التورط الأمريكي في الحرب على قطاع غزة يتنامي شيئا فشيئا، منذرا باحتمال تورطها على نطاق واسع في ظل وجود تيار أمريكي يشجع على ذلك داخليا، ورغبة إسرائيلية من الممكن أن تفتعل حوادث أمنية تساعد وتقود إلى ذلك.
الحشود الأمريكية تفتح الباب لتكرار حادثة خليج تونكين الفيتنامي الذي زعمت فيه الولايات المتحدة استهداف مدمرات أمريكية من قبل فرقاطات من فيتنام الشمالية عام 1964، ما أفضى إلى تورط أمريكي واسع في الحرب الفيتنامية التي انتهت بدورها بهزيمة الولايات المتحدة.
تعاظم الحشود العسكرية والحراك الدبلوماسي الأمريكي الممزوج بالغطرسة؛ يرفع من حدة التوتر في الاقليم، ومن الممكن أن يفضي إلى حرب إقليمية واسعة تقود لانحسار النفوذ الأمريكي، خصوصا أن موسكو التي أجرى رئيسها بوتين اتصالات مع كل من سوريا وإيران والكيان الإسرائيلي؛ سارعت على لسان الناطق باسم الرئاسة فيها إلى التحذير من حرب إقليمية، عارضةً الوساطة على الاطراف المنخرطة في المواجهة.
السلوك الأمريكي يزداد خطورة رغم تحذير الرئيس الأمريكي بايدن الكيان الإسرائيلي، وقادته من التورط في اجتياح قطاع غزة وإعادة احتلاله، إلا أن المؤشرات على الارض تؤكد إمكانية تورط أمريكا على نطاق واسع في الصراع، الأمر الذي تترقبه روسيا والصين على أمل تغذيته لتعميق أزمة أمريكا في المنطقة، فهل تقع أمريكا في الفخ لتكون ضحية إغراء الدفاع عن حليفها المهزومة في عملية طوفان الأقصى.
الساعات القليلة الماضية عكست قدراً من النزق والارتباك والتردد وفقدان العقلانية لدى الادارة الأمريكية، ما يعني إمكانية التورط في حرب اقليمية واسعة؛ لا يبدو أن أمريكا تعمل بجد على تجنب التورط فيها، إذ تتجاذبها الضغوط الداخلية، والمخاوف من خسارة حليفتها الحرب، وانكسارها استراتيجيا.
ختاماً.. حالة المد والجزر ستستمر وستقود إلى إجهاد سياسي وعسكري من الممكن أن يفضي لارتكاب أخطاء استراتيجية كبرى من قبل الولايات المتحدة.