أثارت مسألة إجبار المدارس اليابانية الطلاب على التعري بشكل نصفي والطالبات على نزع حمالات الصدر خلال الفحوصات الطبية السنوية، غضبا وجدلا واسعين في البلاد.
ونقل تقرير لصحيفة "الغارديان" شهادات عن بعض اليابانيات اللاتي مررن بالتجربة، حيث تقول إحداهن: "لقد كان صدري مكشوفا تماما وشعرت بالحرج"، وتقول أخرى: "قبل الفحص، أخبرتنا معلمتنا أنه يتعين علينا رفع قمصاننا وحمالات الصدر.. لم أكن أرغب في فعل ذلك ولكن لم أستطع أن أقول لا".
وأثارت هذه الخطوة غضب الآباء والنشطاء، الذين دعوا السلطات التعليمية والصحية إلى إنهاء هذه الممارسة قبل بدء العام الدراسي الجديد في أبريلالقادم.
ولا توجد سياسة موحدة بشأن ما إذا كان ينبغي للأطفال خلع ملابسهم أو لا أثناء الفحوصات، حيث تُترك المجالس التعليمية المحلية لاتخاذ القرار بالاشتراك مع المتخصصين الصحيين الزائرين.
حيث تلزم بعض المدارس الأطفال بتغطية أجسادهم، في حين تصر مدارس أخرى على خلع الذكور لقمصانهم والإناث لحمالات الصدر خلال الفحوصات.
ومع جذب هذه القضية اهتمام وسائل الإعلام والسياسيين الوطنيين، يقول الناشطون إنهم يواجهون مقاومة من جانب الجمعية الطبية اليابانية، ومسؤولي التعليم الذين يترددون في مواجهة هذه الهيئة المؤثرة.
وبدأت بعض المناطق في إجراء فحوصات صحية أكثر تدخلا خلال سنوات التقشف التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، عندما تولت المدارس دورا أكبر في ضمان صحة الأطفال وتغذيتهم بشكل صحيح.
ويقول الأطباء إن الفحوصات التي تتم بدون ملابس داخلية ضرورية، للتحقق من علامات التهاب الجلد التأتبي وعدم انتظام ضربات القلب وغيرها من الحالات.
وجاءت الشكاوى بشأن الفحوصات الصحية من أولياء أمور أطفال يذهبون إلى المدارس في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك يوكوهاما، حيث قالت السلطات إن 16 مدرسة ابتدائية على الأقل تطلب من التلاميذ خلع قمصانهم وحمالات الصدر.
ويأتي هذا على الرغم من إشعار أصدرته وزارة التعليم في بداية العام، يطلب من مجالس التعليم "إنشاء بيئة للفحص الطبي مع مراعاة خصوصية ومشاعر الطلاب"، من خلال السماح لهم بارتداء معدات التربية البدنية أو تغطية الجزء العلوي من أجسادهم بمنشفة "إلى الحد الذي لا يتعارض مع دقة الامتحان".
ودعت الوزارة أيضا إلى إجراء فحوصات منفصلة للبنين والبنات، واستخدام حواجز أو ستائر، وحضور المعلمين والموظفين من نفس جنس الأطفال، وإخطار الآباء والأولياء مسبقا بأنه في بعض الحالات قد يطلب الأطباء من الأطفال رفع قمصانهم لضمان تشخيص دقيق.