وأكدوا، أنهم وخلال شهر رمضان المبارك يعملون على حل القضايا والخلافات الصعبة؛ بفضل الشهر الفضيل الذي يُهذب النفوس وينشر التسامح ويخفف الضغينة ويُعلي شأن المحبة والقربى ويزيد من قبول الناس للمصالحة .
وقال العين الشيخ طلال الماضي، إن الإصلاح بين الناس خلال رمضان يحقق الطمأنينة والهدوء والاستقرار والأمن وينشغل الناس بالعبادة وصلة الرحم بلا مكدرات، مضيفاً في رمضان فرصة مهمة لإنهاء الشقاق والنزاع وإعلاء القيم الروحانية التي تتجلى فيه، الأمر الذي يؤثر في نفوس الناس ليكونوا أكثر قرباً ومسامحةً ورحمةً ورأفةً وصفحاً .
وبين الشيخ الماضي، أن أسهل الأوقات لدى الساعين للإصلاح بين الناس، هو رمضان؛ لأن فيه تتفجر ينابيع الألفة والمحبة والعفو ويغيب فيه التعنّت والإصرار والتشدد بالموقف، مما يجعل أكثر القضايا تعقيداً هي في طور الحل والتقارب بين المتخاصمين .
وقال: حث النبي صلى الله عليه وسلم على الإصلاح بين المتخاصمين وإصلاح ذات البين، قائلا «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصدقة والصلاة؟»، أي درجة الصيام النافلة وصدقة نافلة والصلاة النافلة، فقال أبو الدرداء: قلنا بلى يا رسول الله، قال: «إصلاح ذات البين»، مبينا أن المصلـح، هو الذي يبذل جهده وماله ويحمل هموم الناس ويبذل جهده ليصلح بين المتخاصمين باحثا في ذلك عن الأجر من الله وعن توطيد المحبة بين أفراد المجتمع.
بدوره، قال الشيخ أكرم النصر الرواحنة، "تعودنا على أن القضايا العالقة والتي يصعب حلها اجتماعياً، يمكن حلها خلال شهر رمضان من خلال عودة المصلحين إلى طرفي الصراع مستغلين الأيام المباركة لرمضان والتي ينتشر فيها التسامح ولا يرد فيه المسلم أخيه المسلم، مؤكداً أنه تم طوي العديد من القضايا الصعبة وإبرام العديد مِن صكوك الصلح خلال شهر رمضان بالسنوات الماضية .
وأضاف الشيخ الرواحنة، أن شهر رمضان فرصة عظيمة لتصفية الخلافات وصلة الأرحام، ونبذ المشاحنات، كما أنه فرصة للتقرب إلى الله من خلال الإصلاح الذي يطهر القلوب، مشيراً إلى أن أفضل أنواع الإصلاح وأكثرها رضا هي التي تحدث في رمضان .
وقال الشيخ محمد عواد النعيمات، إن رأب الصدع بين أفراد الأسرة الواحدة، والمجتمع الواحد، هو خير الأعمال؛ لما يترتب على ذلك من تآلف يحتاجه الناس خلال الشهر الفضيل، داعياً إلى إشاعة السكينة والألفة والأمن بين الناس وعدم السكوت على الخلافات وتركها دون حلول.
وأكد، ارتفاع نسبة الإصلاحات التي تمت في رمضان خلال السنوات الأخيرة، مشيراً إلى أن المسلم في رمضان إن غضب أو كان راضياً فهو يقول : "اللهم إني صائم”، التي لها وقع بالنفس.
وأوضح، أن الإصلاح بين المتخاصمين وإحداثه في رمضان أعظم أجراً للقائمين عليه وللأطراف التي تعفو وتسامح كرامة لله ولرمضان، قائلا: "إن الله تعالى يضاعف الأجر للقائم بها والمستجيب لها، وإذا كنا بصدد رأب الصدع والإصلاح بين الناس، فإن من أوجب الواجبات هو الإصلاح بين فئات المجتمع الذي ينبغي على عقلائه أن يحدثوا نوعا من التصالح بين فئاته.
وقال القاضي العشائري الشيخ طالب العودات الجازي، إن إصلاح ذات البين له مكانة سامقة في الإسلام، خصوصاً في شهر رمضان الذي هو خير الأيام التي يسعى فيها المصلحون لتقريب الناس ويجهدون أنفسهم في سبيل رأب الصدع لتعم الرأفة والمغفرة والتسامح بين الصائمين وإنهاء الخصومات التي تكدر عيش الناس وتزيد من معاناتهم .
وأضاف، أن الصيام يهذب النفس ويجعل من الإنسان متسامحاً راضياً وأكثر قبولا وهدوءاً وأقل حدة وعناداً، الأمر الذي يسهل على المصلحين أن يجمعوا المتنازعين مستثمرين بهذا الشهر الفضيل، مشيراً إلى قيمة عيد الفطر الروحانية عند الناس التي تشكّل ضاغطاً عليهم لقبول الإصلاح قبل أن يأتي، موضحا أن للعيد مكانة سامية لا يرفض المسلم فيها المسامحة بل يُقبل عليها صافحا عافيا راضيا بما قدر الله له .