كانت يفترض أن تحمل هذه البيانات في مضمونها لغة شديدة اللهجة وقرارات تنفيذية لأنه لا يجوز لهذه الأمة أن تصمت على شتم رسولنا الكريم واقتحام الأقصى وشتم العرب أنفسهم بأقذر الألفاظ العنصرية.
بيان القمة العربية التي اختتمت أعمالها في جدة حمل صيغة تقليدية لم تتطرق لشتم وزراء في حكومة الاحتلال للعرب وللرسول الكريم.
البيان جدد التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية للدول العربية باعتبارها أحد العوامل الرئيسة للاستقرار في المنطقة. وهذا جيد رغم أن بعض الدول العربية الموقعة على البيان طبعت مع الاحتلال من وراء ظهر الفلسطينيين وحقوقهم..
بالطبع كانت هناك إدانة بأشد العبارات، الممارسات والانتهاكات التي تستهدف الفلسطينيين في أرواحهم وممتلكاتهم ووجودهم كافة.
ورغم أن الحديث الدولي والعربي يؤكد استحالة حل الدولتين بعد أن انتشرت الخلايا الاستيطانية والسرطانية اليهودية في كل شبر على الأرض الفلسطينية إلا أن القمة أكدت التسوية الشاملة والعادلة للقضية الفلسطينية، و"إيجاد أفق حقيقي لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين وفقا للمرجعيات الدولية وعلى رأسها مبادرة السلام العربية والقرارات الدولية ذات الصلة ومبادئ القانون الدولي بما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على الأراضي الفلسطينية بحدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.ط
وبدلا من أن تعلن القمة عن خطوات وإجراءات لوقف التهويد فقد دعت القمة "المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته لإنهاء الاحتلال، ووقف الاعتداءات والانتهاكات المتكررة التي من شأنها عرقلة مسارات الحلول السياسية وتقويض جهود السلام الدولية" .
حماية الشعب الفلسطيني أمر منوط بالأمة العربية وبالجامعة العربية التي باتت بلا ثقل أو قيمة ذات صلة بالنسبة للمواطن العربي.
بالطبع وحين تكون القدس حاضرة فإن العرب سيدعون غيرهم لحماية القدس التي هي مسؤوليتهم الدينية والقومية فقد أكدت القمة "ضرورة مواصلة الجهود الرامية لحماية مدينة القدس المحتلة ومقدساتها في وجه المساعي المدانة للاحتلال لتغيير ديمغرافيتها وهويتها والوضع التاريخي والقانوني القائم فيها، بما في ذلك عبر دعم الوصاية الهاشمية التاريخية لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية وإدارة أوقاف القدس وشؤون الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية بصفتها صاحبة الصلاحية الحصرية، وكذلك دور لجنة القدس وبيت مال القدس في الدفاع عن مدينة القدس وصمود أهلها".
كان على القمة أن تعلن عن وقف التطبيع مع العدو الصهيوني ودعوة العرب إلى عدم ترك الشعب الفلسطيني وحده في مواجهة أكبر عملية استعمار واستيطان وأجرام في تاريخ الإنسانية، والأخطر أن هذا العدو شتمهم بطريقة عنصرية مهينة.