العلو والاستكبار الإسرائيلي: ولكلِّ طاغية نهاية!!

العلو والاستكبار الإسرائيلي: ولكلِّ طاغية نهاية!!
أحمد يوسف
أخبار البلد -  

ما كان لإسرائيل ولحكومة اليمين المتطرف ولنتنياهو أن يصل بهم الغرور والغطرسة لممارسة هذه الإبادة الجماعية في الحرب على غزة، والقيام بعمليات اغتيال متتالية لشخصيات قيادية في لبنان والعراق وسوريا وأخيراً في طهران، لو كانت الأمة العربية بخير أو كانت امتداداتها الإسلامية متصالحة مع بعضها البعض، ضمن رؤية تحفظ كرامتها الإقليمية وهيبتها العالمية.


للأسف، إن مشهد 57 دولة عربية وإسلامية في قمة الرياض التي انعقدت مع الأسابيع الأولى للحرب كان كارثياً، ومخرجات القمة في نتائجها ليس أكثر من خطابات مكررة، إذ كانت مُفرَّغة من قدرة الفعل ولم يخرج عنها أي قرار حاسم يُنهي الحرب البربرية على قطاع غزة أو يسهم في فتح المعبر وإبقاء طريق النُصرة مفتوحاً بالأمل لدى الفلسطينيين في قطاع غزة.


وبناءً على هذه المواقف، استمرأت حكومة اليمين الديني المتطرف بقيادة نتنياهو سياساتها بإطلاق يدها في ارتكاب جرائم حرب وجرائم بحق الإنسانية، والضرب بعرض الحائط بكل القرارات الدولية، وكأنها دولة فوق القانون يقودها نتنياهو، مدعومة بحكومة فاشية متطرفة ذات تحالف تقوده أمريكا ومعها بريطانيا وفرنسا وألمانيا، والذي منح إسرائيل كلَّ الذرائع لممارسة سياسات القتل والتدمير والتجويع التي تقوم بها، ووفر لها غطاءً -لا أخلاقياً- يحمي سوءات حكومتها أمام المحافل الدولية، في ظاهرة غير مسبوقة ولا مألوفة كشفت عورات هذا التحالف، الذي لا يمتُّ للقيم الإنسانية والأخلاقية بشيء.


في الحقيقة، لو كان في هذه الأمّة عرقٌ ينبض حيوية، ما تجرأ نتنياهو يقود حكومة فاشية أن يُصاب بكلِّ هذا الغرور والشعور بالعلو، وبقدرة آلته العسكرية في الوصول إلى شخصيات يُعتبر استهدافها تجاوزاً لكلِّ الخطوط الحمراء، باعتدائه على سيادة أكثر من دولة عربية وإسلامية بمزاعم وادعاءات باطلة ومكذوبة.


عشنا سنوات وسنوات بانتظار صحوة الأمة وتحقيق الحُلم الفلسطيني، إلا أنَّ الوهم الذي جرى تسويقه على نطاقٍ واسعٍ بين الإسلاميين، جاء بناءً على اجتهادات وحسابات رقمية في استشراف لغة الغيب للشيخ بسام جرار، والتي خرجت على شكل دراسة مفادها (عام 2022.. نهاية إسرائيل)، الأمر الذي فتح المجال لحالة من الاسترخاء وتسويق المزيد من الأوهام بين الدهماء من الإسلاميين، كالحديث عن (معركة وعد الأخرة)، والعودة القريبة لأراضينا المحتلة منذ عام 1948 ونحو ذلك، بعيداً عن حسابات السُنن وموازين القوى.


كان لانتشار هذه النبوءات وإرجاعها إلى أصول دينية مقدسة، ارتفاع سقف التفاؤل بإمكانية هزيمة إسرائيل، حتى مع غياب (دولة التمكين)، ووجود فرقٍ شاسع في الإمكانيات والقدرات العسكرية بيننا وبين إسرائيل.


وفي ظلِّ غياب رؤيةٍ استراتيجية متوافقٍ عليها للتحرير بين فصائل العمل الوطني والإسلامي، والتغييب الفاعل للعمق العربي والإسلامي من مشهدية الدور والحضور الذي تُجسِّده بوصلة الخلاص الوطني، الأمر الذي ترتب عليه حالة من التيه وتنكب الطريق في الوصول إلى أحلامٍ لطالما عشناها في مسيرتنا الإسلامية لأكثر من نصف قرن، حاولنا فيها أن نوجد إجماعاً حول جذور فكرة الخلاص من الاحتلال، وبناءِ مشروع أمَّةٍ يحظى بدعم أممي انتصاراً للمظلومية الفلسطينية، التي تكالبت عليها الفاشية اليهودية في إسرائيل وحول العالم، لطمس معالم شعبٍ ادعى هؤلاء المتطرفون أنه "بلا أرض"!!


للأسف، ما تزال العلمانية الصهيونية في إسرائيل تعزف على نفس الادعاءات الدينية التوراتية، وفرض هذه اللغة لإسكانها في الذهنية الغربية، التي هي أصلاً لا تمنح الدين الكثير من الاعتبار في ثقافتها السياسية العلمانية.


إنَّ أمريكا التي نجح نتنياهو في توريطها بسخافاته ونصوصه التوراتية المحرفة، هي شريك في هذه الإبادة الجماعية للفلسطينيين، وأن الحديث الذي تتمحك به أمريكا عن الديمقراطية وحقوق الإنسان إنما هي حيلة و"كذبة كبرى" لخداع الشعوب، وتجربة الهنود الحمر وما جرى لهم من إبادة جماعية على مدار عقود من الزمن، وما جرى في هيروشيما ونجازاكي لهو خيرُ دليلٍ وبرهان على ما نقول.


إن أمريكا وربيبتها إسرائيل هما وجهان لعملة استعمارية واحدة، وهي وإن كانت حقيقية لا تخطئها عين الشعوب وثقافتها الرافضة للقابلية الاستعمارية إلا أنَّ هناك الكثير من الرسميات العربية والإسلامية تستهويها هذه الحالة من التجخية والتبعية والانبطاح للمنظومة الاستعمارية العالمية، التي تتربع أمريكا على عرشها بلا منازع.


إن التذكير بحالة الاستكبار العالمي، والوعي بأنَّ أمريكا ليست أكثر من قوى استعماري، هو حتميةٌ توعوية وضرورةٌ سياسية لاستنهاض الأمة، وتحريك طاقاتها في معركة الكرامة والحضور السياسي، الذي عبثت به إسرائيل ومرَّغت بصفحات وجودنا -للأسف- في التراب.


بكلمة مختصرة، إنَّ هذه الحرب على قطاع غزة، علمتنا دروساً تجاهلناها، وهي أننا كشعوب إن لم يجتمع شملنا ولم تتعزز حبال عروتنا الوثقى، فإننا سنبدو أقرب إلى سقط المتاع، حتى أمام نمط من الفاشية الإسرائيلية، كُنا نُطلق عليها مجموعةً من "شذاذ الأفاق"، أو بالتعبير القرآني "تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى".


إن إسرائيل التوراتية هي صفحة مكشوفة بالنسبة لنا كمسلمين، من حيث ممارسة الظلم والإفساد في الأرض، ولكننا -وأسفاه- لم نرسم إستراتيجيةً لتحجيم قدراتها، باعتبارها ذراعاً استعمارياً ودولة وظيفية للغرب في منطقة الشرق الأوسط.


إنَّ الشرق الأوسط الذي نجحت دول الاستكبار العالمي في تقسيمه وعزله مذهبياً بين عالم سُنِّي وآخر شيعي، وفتحت باب الفتنة والعدوات بينهما، هو اليوم في مشهدية حرب الإبادة على قطاع غزة يتلقى إسنادً ومناصرة من حزب الله اللبناني وجماعة الحوثيين في اليمن، وهناك إيران التي لا تقف بعيداً ترقب ويدها
على الزناد.


أتمنى أن تكون هذه الحرب الكارثية على الفلسطينيين هي جرس إنذار أنَّ مكانتنا سوف تسطع شمسها بوحدتنا، وأنَّ المذهبية الدينية المتكررة الأشكال والانتماءات في الغرب لم تفرق الشمل بينهم، بل وجدت لها ضوابط وآليات للتعايش معها، فيما بقيت قدرات الأمة تواجه التحديات في الداخل والخارج.


اليوم؛ في ذهنية الكثير من أبناء هذا الجيل، وما ستدونه الصفحات التي رافقت هذه الحرب العدوانية على قطاع غزة، مشاهد لمواقف القتال والإسناد والنصرة التي جمعت المسلمين كأمة اجتمعت فيها بندقية الُسنِّي والشيعي في ميدان المعركة وساحة الوغى دونما حساسيات مذهبية أو حسابات قومية.


قد تكون هذه الحرب العدوانية على قطاع غزة والاجتياحات المتكررة في الضفة الغربية والتحرش في لبنان واليمن والعراق وإيران هي مشهد العلو الكبير لإسرائيل، لكنها بالتأكيد هي بداية الطريق للمواجهة الكبرى التي سترسم معالم النهاية لهذا الاحتلال.

شريط الأخبار التهتموني تبحث تعزيز التعاون لتنظيم قطاع الشحن البحري وتطوير الخدمات اللوجستية هذا هو موعد بدء العمل بالمستشفى الافتراضي الاتحاد الأردني للتأمين يُعتمد كمركز تدريبي دولي بتوقيع مذكرة تفاهم مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الأمن يوضح حول حقيقة وجود كاميرات على طريق الـ 100 لاستيفاء رسوم البطاينة يوجه رسالة بشأن استقالته من حزب إرادة "المياه": مشروع الناقل الوطني بمرحلة مفاوضات مع المناقص ونتوقع بدء تنفيذه منتصف 2025 "الطيران المدني" تُقيّم إعادة تشغيل الطائرات الأردنية إلى مطار بيروت الحكومة: نحترم استقلالية الإعلام الملك يؤكد للرئيس القبرصي حرص الأردن على تعزيز التعاون بين البلدين منحة بقيمة 15 مليون دولار لتنفيذ 18 مشروعا في البترا هل نحن على أبواب أزمة مالية جديدة؟ حسّان يوجه بضرورة التوسع في برامج التدريب المهني لمضاعفة فرص التشغيل مباجثات اردنية سورية حول ملف حوض اليرموك "النقل البري": السماح بتسجيل مركبات الهايبرد للعمل على نقل الركاب بواسطة السفريات الخارجية حسان يؤكد تقديم الحكومة تسهيلات لتطوير الاستثمارات وتوفير فرص تشغيل والوصول لأسواق خارجية تقرير للبنك الدولي يهز أمانة عمان ويكشف بأنها تغرق بالديون.. أرقام وتفاصيل عامر السرطاوي.. "استراحة محارب" وزير الداخلية يوعز للحكام الإداريين بالإفراج عن 486 موقوفاً إدارياً الإعتصام الـ (93) لمتقاعدي الفوسفات .. من يستجيب لمطالبهم في التأمين الصحي؟! .. شاهد الفيديو تعميم حكومي على جميع الوزارات والمؤسسات