كشفت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، الاثنين، أن حركة حماس انخرطت على مدى سنوات في التخطيط ورسم خرائط تفصيلية بمساعدة أفراد لحماس في إسرائيل قبل عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، وأنّ ذلك ما توصل إليه جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعد فحص كميات هائلة من الهواتف وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والوثائق التي تمّت مصادرتها في ساحة المعركة وفي غزة.
التقرير البريطاني ردّت عليه هيئة البث الرسمية بالقول إنه "لا دلائل على وجود جواسيس لحماس في إسرائيل قبل الحرب".
ووفق الصحيفة، فإن المقاتلين حملوا توجيهات حول كيفية أخذ رهائن، وكتب لتفسير العبارات الشائعة من العربية إلى العبرية، ومنها عبارة "ارفع يديك وافرد ساقيك"، مشيرة إلى أن هذه المعلومات وردت في وثيقة قامت بنشرها وحدة الاستخبارات العسكرية "عمشات" التابعة لجيش الاحتلال، الاثنين.
ونقلت الصحيفة عن ضابط إسرائيلي كبير قوله إن هدف "عمشات"، التي أعيد تأسيسها بعد 7 أكتوبر، هو فهم خطط "حماس" الهجومية والدفاعية، والحصول على معلومات استخبارية عملياتية، وفهم عقيدتها بشكل أفضل بعد أن فوجئ الجيش الإسرائيلي بهجوم "حماس" الذي قُتل فيه 1200 شخص، وأُسر 300 آخرون.
واعتبرت الصحيفة أن أحدث المعلومات التي كُشف عنها تؤكد مدى ضآلة فهم المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لقدرات "حماس" قبل "طوفان الأقصى"، والكمّ الهائل من الإشارات أو الدلائل التي لم يتمّ تلقفها أو جرى تجاهلها.
خريطة لم يكن من الممكن الحصول عليها لولا وجود جواسيس لحماس في إسرائيل
من بين الوثائق التي تمّ العثور عليها، خريطة شاملة لقاعدة عسكرية إسرائيلية، يمكن القول إنها مفصّلة أكثر مما كان مطلوباً من جيش الاحتلال نفسه. ونقلت الصحيفة عن مصدر استخباري إسرائيلي قوله إن تجميع مثل هذه الخريطة لم يكن ممكناً إلا من خلال "معرفة داخلية"، من شبه المؤكد أنها من جواسيس لحماس في إسرائيل.
ووفق "ذا غارديان"، فإنّ أجهزة الكمبيوتر المحمولة، والدفاتر المكتوبة بخط اليد، تشير إلى خطط "حماس" لاستهداف مواقع عسكرية ونقاط رئيسية في وسط إسرائيل، ممّا يشير إلى أن الحركة، أو بعض عناصرها، كانت لديها تطلعات لاختراق عشرات الأميال في إسرائيل بمجرد صدور أوامر لمقاتليها باختراق الجدار المحيط بالقطاع.
ودفع حجم المعلومات والتفاصيل التي تمّ العثور عليها، المطلعين إلى استنتاج مفاده أن "حماس" انخرطت في "سنوات من التخطيط"، وهو الجهد الذي فشل جيش الاحتلال وغيره من وكالات الاستخبارات الإسرائيلية في أخذه على محمل الجد باعتباره تهديداً.
وبحسب الصحيفة البريطانية، فإنّ مقاتلي "حماس" حملوا في 7 أكتوبر هواتف تحمل شرائح اتصال إسرائيلية وأجهزة اتصال لاسلكية، ليكون لديهم أكثر من وسيلة اتصال واحدة. ومن بين العناصر التي تمّ العثور عليها، جهاز لاسلكي مزوّد ببطارية بالطاقة الشمسية للحفاظ على الاتصال لفترة أطول في إسرائيل.
ويُقدّر أن 3 آلاف مقاتل من حماس شاركوا في الهجوم عبر الحدود، قُتل منهم 1500 في المرحلة الأولى من القتال، لكن الرد العسكري الإسرائيلي كان بطيئاً للغاية، لدرجة أن الجيش استغرق في بعض الحالات ساعات عدة للردّ، في وقت بقي بعض مقاتلي حماس طلقاء لأيام عدة، وفق الصحيفة.