رحلة ابن بطوطة وابن فطّومة

رحلة ابن بطوطة وابن فطّومة
أخبار البلد -   أخبار البلد - أحذّر من أولئك الذين يعملون كمرشدين وقد استمدّوا دراستهم و"معرفتهم" من مصادر رسمية أو مصادر موجَّهة لإلغاء روايتنا ودسّ الرواية الصهيونية مكانها، ويكمن خطر هؤلاء المرشدين كونهم أبناء جلدتنا وينطقون بلساننا.
 
تعتبر رحلة ابن بطّوطة من أمهات الكتب العربية، وإذا كان معظمنا يعرف اسم ابن بطوطة كرحّالة بمجرد ذكر اسمه، فإن معظمنا لم يقرأ هذه الرحلة التي سمع بها، أوّلا لأنّ معظمنا ليس قارئًا من الأصل، وثانيًا لأنَّ الكثيرين من القرّاء يظنون أن الكتب القديمة لن تضيف لهم شيئًا، وخصوصًا في أدب الرّحلات، فما الذي يمكن لابن بطّوطة الذي خرج من طنجة في رحلته الأولى قبل حوالي سبعمئة عام ليزور عشرات البلدان كرحّالة، فيكتب ما يراه من عمران وعادات وتقاليد وقصص أهل تلك البلدان، وقد أصبح السَّفر في عصرنا ميسَّرا وسريعًا، فتتناول فطورك في طنجة وغداءك في إسطنبول وعشاءك في سانت بطرسبورغ، وقد باتت المعلومات متوفِّرة في الشبكة العنكبوتية عن كل بلد وبلد وشعب وشعب، وصرنا نعرف الكثير الكثير دون الهبوط من أسرّتنا، ودونما حاجة إلى عناء ووعثاء سفر، ولا حتى البحث في المكتبة المنزلية.

إلا أنّنا ورغم السّفر المتاح كثيرًا ما نزور بلدًا ونمكث فيه أيّامًا ولا نعرف منه سوى السُّوق الحرَّة في المطار، والفُندق والأسواق التي باتت عروضها متشابهة في معظم بلدان العالم.

فلا نتعرَّف على ثقافة البلد، ولا على العمق التاريخي لهذا الشّعب الذي نزوره، ولا على تاريخ البلد نفسه الذي قد نزوره عدّة مرّات، وليس مرة واحدة فقط.

في رحلات أبي عبد الله إبراهيم اللواتي نسبة إلى لواتة من قبائل البربر، 1304-1377 م، التي استغرقت تسعة وعشرين عامًا، نلاحظ غياب الحدود بين الأقطار العربية-الإسلامية، فلا جوازات سفر ولا تفتيش ولا انتظار رخصة في الدخول، بل إنهم في كثير منها كما في مقديشيو (الصومال) يستقبلون القادمين في الموانئ بالطعام والملابس والطبول والزمور، لترغيب التجار لزيارة بلدانهم (ملاحظ هنا أن الصومال بلد خيرات لم يعرف المجاعات).

الجميل أنَّه لم يتعرّض خلال تنقلاته الكثيرة التي شملت مئات المدن، وصل خلالها إلى الهند والصين ومناطق كثيرة من إفريقيا وجنوب روسيا، وتركيا، وأجزاء من أوروبا، لم يتعرض لاعتداء سوى مرة واحدة على يد قراصنة في الهند.

أردتُ القولَ إنّ على كل مثقّف أو يسعى للثقافة، أن يعود لأمهات الكتب العربية، ومنها رحلة ابن بطوطة، ثانيًا، أن نزور مدن وقرى بلادنا من خلال رؤية بحثية ومهتمة بالمعرفة، فلا يعقل أن كثيرين ممن بلغوا الأربعين عامًا لا يعرفون أين تقع الطيرة أو مجد الكروم أو معليا أو الجش أو الرامة وغيرها!

كذلك فإن الكثيرين لا يعرفون تاريخ البلد الذي يعيشون فيه. كم منا دخل عكا مئات المرات، ولم يعرف شيئًا سوى السّوق وجامع الجزّار وبصورة سطحية وشكلية فقط، وبعض المعلومات العامة حولها؟ فمعظمنا لا يعرف مدننا وقرانا المغيّبة من كتب التدريس، هذا ينطبق على كل البلدان العربية المأهولة والدارسة المُهجّرة والمهدمة.

نحتاج إلى توثيق أسماء المواقع في كل بلدة وليس موقع البلدة فقط، فلكل بلدة عائلات وأسماء مواقع وعادات وتقاليد خاصة بها، وجميع هذا في طريقه للنسيان والمحو المنهجي، حتى من أبناء البلد نفسه الذين يجهلونه، ولم يجدوا من يخبرهم عنه.

أخطر ما نتعرّض له، هو محو شخصيتنا التاريخية وقطعنا عن جذورنا، حيث أن الأجيال الصاعدة لا تعرف ما يربطها مع الماضي، وهذا يضعف انتماءها، والأخطر أنّه يشعرها بالغربة عن وطنها، وكأنها دخيلة عليه.

في مطلع الرَّبيع تحلو الجولات والرحلات والسّفر خصوصًا في أحضان الطبيعة. هنالك عددٌ لا بأس به من المُرشدين الذين يعرفون تاريخ كلِّ قرية وقلعة وجدار وطاحون ماء وشجرة ونبتة وصخرة وما مرّ بها، يعرفون تاريخ شعبنا والقبائل والعائلات التي كونته، أبرزهم المرحوم جميل عرفات، والأساتذة شكري عرّاف، ومصطفى كبها، وجوني منصور، أمد الله في أعمارهم، وغيرهم من المؤرخين، الذين ربما سهوت عنهم.

في الوقت ذاته أحذّر من أولئك الذين يعملون كمرشدين وقد استمدّوا دراستهم و"معرفتهم" من مصادر رسمية أو مصادر موجَّهة لإلغاء روايتنا ودسّ الرواية الصهيونية مكانها، ويكمن خطر هؤلاء المرشدين كونهم أبناء جلدتنا وينطقون بلساننا، قد يكون أحدهم "ابن فطّومة"، ولكن ما يقدّمه صهيوني مئة بالمئة، بمفرداتهم وتسمياتهم للمواقع وللتاريخ الذي يقدّمونه من وجهة نظر أحادية متحيّزة ضد أهل البلاد الأصليين، فيظهرهم كغزاة وغرباء عنها.

هنالك عدد لا بأس به من المرشدين في كلِّ منطقة الذين يقدّمون بالفعل ما يفيد، أعرف منهم الأساتذة جوني منصور (اختصاص حيفا)، وصبحي سرحان وبسّام عرّاف وفوزي ناصر وخليل حمود وخالد سرحان وعبدُه متّى (مختص في عكا)، ولا شك في أنّ هنالك مختصين آخرين ممّن لا أتذكّر أسماءهم وسهوت عنهم، خصوصًا في المثلث والنقب، كذلك فهنالك مختصون في القدس ومنطقتها، وفي بقية بقاع الوطن، أعتذر ممن نسيتهم أو لا أعرفهم، ولكنهم موجودون، ويجب أن نختار من أولئك الذين يعرفون بالفعل وغير المنحازين إلا للحقيقة والموضوعية، وليسوا بوقًا لتزييف الحقائق والتاريخ.
شريط الأخبار نجم ريال مدريد.. اعتزل الكرة وأصبح "صياداً" تلاحقه السلطات اسرائيل: لا وقف لإطلاق النار حتى تسلم حماس لائحة المفرج عنهم تعليق "تيك توك" في الولايات المتحدة وترامب يقول إنه قد يمنح المنصة مهلة 90 يوماً وقف اطلاق النار في غزة دخل حيز التنفيذ اليوم الساعة الثامنة والنصف أجواء باردة نسبياً تستمر حتى يوم الثلاثاء وفيات الأردن الأحد 19-1-2025 وفاتان دهساً و5 إصابات بحوادث على طرق داخلية وخارجية "سامسونغ" ستشتري هاتفك القديم دون أي شروط.. ما القصة التربية توضح حول موعد بدء الدوام المدرسي: التعديل مستمر حتى رمضان الحوثيون: نفذنا عمليتين ضد هدفين حيويين للعدو الإسرائيلي في أم الرشراش عنان دادر ينعى والده بكلمات وفاء مؤثرة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي: المعركة في غزة كانت مواجهة بين الحق والباطل مقاضاة بيبسي في الولايات المتحدة المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة إصابة مواطن وابنه بعيار ناري في الأغوار الشمالية خمس إصابات متوسطة بحادث تصادم بين ثلاث مركبات في صويلح حماس توضح آلية نشر قوائم تبادل الأسرى 478 عاملًا بلا عمل جراء اغلاق 14 فندقا في البترا مكافحة الفساد تحيل ملف صندوق نهاية الخدمة في "المهندسين الزراعيين" للقضاء تحديد موعد وقف إطلاق النار في غزة