المذلة . وليس هو أداة لتفريغ قدرات رجال الأمن.
نقدر ونشكر نهار وليل مكافحة المخدرات وكل رجال الأمن، ولكن هذا لا يعني أن عملية واحدة يستهدف منها أبرياء، سيكون ضررها أكثر من انتشار المخدرات نفسها، على الشباب،/ ندرك ما يحيط عملهم من مخاطر وظروف صعبة، وعمل مهني لا يحمل الشك آو حسن النية، ولكن خطا التقدير قد يصيب شباب ضررا أكثر من الإدمان على الأفيون أو الحشيش.
التاريخ 3/4/ 2012 مساء يوم الثلاثاء والزمان الساعة التاسعة وخمس وأربعين دقيقة، . الرجال ينتظرون برنامج الاتجاه المعاكس والنساء يجلسن في أحد شوارع إسكان الهاشمية في مكان هادئ جدا لم يطلب تدخل رجال الأمن يوما لفك مشاجرة أو لتصرف خارج عن الأدب، وفي محل للحلاقة( صالون) يجلس شباب مهذبون ووديعيون كانوا يشاهدون مباراة بين فريقي الفيصلي الأردني والقادسية الكويتي وينتظرون مشاهدة مباراة برشلونة، جلسوا كما يقول المثل ليكفوا خيرهم وشرهم في منطقة تنعدم بها وسائل الترفيه والعناية الشبابية.
فجأة تتوقف سيارتين تابعتين لمكافحة المخدرات يدخلون إلى الصالون ، يقومون بتفتيش الشباب بشكل مهين، ترتعب النساء في الشارع ومنهن أمهات شابين ممن يفتشوا ، وجه النساء يصفر، وأطفال الشارع يبكون، لا يجد أفراد المكافحة اثر للمخدرات، أو الحشيش لا على وجه الشباب ولا داخل الصالون وذلك بعد التفتيش الدقيق .
يتجه طفل في الصف التاسع وهو احد الأشقاء، الذين وقعوا تحت قبضة رجال الأمن إلى الجيران ليستغيث بهم. يخرج الجيران، لا يجد رجال المكافحة أي شيء ، ويشعروا أن الشخص المخبر الذي قدم لهم تلك المعلومة الكاذبة قد خدعهم، وبدل أن يعتذروا للشباب، يسحبون شاب وهو خريج جامعة وعمره 30 عاما وعلى وشك أن يتعين معلم تربية رياضية وقد شغل سابقا عبر التعليم الإضافي عدة مرات معلما لمن يراه اليوم يجر من يده إلى بيته.
ذلك المشهد رآه الأطفال في قنوات ولكنهم اليوم يشاهدونه حيا لبعض رجال المكافحة، الذين يريدون استعراض تدريب، أو حركات درامتيكية، حتى يوضع في عقل هذا الطفل كيف يفعل رجال الأمن بشباب وديعين يعرفهم منذ عقود. ومن ثم قام أفراد مكافحة المخدرات بتفتيش منزل الشاب بدون إذن رسمي ومع أنهم لم يحصلوا على أي دليل لتورطه بأي نوع من المخدرات.
لم يكتف رجال مكافحة المخدرات باهانة الشباب اثر إخبارية هاتفية كاذبة، ولم يعتذروا بعد لعدم وجود أي دليل جعلهم يداهمون صالون حلاقة، بل سحبوا معلم التربية الرياضية إلى بيته، بطريقة مهينة ، وفتشوا منزله وثياب الخزانات الخاصة وقلبوا البيت ،ولم يسمحوا لوالدته بتخبئة ملابسها ، أو تخبئة حاجياتها الخاصة ، ينقلب البيت كله على بعضه، وأمه تبكي والصغار –من الجيران - يستنجدون في مشهد غريب ليس له داعي، ومقابل كل هذا وبطريقة مهينة ، يقاد الشباب إلى السيارات وهم مقيديون بالكلبشات، ويعد ساعات يعودوا الى الشارع وقد انتشر خيرا في الحي أنهم اعتقلوا لأنهم يتعاطوا المخدرات،ولن نقول عن منحى سياسي لاعتقال ثلاثة شباب فقط من بين خمسة وجدوهم في الصالون.. ونشير هنا إلا رجال المكافحة كان معهم إذن بتفتيش الصالون وليس البيت وقانونيا لا يجوز مداهمة بيت كني بدون إذن المدعي العام. وفي الطريق كان السؤال الذي يطعن بكل انتماء ومواطنة الأردني : ( أنت أصلك من أي بلد ) لا اعرف علاقة هذا السؤال بتعاطي المخدرات. ويتوعد احد رجال المكافحة خلال الطريق شاب معتقل أن ظهر فحص العينة بانها( وسخة ) فهل وظيفة المكافحة تتم عبر موقف شخصي حتى يحصل هذه النقمة أم أن بلد الشاب م تعجبه.؟؟؟
كيف سيمشي الشباب الذين أثبتت التحاليل أيضا أنهم ليسوا من متعاطي المخدرات أو الحشيش في الشارع مرة أخرى وقد أهينوا وذلوا أمام الأطفال والنساء ومن سيقنع الناس أنهم غير متعاطين ولا يبيعوا المخدرات، وكيف تمحى الصورة، من أعين أمهاتهم وجيرانهم تلك الطريقة المذلة وهم يقادون وفتشت بيوتهم وملابس عائلاتهم،.. وكل هذا لإخبارية هاتفية كاذبة..وكيف تدخل المكافحة إلى بيت امن وتفتش خزائن النساء وتخرب ترتيب البيت دون إذن رسمي....؟!! وهل استطيع مثلا أنا أن اتهم شخصا أو صالونا ويقاد كل من به طوال الليل واسبب الرعب وأدخلهم إلى حكم الإشعاعات في حيهم لأجل إخبارية، والحمد لله أن لولا فزعتنا الإعلامية لتعرض الشباب إلى الضرب والتعذيب كي يعترفوا على مكان حشيش أو مخدرات لم يروها يوما.
حاول الجيران فورا تسجيل تلك المشاهد وطلب أي شهادة، من الجميع واثبات بان رجال المكافحة لم يعثروا على شيء فلا يدروا ما سيتهم أبنائهم، والحمدلله قمنا بنشر الخير إعلاميا عبر الفيس بوك لنعلم الجهات أمنية ، وذلك لشكنا أن استهداف بيت بلا إذن من المدعي العام أثار لدينا شكوكا كثيرا.
أثناء كتابة هذه السطور كان سفير الأردن محمد داودية يروي كيف اعتقل ابنه من أمام الدوار الرابع قبل ذلك بثلاثة أيام وتم ضربه وخلع ملابسه في شرطة عمان مع من اعتقل هناك وتم ضربه بشكل مبرح ، وقيل أن الشباب متهمين بإطالة اللسان.والكل يعلم أنهم كانوا يطالبون أيضا بحرية معتقلين من مدينة الطفيلة.
ما أقدمه اليوم كمدون لي مئات الكتابات التي تلخص الواقع السياسية انتقدت بها المعارضة والحكومات وسعيت أسجل انتهاك كرامة وحرية الإنسان، وذكرت ما تعرضت به شخصيا، وكنت يوما أتهدد من حركات سلفية جهادية أرادت قتلي وقد تقبلتها بصدر رحب، ولكن لا أتقبل تجاوز دولة وجهاز امني على شباب بلا دليل مادي, وفي منطقتي الهادئة لم اعتد على مثل هكذا مشاهد .. فكيف نوصل لمن يتهم الربيع العربي بانها صناعة أمريكية ، وصهيونية ولا يدري احد أن القمع الأمني هو من اجبر الشعوب على أن تنتفض حتى تحمي نفسها من أهان رجل امن يصفعها يعتقلها يشبحها في مركز امن وإذا قلت لا تضربني فسوف تتهم بمقاومة رجل امن .... ليت الملك يقرأ هذا التقرير ويصدر قوانين لحماية المواطن