" الابتكار الرقمي من أجل التنمية المستدامة "

 تحت شعار " الابتكار الرقمي من أجل التنمية المستدامة " تشارك هيئة تنظيم قطاع الاتصالات في المملكة الأردنية الهاشمية هيئات الاتصالات النظيرة في مختلف دول العالم الاحتفال باليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات الذي يصادف السابع عشر من شهر أيار من كل عام .

وإن هذه المشاركة وسيلةٌ للإشادة بالجهود المشتركة لآلاف الخبراء في مجاليّ الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في جميع أنحاء العالم ، الذين يعكفون على الدراسات والبحوث والتجارب سبيلًا لتنفيذ مشاريع ومبادرات تعمل على توسيع نطاق التكنولوجيا الرقمية من أجل مستقبل  اتصالاتأفضل.

لقد أصبح الابتكار مرادفًا لفرص النمو وإيجاد حلول للتحديات المجتمعية الملحة كالقضاء على الفقر؛ وتعزيز الاستدامة الزراعية وضمان الأمن الغذائي؛ ومحاربة الأمراض؛ وتحسين التعليم؛ وحماية البيئة وتسريع الانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون؛ وزيادة الإنتاجية.        

الرعاية الملكية السامية لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات

أولى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الرعاية والمتابعة بهدف تمكينه من تقديم دور أساسي في إدامة قطاعات العمل المختلفة كافة ، حتى يكون داعماً  للنمو و مساهمًا في التنمية الاقتصادية المستدامة وأنموذجًا يحتذى في المنطقة .

ولقد حرصت رؤية جلالته على جعل الأردن بوابة للمنطقة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتجارة الإلكترونية، وتحويل الأردن إلى مجتمع معلوماتي مبتكر يتمتع بكل ما تتطلبه تحديات الاقتصاد المعرفي العالمي من إمكانيات وقدرات.

يقوم قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في المملكة وبتوجيه ومساندة من جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه على توفير بيئة محفّزة للابتكار الرقمي، وبُنية تحتية قادرة على دفع الأفكار المبدعة إلى واقعٍ ملموسٍ قادرٍ على إحداث التغيير المطلوب ، وتوحيد الجهود وتعزيز التشاركية بين مختلف القطاعات في مجال التكنولوجيا الرقمية من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

الخطط والبرامج التنموية الوطنية

نتيجة لإدراك الحكومة الأردنية للدور الذي يؤديه الابتكار الرقمي كمحرك حيوي للتنمية المستدامة ومساهم فاعل في حل المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها الأردن، وأهمية تكييف التكنولوجيا الرقمية لوضع حلول لتحديات الطاقة والقضاء على الفقر ، إلى جانب تمكين المستفيدين من الوصول الأسرع إلى المعرفة،فقد وضعت الحكومة الأردنية التحول الرقمي على رأس أولويات أجندتها الوطنية لدفع عجلة الابتكار الرقمي نحو الأمام ، ومواكبة تقدم التحول الرقمي عالميًا، والاستثمار في التكنولوجيا لما لها من دور حاسم في خلق تحولات جوهرية تحقق أجزاء مهمة من أهداف التنمية المستدامة .

أكدت الحكومة الأردنية من خلال البرنامج التأشيري التنفيذي (  2021 – 2024 ) وتحديدًا في المحور الثالث على أهمية مواكبة التقدم العالمي من خلال الاستمرار في بناء البنية التحتية الرقمية المتطورة والممكنة للتحول والابتكار الرقمي، حيث تم التركيز في رؤية التحديث الاقتصادي على أهمية إدخال خدمات الجيل الخامس إيمانًا من صانعي القرار بأنها ركيزة أساسية لانطلاق الأعمال الابتكارية والإبداعية، إذ تعدُّ شبكات الجيل الخامس منصة ابتكار مفتوحة تخدم العديد من حالات الاستخدام المستدام، من المزارع الذكية إلى المصانع الذكية وتعزيز كفاءة استخدام الطاقة، والحفاظ على الموارد، وتعزيز المرونة المناخية وغيرها.

دور الهيئة في تمكين الابتكار الرقمي

- خدمات الجيل الخامس 5G

ساهمت هيئة تنظيم قطاع الاتصالات في دفع عجلة الابتكار الرقمي من خلال سعيها وبالشراكة مع الشركات المرخصة الى إدخال تقنية الجيل الخامس 5Gإلى المملكة بما يتوافق مع رؤية التحديث الاقتصادي، لتكون إحدى الركائز الأساسية في البنية التحتية لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الأردن.

ستساهم خدمات الجيل الخامس في توفير البنية التحتية المستقرة والآمنة والمدعومة بتقنية الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء التي بدورها ستساعد في تطوير وتمكين مفهوم المدن الذكية المستدامة، كما تلعب هذه الشبكات دوراً مهماً في دفع عجلة التنمية المستدامة، وتحقيق هدف الاتحاد الدولي للاتصالات في خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بنسبة 45٪ بين عامي 2020 و2030، كما أنها ستحدث " ثورة " تتعدى عالم الاتصالات وتقنية المعلومات لتشمل جوانب الحياة كافة: الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والصحية والتعليمية والخدماتية وغيرها.

- خدمات الإنترنت من خلال الأقمار الصناعية

وانطلاقًا من رؤية الهيئة ورسالتها في إدخال كل ما هو متطور من الخدمات الحديثة المتعلقة بخدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ، قررت الهيئة منح أول رخصة فئوية لتقديم خدمات الإنترنت الفضائي في الأردن لشركة ستارلنك الأردن والمملوكة من شركة سبيس اكس، توفر تغطية للمناطق النائية والمناطق ذات الكثافات السكانية القليلة ومواقع التعدين والحفر والمواقع السياحية والأثرية والزراعية والصناعية وغيرها في المملكة الأردنية الهاشمية  لتكون خدمات مكملة لخدمات الجيل الخامس .

ويعد إدخال هذه الخدمات إلى السوق الأردني إنجازاً مهماً في النهوض قدماً بقطاع الاتصالات على الصعيدين الوطني والإقليمي، لا سيما أن الأردن من أوائل الدول المدخلة لتلك الخدمات لأسواقها المحلية بالمنطقة وستنعكس آثارها الإيجابية على قطاعات العمل المختلفة لما تتمتع به من قدرات فنية تتيح تنوع خدمات الاتصالات المقدمة للمستفيدين وبسوية عالية وتغطية المناطق النائية والمناطق ذات الكثافات السكانية القليلة ومواقع التعدين والحفر والمواقع السياحية والزراعية والصناعية وغيرها، الأمر الذي سيساهم حتمًا في تعزيز قدرات قطاع الاتصالات التنافسية والاستثمارية وتطوير بنية شبكات الاتصالات وزيادة عدد الوظائف المستحدثة ، بالإضافة إلى توفير اتصالات احتياطية قادرة على الصمود في جميع أنحاء المملكة : في حالات الطوارئ وحدوث الكوارث وتغير المناخ والأزمات الطبيعية والظواهر الجوية القاسية المؤثرة على البنية التحتية للاتصالات والمؤدية إلى حدوث انقطاع في الشبكات .

- خدمات إنترنت الأشياء

في كانون الأول من العام 2023 لحق إدخال خدمات الجيل الخامس إلى المملكة تعديل لتعليمات إنترنت الأشياء ،  حيث اعتبرت الهيئة تعديلها متطلبًا مهمًا يسهل على المرخصين ورياديي الأعمال والشركات الناشئة إدخال هذه التقنيات والتوسع بها في الأسواق الأردنية وبخاصة مع تنفيذ الحكومة خطط التحول الرقمي بمختلف قطاعات المملكة، بالإضافة إلى مواكبة رؤية التحديث الاقتصادي والتي تتبنى تشجيع الاستثمار في البنى التحتية.

- جوائز في " الابتكار "

في العام 2008 فازت الهيئة بجائزة مجلس الاتصالات (سامينا) SAMENA 2008   للمنظم الأكثر ابتكارًا ، وحصلت على المركز الأول في المرحلة البرونزية ضمن قطاع البنية التحتية والطاقة للدورة الثامنة (2016-2017) من جائزة الملك عبدالله الثاني لتميز الأداء الحكومي والشفافية وجائزة أفضل إنجاز، وفازت في العام نفسه بجائزة الابتكار الحكومي في أسواق الاتصالات المتنقلة الناشئة التي تمنحها الرابطة الدولية لمشغلي الهواتف المتنقلة.

تسعى المملكة الأردنية الهاشمية إلى دعم الابتكار الرقمي في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حيث كانت وستبقى بفضل توجيهات قيادتنا الهاشمية الحكيمة في مقدمة الدول الداعمة لقطاع الاتصالات إقليمياً وعالمياً، ومن الدول الفاعلة والمؤثرة في نشاطات الاتحاد الدولي للاتصالات . إنها أول دولة عربية أنشأت هيئةً تنظيمية لغايات تنظيم قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ، وأول دولة عربية خارج دول مجلس التعاون الخليجي تطلق خدمات الجيل الخامس وتتوجه به نحو بناء مجتمع معلوماتي ممكن للاقتصاد ومحفز للإبداع والابتكار في مسيرة من أجل التنمية المستدامة.