خاص
في بادئ الأمر، شكل تشغيل تلفريك عجلون نقطة تحول في السياحة المحلية الأردنية، حيث احتفى الأردنيون بوجود هذا المشروع الذي طال انتظاره، وعاشت محافظة عجلون فترة من التغيير الملحوظ، فقد شهدت المنطقة توافداً غير مسبوق للزوار الجدد، الذين ارتحلوا إليها يوميًا لركوب التلفريك والتمتع بسحر الطبيعة والأماكن التاريخية والأثرية فيها، وانتعشت المنطقة اقتصادياً بشكل ملحوظ في عجلون وما حولها جراء هذه الخطوة التي انشأتها المجموعة الأردنية للمناطق الحرة والمناطق التنموية، حيث بلغ عدد زوّار التلفريك خلال الـ 10 أشهر الماضية حوالي 330 ألف زائر، بحسب المدير العام للمناطق التنموية يوسف عرفات.
ومع ذلك، فإن هذه الفرحة لم تكتمل تمامًا، إذ يعاني تشغيل التلفريك من توقفات متكررة دون سابق إنذار، ما يثير استياء الزوار ويخفض من جاذبية أحد أهم الوجهات السياحية في الأردن، وما يزيد الأمر سوءً هو أن توقف التشغيل سبق وأن جاء في أيام العطل الرسمية، بما في ذلك يوم الجمعة، الذي يعد يوم استراحة للكثيرين الذين يسعون للترفيه والاستمتاع بأوقاتهم في الأماكن السياحية والتاريخية.
توقف تشغيل تلفريك عجلون والتقطعات العديدة في عمله سواء لأسباب صيانة أو أحوال جوية سيئة، تسببت في إحباط الزوار الذين ينوون الاستمتاع بهذه التجربة، وجعلتهم يتساءلون عن قدرة مشغل التلفريك على ادارته وتطويره لجعله وجهة سياحية دائمة قادرة على التكيف مع الأزمات وحل المشكلات سريعاً دون الحاجة لايقاف العمل، كما أن ردود أفعال المواطنين و زوار التلفريك عبر وسائل التواصل الاجتماعي تعطي انطباعاً عن خيبة أمل جراء هذه التوقفات غير المتوقعة والمفاجئة، مما يجعل الحاجة ملحة لأن تتخذ الإدارة إجراءات لتحسين التشغيل وتقليل التوقفات غير المبررة، وتوفير آليات للإعلان المسبق عن أي أعمال صيانة مقررة، حتى يتسنى للزوار تخطيط زياراتهم بشكل أفضل وتجنب الإحباط والمفاجآت.
وأخيرا نأمل من ادارة المناطق الحرة المشرفة على هذا المشروع أن تفتح شرايين وأسلاك وشبكات التلفريك وتضخ به دماء جديدة، أو تغيير "البواجي" لكي لا يتحول الى "تكسي أو باص" دائم التوقف على كل محطة، والا فاننا اصبحنا يوم في الارض ويوم في السماء.. وارحمونا يا جماعة