يتناقل مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي خبراً بمزاعم أن "صحيفة نيويورك تايمز الأميركية اختارت حفيد الرئيس العراقي السابق صدام حسين كأبرز طفل في القرن العشرين، وذلك لشجاعته في مقاومة القوات الأميركية التي حاصرته في منزل بمدينة الموصل مع والده وعمه عدي في عام 2003 لمدة أربع ساعات، وقُتل خلال المعركة". غير أنّ هذا الزعم غير صحيح، والخبر المتناقل مفبرك. #FactCheck
"النّهار العربي" دقّق من أجلكم
الوقائع: تكثف التشارك في الخبر مؤخراً، عبر صفحات وحسابات في الفايسبوك (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا). وجاء فيه (من دون تدخل أو تصحيح): " الطفل مصطفى قصي صدام حسين 13 عاماً استمر في المقاومة وقتل 13 جندياً أمريكياً بسلاح قناص بعد أن قُتل أبوه وعمّه أمام عينيه... إختارت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الطفل مصطفى قصي صدام حسين كأبرز طفل في القرن العشرين لشجاعته المذهلة في مقاومة الاحتلال الأمريكي أثناء محاصرتهم له في أحد بيوت مدينة الموصل مع والده قصي وعمه عدي، حيث قتل الطفل مصطفى 13 جنديا أمريكيا بسلاح قناص. و قالت الصحيفة بوصف ابن نجل الرئيس الشهيد صدام حسين بأن شجاعته لا يمتلكها إلا قلة نادرة ممن هم في عمره في المرحلة الراهنة. وعلى الرغم من صغر سن مصطفى الذي بلغ حين مقتله 14 عاما إلا أنه قاوم ببسالة حتى النهاية حتى بعد مقتل والده وعمه أمام عينيه خلال المعركة التي استمرت لست ساعات متواصلة واستخدمت فيها قوات الاحتلال الأمريكي الصواريخ المضادة للدروع
كما قال الكاتب البريطاني روبرت فيسك: قامت الفرقة 101 المحمولة جواً ومعها 400 من الجنود بحصار البيت المتواجد فيه عُدي و قُصي وبعد مقتلهما تبقى الطفل مصطفى نجل قُصي صدام حسين فقام هذا الشجاع بالمقاومة حتى قُتل هو الاخر... لو كان لدينا في بريطانيا مثله وقام بما قام به لصنعنا له تمثالأ في كل مدينة بريطانية ولجعلنا من بطولته النادرة مساق بحث يقرؤه تلاميذ المدارس كي يكونوا على بينة من الصغر كيف تكون الرجولة و كيف تكون الشجاعة"
التدقيق:
بدأ تداول هذا الخبر ابتداء من الجمعة 3 آذار (مارس) الجاري، بالتزامن مع الذكرى العشرين لسقوط نظام صدام حسين. وقد انطلقت العملية العسكرية الأميركية في 20 آذار 2003، عند الساعة 5:35 فجراً، وأطلق عليها الأميركيون اسم "عملية حرية العراق"
وقد نشر نحو 150 ألف جندي أميركي و40 ألف جندي بريطاني في العراق للشروع بعملية عسكرية أطلقت العديد من التظاهرات المنددة في العديد من العواصم العربية والعالمية حين ذاك
ثلاثة أسابيع كانت كافية من أجل حسم مصير النظام والسيطرة على بغداد في التاسع من نيسان (أبريل). وتم تبرير الحرب الوقائية بوجود أسلحة دمار شامل نووية وكيميائية على الأراضي العراقية. لكن في النهاية، لم يتم العثور على هذه الأسلحة
وكان سقوط نظام صدام حسين يعتبر نهاية لفترة طويلة من الحكم القمعي والاستبداد في العراق، والتي استمرت أكثر من 30 عاما
وقد شهد سقوط النظام فترة انتقالية صعبة للغاية في العراق، حيث تعرضت البلاد لموجات من العنف والفوضى والتدمير، وتزايدت الانقسامات العرقية والطائفية فيها. كما تزايدت التحديات الأمنية والاقتصادية والسياسية التي لا تزال تواجه العراق حتى اليوم
حقيقة الخبر:
غير أنّ الخبر المتناقل غير صحيح، وفقاً لما يتوصل إليها تقصي حقيقته
فالبحث عنه في محرك البحث غوغل، وموقع صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية (هنا) يبيّن أن الصحيفة نشرت مقالات صحافية عدة عن مصطفى قصي صدام حسين، لكن لم يتم اختياره في هذه المقالات كأبرز طفل في القرن العشرين
وتجدر الإشارة إلى أن خدمة تقصي صحة الأخبار في وكالة "فرانس برس" تواصلت في عام
مع صحيفة "نيويورك تايمز" للسؤال عن حقيقة الخبر. وقد أكد لها محرر الصحيفة الدولي مايكل سلاكمان أنه غير صحيح
يذكر أن القوات الأميركية شنّت يومذاك عملية عسكرية فرضت خلالها حصارا على منزل في الموصل، تحصن داخله نجلا صدام حسين قصي وعدي، وحفيده مصطفى. وبعد معركة دامت أكثر من أربع ساعات وشارك فيها 200 جندي أميركي من الفرقة 101 المحمولة جواً بدعم جويّ من مروحيات أباتشي وطائرات، قُتل عدي وقصي ومصطفى. وعثرت القوات الأميركية على جثة رابعة تعود لحارسهم
النتيجة:
إذاً، لا صحة للخبر المتداول ان "صحيفة نيويورك تايمز الأميركية اختارت حفيد الرئيس العراقي السابق صدام حسين كأبرز طفل في القرن العشرين، وذلك لشجاعته في مقاومة القوات الأميركية التي حاصرته في منزل بمدينة الموصل مع والده وعمه عدي في عام 2003 لمدة أربع ساعات، وقُتل خلال المعركة". في الواقع، الخبر مفبرك، ولم تنشر الصحيفة هذا الخبر
"نيويورك تايمز تختار حفيد صدام حسين كأبرز طفل في القرن العشرين"؟ إليكم الحقيقة
أخبار البلد -
أخبار البلد-