أعاد مؤتمر القدس 《صمود والتنمية》، للقضية الفلسطينية وللقدس مكانتهما، القضية المركزية للأمة العربية، وللمسلمين والمسيحيين، وللأحرار والمتمسكين بالقانون الدولي، وحقوق الإنسان والعدل والمساواة في العالم، وأن لا سلام ولا أمن ولا استقرار في منطقتنا العربية، طالما لم يسترد الشعب العربي الفلسطيني كامل حقوقه المشروعة غير القابلة للتبديد أو التلاشي أو التقادم، حقه في العودة والتعويض، وحقه في تقرير المصير والاستقلال، وزوال الاحتلال الإسرائيلي نهائياً عن فلسطين.
الجامعة العربية الحاضنة لمؤتمر القدس، الذي انعقد يوم الأحد 12/2/2023، بقرار من القمة العربية 31 التي عقدت في الجزائر في الأول من تشرين الثاني نوفمبر 2022، وبذلك سجل على أنه تم بقرار من أرفع ولاية عربية، وبحضور تمثيل رفيع المستوى من قبل الأمم المتحدة، منظمة التعاون الإسلامي، الاتحاد الأوروبي، الاتحاد الإفريقي، حركة عدم الإنحياز، مجلس التعاون لدول الخليج العربي، والأزهر الشريف، والعديد من رجالات والنواب والوكالات والصناديق والاتحادات العربية والإقليمية والدولية.
وقد شكل حضور الملك عبدالله والرئيس عبد الفتاح السيسي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، للمؤتمر، أضفى أهمية لإنعقاده، وتوصيل رسالة متعددة الرؤوس والأهداف:
أولاً شكل رافعة تقدير لأهل القدس وفلسطين ولنضال الشعب الفلسطيني وتضحياته.
ثانياً رسالة للمستعمرة الإسرائيلية، أن الأطراف العربية الثلاثة التي سبق ووقعت اتفاقيات كامب ديفيد ووادي عربة وأوسلو، هي التي تقف اليوم رافضة للاحتلال وإجراءاته.
ثالثاً للمجتمع الدولي، عبر توفير المضامين التي أوردها البيان الختامي، وهو بمثابة مرافعة وطنية قومية دينية حقوقية جامعة.
رابعاً للأطراف التي تجاوبت مع الضغوط الأميركية، ومفادها أن المستعمرة الإسرائيلية لن تكون إلا العدو الوطني والقومي والديني لسائر العرب والمسلمين والمسيحيين، ولقوى الخير والسلام والعدالة في العالم.
ولعل مؤتمر القدس، بما ركز عليه بيانه الختامي، بمثابة دليل وبوصلة، للتثقيف وتوفر المعرفة والعناوين المطلوبة للاستدلال عليها في كل محطات العمل، والمواجهة، ومعايير الدعم وماهيته لفلسطين وفي القلب منها قضية القدس، وما يضم من أثر مقدس متمثل بالمسجد الأقصى، وكنيسة القيامة، لعامة المسلمين والمسيحيين.
ولعل أيضاً يكون هذا المؤتمر الأول يتلوه الثاني والثالث ومؤتمرات لاحقة، تتابع ما تم وما سوف يتم، وكيفية تحقيق قواعده وروافعه الداعمة لأهل فلسطين عامة وأهل القدس خاصة، على طريق إنهاء الاحتلال وهزيمته وإندحاره، لينتهي دوره كأحد الاحتلالات من بقايا الاستعمار التقليدي، الذي تمت هزيمته، وسيشمل الاستعمار الإسرائيلي مهما تأخر ونال القوة، سيبقى فاقداً للشرعية بلا غطاء قانوني أو عادل.