السياسة الصهيونية تُعتبر نموذجًا معقدًا للحنكة السياسية والفكر الأيديولوجي، حيث تعكس استراتيجياتها مدى تعقيد المشهد السياسي في الشرق الأوسط. هذه السياسة تتضمن مجموعة من الترتيبات السياسية والعسكرية، سواء مع الولايات المتحدة أو إيران أو غيرها من الدول، بالإضافة إلى استخدام تكتيكات مثل الاغتيالات والتعتيم الإعلامي.
التحالفات الدولية تُعد جزءًا من الحنكة السياسية لإسرائيل، حيث نجحت في بناء علاقات قوية مع الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية، هذه العلاقات توفر لها الدعم السياسي والعسكري، وتُعتبر جزءاً من استراتيجية مدروسة لضمان أمنها ومصالحها. بالإضافة إلى ذلك، استثمرت إسرائيل بشكل كبير في تطوير تقنياتها العسكرية والاستخباراتية، ما يتيح لها التفوق على أعدائها في المنطقة، وهذه القدرات تُظهر تخطيطاً استراتيجياً بعيد المدى.
تعتمد السياسة الإسرائيلية على تحالفات دولية وثيقة، خاصة مع الولايات المتحدة، لتأمين الدعم اللازم، وهذه التحالفات تستند إلى مصالح مشتركة وتعاون عسكري وتقني مستمر، ما يعزز من قوة إسرائيل في الساحة الدولية.
الاغتيالات السياسية تُعد أحد الأدوات التي تستخدمها إسرائيل لتحقيق أهدافها الاستراتيجية، على الرغم من الجدل حولها، إلا أن هذه العمليات تُظهر مستوى من التخطيط والتفكير الاستراتيجي. من أبرز الأمثلة على ذلك، سلسلة الاغتيالات التي استهدفت علماء نوويين إيرانيين، بالإضافة إلى قادة المقاومة الفلسطينية. هذه العمليات تُعد جزءًا من استراتيجية أوسع لضمان التفوق العسكري والأمني لإسرائيل في المنطقة، فتتخذها نهجًا وتكتيكًا رئيسيًا في التعامل مع التهديدات المحتملة، حيث تسعى من خلالها إلى شل قدرات الأعداء قبل أن تشكل تهديدًا فعلياً، هذه العمليات غالباً ما تتم بتنسيق عالٍ بين الأجهزة الاستخباراتية المختلفة لضمان تحقيق الأهداف بأقل خسائر ممكنة.
مع ذلك، فإن السياسات التي تؤدي إلى تصعيد الصراع مع الفلسطينيين أو الدول المجاورة تُعتبر من نقاط الضعف، حيث تزيد من التوتر وتعرقل جهود السلام، إلى جانب الاغتيالات، تستخدم إسرائيل التعتيم الإعلامي كنهج سياسي لاحتواء ردود الفعل المحلية والدولية. هذا التعتيم يهدف إلى تقليل التغطية الإعلامية للأحداث الحساسة، مثل الهجمات العسكرية أو اغتيال شخصيات بارزة، وهذا ليس بالشيء الجديد لإسرائيل فما قبل طوفان الأقصى كانت تستهدف الإعلاميين، إما بالرصاص المباشر كالصحفية شيرين أبو عاقلة أثناء تغطيتها لأحداث جنين أو بالقصف في غزة الذي استهدف عدد كبير من الصحفيين والإعلاميين كالصحفي أحمد الغول ما يعكس محاولة لإسكات الأصوات الناقدة وتقليل التعاطف الدولي مع الضحايا.
نهج سياسي مخطط ومدروس مسبقًا يلعب فيه التعتيم الإعلامي دورًا حيويًا في السياسة الإسرائيلية، حيث يسعى إلى التحكم في الرواية الإعلامية ومنع تسرب المعلومات التي قد تضر بصورتها الدولية، وهذه الاستراتيجية تساعد في تقليل الضغوط الخارجية والحفاظ على الدعم الداخلي.
فيما يتعلق بالعلاقات مع إيران، تُعد التعقيدات والمسرحيات السياسية بين البلدين جزءاً من استراتيجيات معقدة تهدف إلى تحقيق أهداف معينة، رغم العداء الظاهر، إلا أن هناك تعاملات خلف الكواليس تعكس ترتيبات استراتيجية قد تكون مبهمة فهي تمثل تحديًا مستمرًا لإسرائيل، حيث يتميز هذا التنافس بطابع مزدوج من التصعيد العلني والتعاون السري في بعض الأحيان، هذا التوازن الدقيق يعكس الحنكة السياسية الإسرائيلية في إدارة أعدائها.
السياسة الصهيونية تُظهر قدرة كبيرة على التكيف مع الظروف المتغيرة واستغلال الفرص لتحقيق الأهداف الاستراتيجية. استخدام الاغتيالات والتعتيم الإعلامي والترتيبات السياسية المعقدة يعكس رؤية بعيدة المدى تهدف إلى ضمان استمرار التفوق الإسرائيلي في المنطقة، ومع ذلك، يبقى التصعيد المستمر والصورة الدولية السلبية تحديات أمام الحنكة السياسية الإسرائيلية، ما يتطلب من القادة الإسرائيليين إعادة تقييم استراتيجياتهم بشكل مستمر.
تتأرجح السياسة الإسرائيلية بين اليمين الديني واليمين السياسي، ما يخلق توازناً غير مستقر بين المصالح الدينية والسياسية. هذه السياسة تعتمد على توافقات مرحلية واتفاقات غير معلنة لتحقيق أهدافها.
تاريخياً، كانت إسرائيل تُدار بسلطة أفقيّة تتسم باللامركزية، لكنها تحولت لاحقاً إلى دولة مركزية تُدار بسلطة عمودية صارمة، هذا التحول أدى إلى تركيز السلطة في أيدي قليلة تتحكم في مفاصل الدولة بشكل مباشر.
رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يتبنى منهجاً يضع فيه مصالحه الشخصية ومخاوفه في سلم أولوياته، ما ينعكس سلباً على مصلحة الدولة العامة. يتراجع نتنياهو عن اتخاذ القرارات التي قد تضر بمصالحه الشخصية حتى لو كانت ضرورية للدولة كما أن الحكومة الإسرائيلية تتبنى منهجاً توراتياً في تعاملها مع الأعداء، حيث ترى في دور "المخلّص القوي" وسيلة للحفاظ على الأمن، حتى لو كان الثمن خسائر مادية ومعنوية.
وترى الفلسطينيين كأعداء لا يستحقون حقوقهم، ما يؤدي إلى سياسات انتهاك الحقوق والتجاهل المتعمد لمعاناتهم.
كانت ولا زالت إسرائيل تعتمد بشكل دائم على دعم الولايات المتحدة، ولكن لا ينبغي أن تكون هذه العلاقة مصدر ضغط دائم، بل يجب على إسرائيل استخدام نفوذها لتشكيل سياسات واشنطن بما يخدم مصالحها.
إسرائيل تبرر احتلالها للأراضي الفلسطينية بالادعاءات التاريخية الزائفة، مؤكدة أن هذه الأراضي "أرض الميعاد" لليهود فقط. وتستمر في التوسع دون الاعتراف بحقوق العرب، فهي تعتمد على قوتها العسكرية للتفوق على أعدائها، وتعتبر القوة وسيلة أساسية لتحقيق أهدافها السياسية والأمنية، مع السعي الدائم لفرض إرادتها والهيمنة على المنطقة.
تُعد التعقيدات والمسرحيات السياسية بين إسرائيل وإيران جزءاً من استراتيجيات معقدة تهدف إلى تحقيق أهداف معينة، رغم العداء الظاهر، إلا أن هناك تعاملات خلف الكواليس تعكس ترتيبات استراتيجية.