والمصيبة قد تكون سياسية يقول الشاعر قاسم حداد: "يريدون إقناع الشعب كم هو على خطأ، وأن نظرة القائد هي المصيبة..أنها مصيبة حقا". هل نظرة القائد هي المصيبة أم أنها مصيبة؟
أو كما يقول الشاعر محمد الماغوط :"مصيبة كبرى عندما لا يفرق السياسي بين الخيار الاستراتيجي والخيار باللبن.. عندها لن ترى أي فرق بين السُلطة والسَلَطة".
العشق أحيانا مصيبة كما يصفها صفي الدين الحلي:
أتراك تدري أن حبك مُتلفي
لكنني أخفي هواك وأكتم
إن كنت لا تدري فتلك مصيبة
أو كنت تدري فالمصيبة أعظم.
ومصائب الشعوب العربية لا تتوقف عند حد، فهي تبدأ معه منذ الولادة ولا تذهب معه إلى القبر وإنما يورثها، ولا يجوز أن تكون بصيغة المفرد وإنما بصيغة الجمع فهي مصائب.
وحين قال شكسبير: "إن المصائب لا تأتي فرادى" أنبرى أنصار أبو الطيب المتنبي للدفاع عن المصيبة وقالوا أن شاعرنا العظيم هو صاحب القول حين أنشد قبل شكسبير بسنوات طويلة :
مصائب شتى جمعت في مصيبة..ولم يكفها حتى قفتها مصائب.
والمصيبة قد تضر بالبعض وتفيد البعض الأخر، كما يقول المتنبي: مصائب قوم عند قوم فوائد.
والمصيبة عند المؤمن ابتلاء واختبار من الله، يفرح بالبلاء كما يفرح أحدكم بالرخاء، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط.
وسئلت الزاهدة رابعة العدوية متى يكون العبد راضيا؟ فقالت إذا سرته المصيبة كما سرته النعمة. وإذا أصابتهم مصيبة قالوا : (إنا لله وإنا إليه راجعون).
المصيبة تختلف من فرد لأخر، فهي قد تكون خفيفة لطيفة تمر مرور الكرام، أو تكون صاعقة تأخذ معها الأخضر واليابس، ففي بيت النملة تصبح قطرة الماء طوفانا، فكيف إذا جاء الطوفان نفسه إلى بيت المواطن العربي الفقير المنهوب المبتلى .
والمصيبة أن مقولة ونستون تشرشل:" رأيت وأنا أسير في أحد المقابر ضريحا كتب على شاهده هنا يرقد الزعيم السياسي والرجل الصادق، فتعجبت كيف يدفن الاثنان في قبر واحد". قد تكون مصيبة.