ماذا بعد ان تغرب الشمس. وتتدثر الأمهات بفرحهن واحلامهن الموسمية،ويتستيقظن من الحلم الى واقعهن المريرة فيجدن الزهور قد ذبلت ولوت اعناقها،واكوام من الهدايا والطناجر والأدوات المنزلية التي تعيدها الى العمل الشاق في المطبخ.
ماذا بعد هذا الصخب العاطفي الموسمي؟
هل فكرنا في حقوق الأمهات من منطلق عقلاني يحفظ لهن كرامتهن وحقهن في العيش الكريم الآمن أمام صعوبات الحياة وتحدياتها واستحقاقاتها بعد ان أفنين سنوات العمر في تقديم الحب والتضحيات دون تخاذل دون منة.
هل لدينا تشريعات خاصة تحفظ حق الشيخوخة وتصون كرامتها؟
هل لدينا بيوت آمنة حين يتعرض الآباء للعقوق من قبل الابناء.. هل يطبق قانون الحق بالنفقة على الابناء؟
هل المؤسسات الرسمية قادرة على تقديم الضمان والدخل الثابت والرعاية الاجتماعية والصحية والأنسانية؟
أعلم أن من يعمل في قطاعات العمل الرسمي والخاص يحصل على ضمان وتقاعد وتأمين صحي، ولكن ماذا عن فئات العاملين في الزراعة والأعمال الموسمية والأمهات تحت مسمى ربات البيوت هل هناك ضمان غير ما يقدم من المعونة الوطنية وبعض من قليل من وزارة التنمية الأجتماعية.
الحمد لله على نظام التأمين الصحي المقدم لخدمة المسنين وهو نظام جيد الى حد ما.. ولكن هناك تحديات تحتاج الى بذل جهود وسن تشريعات تضمن العيش بحد لائق من الكرامة والشرف والإنسانية.
هؤلاء هم من قاموا بتربية الأجيال وبناء الوطن في قطاعات العمل المختلفة وحقهم على الدولة ان تضمن لهم شيخوخة آمنة تحفظ إنسانيتهم قبل الرحيل.
أتمنى أن نبادر في تحقيق برامج التكافل الإجتماعي والضمان بدعم من القطاعين الخاص والعام ليصل الأستحقاق الى هذه الفئات..
إن مقدار ما يحسب للدولة من الرقي والحضارة يقاس بما يقدم في دعم حقوق الانسان والمواطنة، لنتذكر قول جلالة المغفور له الملك حسين المعظم «الإنسان اغلى ما نملك» وأن بناء الإنسان اساس بناء الوطن
كل عام ونحن شعب يرتقي بالإنسانية
ونقدم الأستحقاق والعرفان لمن بنوا الوطن وقدموا التضحيات.