أخبار البلد - هزت رسالة متداولة بين إدارة مدرسة بمكتب تعليم قنا بمحافظة عسير السعودية وولي أمر طالب المشاعر، وأشعلت مواقع التواصل الاجتماعي.
وتلقّى المواطن السعودي عبدالرحمن بن أحمد أبو سعدية إشعارًا من إحدى المدارس الثانوية بمركز قنا غرب عسير، يفيد بغياب ابنه عن المدرسة بتاريخ "14/ 10/ 1445هـ"، وأكدت فيه على وجوب إحضار عذر رسمي حتى لا يتمّ الخصم من درجات الغياب.
فردّ عليهم بما نصّه: "المكرمون، مديرو ثانوية حكيم بن حزام بقنا، أعضاء هيئة التدريس بالمدرسة، الموقرون. تحية طيبة ملؤها المحبة والاحترام؛ أفيدكم بأن ابني وحبيبي الطالب محمد عبدالرحمن أحمد غاب عن الدنيا بأسرها، والتحق بالرفيق الأعلى أرحم الراحمين، وكم كنت أتمنّى لو أنه نائم على سريره كي أوقظه وأجبره للذهاب إلى المدرسة كما كنت أفعل، وأنا مثلكم ما زلت أراه حيًّا.
عفا الله عنه وعنّا، وأدخله الفردوس الأعلى من الجنة بلا حساب ولا سابقة عذاب، وأنزله منازل الأبرار. وإن خصمتم درجات الغياب فارفعوا درجاته في عليين بدعائكم الصادق، ولا تنسوا أنه ما زال ابني وابنكم وإن كان قد رحل عنّا.
وأعلم أن هذه الرسالة بالخطأ، ولكنها حركت شجني وحزني عليه، فجدت بشيء من الوصية لكم.. سلموا لي على زملائه وأساتذته، سلموا لي على كرسيه وطاولته، سلموا لي على جدران مدرسته وعلى زوايا مكانه واقبلوا عذره وتقصيره، ولا تنسوه من خالص دعائكم، واستسمحوا له من كل أصدقائه وأساتذته.
وجمعنا الله به في مقعد صدق عند مليك مقتدر. وتقبلوا عاطر التحايا وصادق المودة.
وقال ولي أمر الطالب المتوفّى لـ"سبق": "زملائي منسوبو مدرسة ابني الفقيد اعتذروا عن ذلك الخطأ، وسامحتهم ولا أطالبهم بشيء، فهم أصدقائي وأهلي وناسي".
وكان الطالب محمد توفّي في حادث مروري في 18 من شهر رمضان الماضي، ويبلغ من العمر 17 عامًا