يعد الجهاز المطوَر أول نظام توصيل دواء قابل للزراعة، والذي يعمل بمصادر ضوء خارجية لها أطوال موجية مختلفة وليس من خلال الإلكترونات. وهو أيضًا أول نظام يمكن للجسم امتصاصه (دون الحاجة لتدخل جراحي) بينما يسمح بالتحكم النشط، والبرمجة من الطبيب، أو الممرضة، أو المريض ونشرت الدراسة التي تسلط الضوء على هذا الجهاز في جريدة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم Proceedings of the National Academy of Sciences.
أوضح كولين فرانز أن هذه التقنية تُعد إنجازًا لمعالجة القصور في نظام توصيل الأدوية الحالي، والتي يمكن أن يكون لها دورًا حيويًا في كيفية توصيل علاجات السرطان بدقة”.
تستخدم أنظمة توصيل الدواء الخاملة القابلة للزراعة حاليًا لعلاج أمراض مزمنة، كالسكري، والسرطان أيضًا، حيث تعمل على إطلاق الأدوية تدريجيًا على العكس الأنظمة النشطة القابلة للبرمجة التي تتطلب إمدادات للطاقة، وأجزاء إلكترونية، بالإضافة إلى التدخل الجراحي لإزالتها.
لاختبار هذه التقنية الجديدة، قام الباحثون بزراعة الأجهزة داخل العصب الوركي في الفئران، يحتوي كل جهاز على ثلاثة مخازن للأدوية مليئة بالليدوكايين وهو دواء معروف للحد من الألم العصبي. ثم وُضع مصدر ضوئي (ليد) فوق مواقع الزرع لإطلاق الدواء لاحقًا. أظهرت التجربة انخفاض حدة الألم بشكل ملحوظ بين الفئران. علاوةً على ذلك استطاع الباحثون الوصول إلى مستويات مختلفة من تخفيف الألم اعتمادًا على تسلسل لون الضوء المنبعث.
أشار جون روجرز إلى فعالية هذه الطريقة وإمكانية قياس كفاءتها، وأنها بديل آمن لا يسبب الإدمان مقارنةً بأدوية علاج الألم التي تحقن بالجسم، كما يمكن زيادة عدد مصابيح (ليد) من 3 إلى 30 مصباح بأطوال موجية مختلفة، مما يوفر لنا العديد من خيارات تخفيف الألم".
وفي الدراسات المستقبلية، ستراجع الفرق العلمية عوامل الأمن المختلفة قبل الحصول على تصريح منظمة الغذاء والدواء الأمريكية لعمل تجارب على البشر.
قال الدكتور فرانز: "تبشر هذه التقنية الجديدة بالعديد من التطبيقات تتجاوز مجال إعادة التأهيل الطبي، فالتعاون بين الفيزيائيين، وعلماء المواد، ومهندسو الطب الحيوي في مختبر شيرلي راين للعلاج الطبيعي وجامعة نورث ويسترن يؤهل إلى مزيدٍ من الاكتشافات الطبية المتعلقة بهذه التقنية”.