قال مندوب وزير البيئة الدكتور معاوية الردايدة، مستشار الوزير الدكتور جهاد السواعير، إن الاردن يعاني اليوم من التحديات المناخية والبيئية والاقتصادية، والتي تتفاقم في ظل ارتفاع الاثار السلبية الناتجة عن التغير المناخي، اضافة الى التحديات الاستثنائية الفريدة التي يواجهها في محيطه الجغرافي، مشيرا الى ان اهم الاثار السلبية الناتجة عن التغير المناخي تتمثل بارتفاع درجات الحرارة وقلة الهطول المطري وزيادة معدلات الجفاف وانعكاس ذلك على الانتاجية الزراعية والامن الغذائي وانخفاض توفر المياه بشكل عام.
جاء ذلك خلال الحلقة التشاورية المتخصصة التي عقدتها لجنة الاستدامة والبيئة والطاقة في شعبة الهندسة الكيميائية بنقابة المهندسين الاردنيين، بالتعاون مع جامعة البترا، اليوم الثلاثاء، لمناقشة قرارات ومخرجات الاجتماع السنوي الثامن والعشرين للامم المتحدة بشأن المناخ، المعروف بـ"مؤتمر الأطراف"، أو "كوب 28".
وأشار الدكتور السواعير الى ان الاردن خطى خطوات ثابتة في مجالي الاقتصاد الاخضر والعمل المناخي حيث تقوم وزارة البيئة بالتعاون مع الشركاء من القطاعين العام والخاص برسم السياسات ووضع الخطط وتنفيذها من خلال المشاريع المختلفة، ومن ضمنها الخطة الوطنية التنفيذية للنمو الاخضر للأعوام 2021 2025، حيث تم تحديد 86 اجراء تتضمن ممكنات لتحسين بيئة التحول نحو الاقتصاد الاخضر وافكار مشاريع استثمارية على حد سواء في قطاعات المياه والطاقة والنفايات والزراعة والسياحة والنقل.
ولفت الى أن الاردن في طليعة الدول التي تعمل على دمج الاقتصاد الاخضر والعمل المناخي في السياسات واتخاذ خطوات النحو تحقيق اهداف التنمية المستدامة على المستوى الوطني وضمن اطر التعاون الدولي وهو طرف نشط في جميع المعاهدات والاتفاقيات الدولية ذات الصلة بما في ذلك تلك المتعلقة بتغير المناخ والتنوع البيولوجي واستخدام المواد الكيميائية وادارة النفايات.
من جانبه، قال نائب نقيب المهندسين المهندس فوزي مسعد، إن انعقاد الجلسة النقاشية يأتي في ظروف استثنائية يواجه اهلنا فيها في غزة والضفة الغربية أبشع انواع القتل والابادة والاسر والتدمير والتهجير والتجويع والحرمان من أبسط الحقوق، مشيرا الى ان جلالة الملك أكد خلال مؤتمر المناخ اننا نستطيع الحديث عن التغير المناخي بمعزل عن المآساة الانسانية التي نراها حولنا ولا يمكننا ان نقف مكتوفي الايدي بينما الدمار الهائل الناجم عن حرب قاسية في غزة يهدد المزيد من الضحايا ويعيق التقدم نحو مستقبل افضل للعالم فالاجيال الحالية والقادمة ستقوم بمحاسبتنا.
وبين ان تأثيرات التغير المناخية السلبية مرتفعة جدا على الاقتصاد والمجتمع خصوصا على قطاع المياه الحيوي الذي يعد من اكثر القطاعات هشاشة في الاردن، حيث يواجه الاردن شحا شديدا في المياه يرافقه نمو متسارع في عدد السكان وموجات كبيرة من الهجرة، حيث بلغت حصة الفرد الواحد من المياه في الاعوام الاخيرة 61م3، وهذا اقل بكثير من المعدل العالمي الذي يبلغ 500 متر مكعب سنويا، مبينا ان الدراسات تشير الى ان تساقط الامطار في الاردن سيتراجع مستقبلا بشكل عام بحدود 15 الى 21% وان الينابيع الجوفية جفت بعضها خلال السنوات الماضية وتراجعت قدرات العديد منها بنحو 50%.
وأضاف المهندس مسعد أن نقابة المهندسين تساهم في الجهود الرامية الى مواجهة التغير المناخي من خلال تطوير الموارد البشرية والكفاءات الهندسية العاملة في مجال البيئة والتكيف مع التغير المناخي والتخفيف من اثاره لمواكبة التطورات في هذا المجال، مضيفا أنه سيتم اطلاق تخصص هندسي جديد قريبا في مجال التغير المناخي والاقتصاد الاخضر مما يؤهل المهندسين من كافة التخصصات والمكاتب في الشركات الهندسية العمل في هذا المجال ويساهم في مساعدة وزارة البيئة لتطبيق مفهوم الاقتصاد الاخضر على ستة قطاعات هي الطاقة والمياه والنفايات والزراعة والسياحة والنقل مما يؤدي الى فتح مجالات عمل مبتكره جديدة واستغلال الفرص المتاحة للحصول على التمويل اللازم.
وتطرق نائب النقيب الى تقرير الطاقة والمياه الذي اطلقه مركز الدراسات والابحاث في نقابة المهندسين الاردنيين لعام 2023 والذي كان من اهم توصياته ضرورة الاعتماد على الموارد والامكانات المحلية في انتاج الطاقة وسد الحاجة من المياه دون الحاجة الى الاعتماد على مصادر خارجية، وأن المشاريع الاستراتيجية السيادية في مجال الطاقة والمياه لابد من تنفيذها من مصادر محلية آمنه وتجنب الاعتماد على اي طرف اخر مهما ارتفعت الكلف.
وأكد نائب رئيس جامعة البترا الأستاذ الدكتور مياس الريماوي، على التعاون المستمر مع المؤسسات الوطنية الحكومية وغير الحكومية خدمة لتحقيق اهداف التنمية المستدامة والمساهمة بالوفاء بالتزامات الأردن الدولية، مستعرضا أمثلة على مبادرات جامعة البترا للمحافظة على البيئة حيث تفخر جامعة البترا بأنها من أوائل المؤسسات الوطنية التي تحولت للاعتماد بالكامل على الطاقة النظيفة وانتاج فائض من الطاقة النظيفة وصل لما يقرب من ضعف احتياجات الجامعة ما أسهم بمنع انبعاث ما يقارب الالف وخمسمائة طن من الكربون المكافىء.
وبين أن الجامعة قامت بتأسيس مختبر المياه والبيئة البحثي والذي تمكن خلال فترة قصيرة من تنفيذ العديد من المشاريع البحثية وبعضها مع شركاء بحثيين من مؤسسات اكاديمية عريقة من المملكة المتحدة وماليزيا، كما وقعت الجامعة اتفاقية شراكة مع احدى شركات القطاع الخاص لجمع النفايات الصلبة من الحرم الجامعي لأغراض التدوير وإعادة الاستخدام للنفايات الصلبة.
بدورها، قالت عضو مجلس شعبة الهندسة الكيميائية في نقابة المهندسين المهندسة خولة ابو غالي، ان شعبة الهندسة الكيميائية عملت على استحداث لجنتين هامتين تواكب القضايا المعاصرة وتتواءم مع اهداف الامم المتحدة للاستدامة وهما لجنة الاستدامة والبيئة والطاقة برئاسة الدكتور نضال الحسين ولجنة التغير المناخي وادارة النفايات والاقتصاد الدائري برئاسه الدكتور معتصم السعيدان.
ولفتت الى انه تم انشاء لجنة استشارية صناعية في شعبة الهندسة الكيميائية، حيث باشرت بمجموعة من المبادرات اهمها استبيان وجمع المعلومات حول المشاكل الصناعية تمهيدا للمساهمة بحلها وتذليلها،اضافه الى مبادرة البرنامج التوعوية الوطنية للاقتصاد الدائري.
وقال رئيس لجنة البيئة والاستدامة والطاقة النقابية والاستاذ المساعد في هندسة البيئة في جامعة البترا الدكتور نضال حسين، إن الورشة هي ثمرة وترجمة لسياسة بين المؤسسات الوطنية ممثلة بممثلي الوزارات المشاركة وجامعة البترا ونقابة المهندسين الأردنيين، مشيرا أن المعايير المتعلقة بالبيئة الخضراء، والمياه، والطاقة النظيفة والاستدامة تحتل مرتبة متقدمة في قائمة اهتمامات جامعة البترا.
وقدم مدير مديرية التغيير المناخي في وزارة البيئة المهندس بلال الشقارين عرضا لأهم الجوانب التي غطتها قمة الأمم المتحدة للمناخ "كوب 28″، مستعرضا مجمل الفرص التي حملتها هذه القمة وأنه ورغم الالتزامات التي تفرضها هذه القمة على مختلف الدول والأطراف، الا أن الاردن ينظر لهذه المخرجات على انها فرصة للتنمية على مختلف الأصعدة.
وقدم مساعد الأمين العام للتخطيط الاستراتيجي في وزارة المياه والري عرضا عن تطور التكامل ما بين القطاعات الاربعة ابتداء من الترابط ما بين قطاع المياه والطاقة وما هي التوجهات المستقبلية لمأسسة التكامل بين القطاعات المياه والطاقة والغذاء والبيئة.
واستعرض الناشط البيئي وممثل الشباب الأردني في المؤتمر المهندس هاشم مصطفى، مجموعة الأنشطة التي انخرط بها الشباب الأردني ضمن فعاليات المؤتمر، والمبادرات المتاحة للشباب الأردني ولطلبة الجامعات والتي تفتح امامهم ابوابا للتواصل مع العالم.