لا تزال مدينة البترا الوردية تشهد تراجعاً حاداً في أعداد زوارها نتيجة لتداعيات العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، ما انعكس سلباً على واقع الاقتصاد المحلي.
وأدت هذه الأزمة إلى انخفاض غير مسبوق في حجوزات المنشآت السياحية، ما دفع البعض إلى اغلاق أبوابها، والاستغناء المؤقت عن العاملين لديها إلى حين تعافي حركة السياحة.
ويقدر رئيس جمعية فنادق البترا مروان النوافلة اشغال الفنادق والمنشآت السياحية في البترا هذه الفترة ما بين 1-2% في أفضل الظروف، في حين أن غالبية المنشآت بلا اشغال.
يقول النوافلة: نتيجة لهذه الظروف اضطرت المنشآت العاملة في المنطقة إلى اعطاء موظفيها إجازات بنسبة 50% وذلك بسبب ارتفاع الكلف التشغيلية وعجز هذه المنشآت عن سد هذه الكلف.
ويطالب النوافلة بمزيد من الاجراءات التي من شأنها مساعدة القطاعات السياحية في البترا على تجاوز هذه الأزمة، بما في ذلك تأجيل التزاماتها لدى الجهات الاقراضية والحكومية، إلى جانب التوسع في برامج ترويج واستقطاب السياحة الخارجية.
وثمن النوافلة تعاون إقليم البترا التنموي السياحي ودوره في المساهمة بجدولة التزامات القطاع الفندقي مع الجهات الحكومية خلال الآونة الأخيرة.
وانعكس التراجع السياحي على شتى نواحي الحياة في المنطقة، نتيجة اعتماد غالبية الأهالي على الدخل السياحي بالدرجة الأولى، فيما سجل القطاع التجاري انخفاضاً كبيراً في نسبة الاقبال على شراء السلع المختلفة.
يؤكد ممثل القطاع التجاري في البترا محمد هارون العمرات، أن غالبية الأهالي باتوا يكتفون بشراء السلع الأساسية، نتيجة للتراجع الكبير في الدخل المحلي الذي يعتمد على السياحة، ما جعل الوسط التجاري يعيش في حالة ركود غي مسبوقة.
ويقدر العمرات تراجع مبيعات القطاع التجاري بنسبة تتراوح ما بين 60-70% مقارنة مع الفترة التي سبقت العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة.
ويطالب الأهالي بمزيد من الاجراءات التي من شأنها إعادة الحياة للقطاع السياحي، إضافة إلى حزمة من الاجراءات التي تساعد المنطقة على تجاوز هذه الأزمة.
ويعتبر سليمان الحسنات المستثمر في القطاع السياحي، أن تجاوز هذه الأزمة يحتاج إلى تشاركية ما بين كافة الجهات، فالجميع في البترا قد تضرر نتيجة تراجع السياحة بما في ذلك سلطة إقليم البترا التي تعتمد في دخلها على مبيعات تذاكر السياح.
ويدعو إلى ضرورة استحداث حزم مساعدات على غرار ما قدمته الحكومة خلال جائحة كورونا، كبرنامج استدامة من قبل مؤسسة الضمان الاجتماعي، إلى جانب أهمية أن يكون هناك اعفاءات ضريبية.
ويشدد الحسنات على ضرورة أن يكون هناك تأجيل لأقساط الجهات الاقراضية والبنوك، لأن غالبية الاستثمارات السياحية التي أقامها أبناء المنطقة خلال السنوات الأخيرة، كانت من خلال الحصول على قروض، والتي بات يصعب سدها في ظل ما تعيشه المدينة من ظرف سياحي استثنائي وصعب.
وتسعى سلطة إقليم البترا التنموي السياحي لمواجهة هذه الأزمة، للتوسع في ترويج البترا في الأسواق السياحية المختلفة، كإطلاق حملات محلية وأخرى في المدن الخليجية، واستهداف السوق السياحي الأوروبي بحملات من خلال الذكاء الاصطناعي، إلى جانب المزيد من الإجراءات الأخرى بالتشارك مع الجهات المعنية.
وتقدر أرقام غير رسمية أن ما نسبته 80% من أهالي لواء البترا يعتمدون على الدخل السياحي بالدرجة الأولى