أخبار البلد - قال الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي والصوت البارز بين صقور الكرملين، إن انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي سيكون إعلان حرب على روسيا وإن إظهار الحلف الحكمة هو فقط ما قد يمنع دمار الكوكب. وأضاف في تصريحات لصحيفة أرجومنتي إي فاكتي، نُشرت اليوم الأربعاء، إن عضوية أوكرانيا ستتجاوز التهديد المباشر لأمن موسكو. وحذر ميدفيديف قائلاً: "سيكون هذا (انضمام أوكرانيا للحلف) في جوهره إعلاناً للحرب"، موضحاً أن "الإجراءات التي يتخذها خصوم روسيا ضدنا منذ سنوات وتوسيع التحالف... تأخذ حلف شمال الأطلسي إلى نقطة اللاعودة"، وأكد أن روسيا لم تهدد حلف شمال الأطلسي ولكنها سترد على محاولات الحلف للتوسع، مشدداً على أنه "كلما زادت هذه المحاولات، أصبحت ردودنا أكثر قسوة".
وكان ينظر إلى ميدفيديف خلال رئاسته في الفترة من 2008-2012 باعتباره مؤيداً للغرب، لكنه أعاد تقديم نفسه ضمن صقور الكرملين، محذراً الولايات المتحدة وحلفاءها من أن تسليحهم لكييف قد يؤدي إلى "كارثة نووية". وتعهد زعماء الحلف في قمتهم، الأسبوع الماضي، بدعم أوكرانيا في "طريق لا رجعة فيه نحو التكامل الأوروبي الأطلسي، بما في ذلك عضوية حلف الأطلسي"، لكنهم تركوا الباب مفتوحاً بشأن الموعد الذي يمكن أن تنال فيه هذه العضوية، وأعلنت الولايات المتحدة وألمانيا ورومانيا وهولندا خلال القمة أنّ كلاً من هذه الدول الأربع ستزوّد أوكرانيا بمنظومة صاروخية للدفاع الجوي من طراز باتريوت، وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إنّ هذه "الهبة التاريخية" التي تتضمّن نظام باتريوت أميركياً جديداً تندرج في إطار الجهود التي يبذلها حلف الأطلسي لحماية أوكرانيا من الهجمات الجوية الروسية.
ومنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/ شباط 2022 والحلف يسعى إلى ترسيخ ما حققه منذ سقوط جدار برلين في عام 1989، حتى وصلت الأمور إلى حد عدم استبعاد وضع جنود على الأرض في مواجهة روسيا، وعودة نغمة سباق التسلح، بما فيه التسلّح النووي كأحد خيارات الردع. ومن النتائج التي أفرزها الغزو الروسي ارتفاع عدد دول حلف شمال الأطلسي إلى 32، بانضمام فنلندا والسويد. وأنشئ حلف الأطلسي بعد الحرب العالمية الثانية ليكون حصنا دفاعيا ضد الغزو السوفييتي لأوروبا الغربية، لكن الكرملين اعتبر ضم الحلف لاحقا دولا في أوروبا الشرقية عملا من أعمال العدوان.