تلقى المركز البريطاني للابتكار في مجال البروتينات البديلة بالمملكة المتحدة، 15مليون جنيه استرليني (19.5 مليون دولار) من أموال دافعي الضرائب البريطانيين، لدعم قطاع "البروتينات البديلة" في البلاد.
ونقلت النسخة الإنجليزية من وكالة سبوتنيك، بيانات رسمية بريطانية تفيد بأن "اللحوم المنتجة معمليا والبروتينات القائمة على الحشرات قد تصبح قريبا "جزءًا مستداما" من النظام الغذائي للبريطانيين".
على مدار السنوات القليلة الماضية، روّجت الصحافة البريطانية لفكرة "تبني الحشرات الصالحة للأكل كبديل للحوم"، وتؤكد وسائل الإعلام للبريطانيين أنها "غنية بالبروتين والدهون الصحية والفيتامينات والمعادن، كما أن لها تأثير سلبي أقل على البيئة".
وتم الترويج بنشاط لأكل الحشرات في المنتدى الاقتصادي العالمي (WEF)، الذي يصرّ على أن استهلاك الحشرات "يمكن أن يقلل تغير المناخ بطرق عدة ويمنع أزمة الغذاء الوشيكة، حيث من المقرر أن يصل عدد سكان العالم إلى 9.7 مليار شخص بحلول عام 2050، مع استمرار حقيقة أن 4% فقط من الأراضي صالحة للزراعة، بحسب خبراء المنتدى.
وفي عام 2013، أصدرت منظمة الأغذية والزراعة (فاو) التابعة للأمم المتحدة، تقريرًا يفيد بأن "نحو ملياري شخص في جميع أنحاء العالم يأكلون الحشرات كجزء من وجباتهم الغذائية التقليدية".
وبحلول عام 2023، وافقت مفوضية الاتحاد الأوروبي على أكل 4 حشرات وهي دودة الدقيق الصفراء والجراد المهاجر والصراصير المنزلية ودودة الدقيق الأصغر، فيما أشارت وكالة سلامة الغذاء في الاتحاد الأوروبي، في ذلك الوقت، إلى أنه يمكن ترخيص 8 تناول حشرات أخرى قريبا.
وتزعم المفوضية الأوروبية أنه "من بين الفوائد البيئية لتربية الحشرات للغذاء تقليل انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي واستخدام أقل للمياه والأراضي الصالحة للزراعة، والحد من هدر الغذاء".
ويحذر العلماء من أن استهلاك الحشرات الصالحة للأكل أنه قد يؤدي إلى ردود فعل تحسسية، خاصة عند الأشخاص المصابين بالربو أو حمى القش أو الطفح الجلدي التحسسي، كما أن الأفراد الذين يعانون من حساسية المحار (وهم 2% من سكان العالم) من المرجح أن يعانوا من ردود فعل تحسسية بعد تناول الحشرات، بسبب الهيكل الخارجي الكيتيني لها.
وخلصت دراسة أجريت عام 2019، من قبل باحثين من جامعة وارميا ومازوري في بولندا، إلى أن "الحشرات الصالحة للأكل، بما في ذلك تلك التي وافق عليها الاتحاد الأوروبي، غالبًا ما تكون مصابة بمسببات الأمراض والطفيليات، التي تشكل تهديدًا للإنسان والثروة الحيوانية".
يشار إلى أن الحشرات لم تكن أبدا جزءا من النظام الغذائي للمجتمعات الغربية أبدا، حيث أظهر استطلاع أجرته "YouGov" عام 2023، أن "18% من الأمريكيين على استعداد لتناول الحشرات الكاملة، بينما يوافق 25% على تناول الطعام المصنوع من الحشرات".
ولا تزال مستويات المعيشة لدى الغربيين والبريطانيين بتناول البروتين الحيواني، حيث لا تقدم تجارة بروتين الحشرات الصالحة للأكل هوامش ربح عالية وسط قبول منخفض من جانب المستهلكين، كما أن أكل الحشرات محفوف بمخاطر الحساسية والعدوى الطفيلية، ومع ذلك، يتم دفعهم إلى أكل الحشرات من قبل المنتدى الاقتصادي العالمي ووسائل الإعلام ونجوم هوليوود، الذين يأكلون الحشرات أمام الكاميرات.
وفي عام 2023، حقق مقدم برنامج "فوكس نيوز" آنذاك تاكر كارلسون، في الدفع البيئي لتناول "الزواحف المخيفة"، واقترح أنه "اختبار امتثال" مشابه للقيود المفرطة المفروضة بسبب فيروس "كوفيد".
وقالت الناشطة السياسية الهولندية إيفا فلاردينغربروك، للصحفي الامريكي، في إشارة إلى اللوائح البيئية للاتحاد الأوروبي، التي تجعل الزراعة التقليدية في الاتحاد غير مربحة: "يعرف ساستنا أنه عندما يسيطرون على الطعام، فإنهم يسيطرون على الناس".