الآن وهنا.. باتت الصورة أكثر وضوحاً, عندما لم يتردّد وزير الخارجية الأميركية/بلينكن, الذي جاء متضامناً مع الكيان الصهيوني الغاصب, بعد الإذلال والمهانة التي ألحقتهما به معركة طوفان الأقصى، في قوله: أنه لم يأت إلى إسرائيل كوزير أميركي بل كـ«يهودي». في عودة مُعلنة منه إلى جذوره وولائه لدينه (رغم انه وزير في دولة عظمى تدعى «العلمانية»). ولم نسمع أو نقرأ أي تعقيب أو انتقاد لأقواله، فيما لو تجرّأ أحد من المسلمين أو المسيحيين يشغل موقعاً رسمياً, عن قول شبيه لما قاله بلينكن لتمّت إقالته وتشويه سمعته واتهامه بالطائ?ية والعنصرية ومعاداة السامية.
وإذ بات معروفاً منذ وصول بايدن إلى البيت الأبيض, ومعرفة طاقمه المُقرب في الحكومة وفريقه اللصيق, أنه أكثر الرؤساء الأميركيين الذين ضمّت إدارته عدداً كبيراً من اليهود ليس فقط بلينكن وجاك سوليفان وعاموس هوكشتاين, الذي خدم في جيش العدو الصهيوني وحارب على الجهة اللبنانية, ثم أوفده بايدن «وسيطاً» لترسيم الحدود البحرية بين لبنان ودولة «اليهود).
وأسماء أخرى عديدة ومتنفذة، وهم يتعاطون مع إسرائيل كيهود أكثر ما يمثلون المصالح الاميركية، زد عليهم رهط المتصهينين مثل نائبة الرئيس كامالا هاريس ومعظم أعضاء الكونغرس بغرفتيه/ النواب والشيوخ، ناهيك عن إعتراف الرئيس بايدن نفسه, بانه «صهيوني رغم أنه ليس يهودياً». (لا تنسوا بالطبع زيلينسكي/الأوكراني الذي يستعد لزيارة الكيان اليهودي تضامناً ودعماً).
منذ أطلق بوش الابن سؤال «لماذا يكرهوننا»؟ واصلت الإدارات الاميركية المتعاقبة نظرتها الى المنطقة العربية, كـ«مشاريع أعداء» بهذه الدرجة أو تلك, وانخرطت معظمها في محاولات «دمج» إسرائيل في المنطقة, رغم أن إسرائيل نفسها أعلنت وتعلن عن نفسها أنها «دولة أوروبية في القِيم وأسلوب الحياة والثقافة»، لكن الدمج التطبيع/ يمنح تل أبيب أكثر من فرصة للهيمنة بانواعها المتعددة..اقتصادية تكنولوجية عسكرية استخبارية فضائية ونووية, وغيرها مما تزعم الدولة الاستعمارية أنها رائدة فيها وقادرة على الأخذ بـ«يد» العرب لإخراجهم من «تخلّ?هم»..
لكنها –الإدارات الأميركية- لم تستخلص دروس التاريخ وعبره, وهاي هي تعسكر المنطقة دفاعاً عن إسرائيل (التي تُدافع عن نفسها وشعبها), بإرسال حاملات الطائرات وأسراب من المقاتلات الحديثة لـ«تعزيز العمليات في الشرق الأوسط», وتُبدي استعداداً للتدخل في أي لحظة ضد أي محاولات من أطراف أخرى لتوسيع دائرة الحرب, داعمة خطة التطهير العرقي وجرائم الحرب التي تُقارفها حكومة الطوارئ ومجلسها الحربي الذي يشكله الثلاثي المجرم: نتنياهو, غانتس وايزنكوت..
إضافة إلى الطلب غير المسبوق والخطير لوزارة الخارجية الأميركية, من دبلوماسييها الذين يعملون في قضية الشرق الاوسط، «الامتناع» عن استخدام كلمات مثل «وقف التصعيد» أو «وقف العنف» علناً, وسط تصعيد إسرائيل حربها على غزة وفق ما نقلته صحيفة الأميركية.Huffpost..
**إستدراك:
«تيك توك» يُضيق الخناق على المحتوى الفلسطيني
انضمّت شبكة التواصل الاجتماعيّ «تيك توك»، إلى المنصّات المعادية للمحتوى الفلسطينيّ، وذلك بعد تحذير الاتّحاد الأوروبيّ للشركة، من السماح بنشر «محتوى غير قانونيّ» أو «معلومات كاذبة» بشأن الحرب التي يشنّها الاحتلال الإسرائيليّ على قطاع غزّة.
وكتب المفوّض الأوروبّيّ للشؤون الرقميّة/ تييري بريتون في رسالة إلى شو زي تشو/رئيس تيك توك... إنّ «منصّتكم يستخدمها بشكل مُكثّف أطفال ومراهقون. لديكم التزام خاصّ بحمايتهم من المحتوى العنيف (...), الّذي يبدو أنّه ينتشر على نطاق واسع على منصّتكم من دون أيّ تدابير أمنيّة خاصّة».