أخبار البلد - لم يقل ذلك «شيخ» مُسلم أو «قِس» مسيحي، بل حاخام يهودي، يشغل موقع حاخام «صفد» الرئيسي وأيضاً عضو في «مجلس الحاخامات الأكبر» في دولة العدو الصهيوني واسمه شموئيل الياهو. أحد من قادة «إسرائيل» أو من قادة الأحزاب في المعارضة أو خارجها, لم يُدِن تصريحات عنصرية فاشية كهذه، بل لاذوا جميعاً بالصمت، رغم انحطاط وتهافت التبريرات المُستفزّة التي ساقها هذا الحاخام عندما قال: إن الله يُحاكِم كل الأُمم التي أرادت «غزو أراضينا»، والقاءنا في البحر من حولنا»، مُضيفاً في وقاحة: سوريا أساءت إلى سُكانها اليهود لمئات السنين و"غز?» إسرائيل ثلاث مرات، وأطلقت النار على المزارعين الذين كانوا يعيشون على سفح الجولان، وأساءت للأسرى واعدمت إيلي كوهين»..(على ما نقلَ موقع «ميدل إيست آي» البريطاني).
أما في شأن تركيا فقال الحاخام الفاشي: لا نعرِف ما هي روايات «الجنة» مع تركيا، التي شوّهتنا في كل ساحة ممكنة، ولكن إذا كشف الله أنه سيُنزل الأحكام على أعدائنا، سنعلم أن كل ما يحدث هو «تنظيف» للعالم وتحسين له.. ولم ينسَ هذا العنصري المأفون من التعرّض لـ"لبنان» بالقول: لا شك أن البلد الذي كان في يوم من الأيام سويسرا الشرق، أصبح جحيماً على الأرض, ومثل هذه الأمور – أضاف – لا تحدُث بالصدفة».
العقلية اليهودية العنصرية «إياها» التي تغرف من معين التلمود وغيره من «الكتب» التي لا تقيم وزناً لحياة «الأغيار» (الغوييم بالعبرية) هي التي دفعت وتدفع أمثال الإرهابي مناحين بيغين ليقول ويقولوا: إن غير اليهود إنما خُلِقوا لِخدمة اليهود».
وإذ ارسلت حكومة الفاشيين في إسرائيل بعثة انقاذ إلى تركيا, وسط حملة دعائية تتغنى بإنسانية الصهاينة واستعدادهم للمساهمة في انقاذ الضحايا ومساعدتهم، فانها لم تلبث أن «سَحبتْ» بعثتها على وجه السرعة, متذرعة بتهديد «أمني كبير» على حياة افرادها. والأكثر مدعاة للسخرية هو ما كشفته قناة «12"الصهيونية نقلاً عن مُتحدث باسم البعثة الإسرائيلية عندما سُئِلَ عما إذا كان هناك خشية أو خوف لدى الفريق الصهيوني من اظهار «هويته» قائلاً: نعم.. أحد الأشخاص تحدّث معنا وقال أنتم إرهابيون!!..
استغلال آخر للكارثة التي لحقت بسوريا وتركيا جاء في مقالة للأكاديمي والمؤرخ اليميني المعروف/ إيال زيسر في صحيفة معاريف أول أمس/الأحد, إذ عاد بنا إلى كانون الأول عام 2003 عندما ضربت هزة أرضية مدينة «بوم» في إيران واسفرت عن مقتل «40» ألف نسمة, قائلاً: تلقّى الإيرانيون جسراً جوياً لنقل مساعدات من سوريا عبر المجال الجوي العراقي (الذي تتحكّم فيه الولايات المتحدة كما ذكر زيسر)، ولكن – أضاف – تبيّن أن الطائرات لم تعُد فارغة إلى سوريا, بل «مُحملة بصواريخ إيرانية مخصصة لحزب الله». هذا هو – استطردَ – طريق آخر في الشر? الأوسط لاستغلال المصائب والكوارث الطبيعية.
في المقلب الآخر يقف الصحفي اليساري الشجاع/جدعون ليفي بالمرصاد لكل عمليات التمثيل والمزاعم الإنسانية, التي تحاول حكومة الفاشيين في تل أبيب تسويقها في مقالة له في صحيفة هآرتس أول أمس (الأحد 12/2) تحت عنوان: جيش الخلاص: يُنقذون في تركيا ويقتلون في الضفة. قائلاً: يجب أن لا ننسى بأن إسرائيل هي من بين الدول الأكثر وحشية وقسوة في العالم, بالنسبة لطالبي اللجوء ولاجئي الحرب والناجين من الكوارث، مُضيفاً: «ما يفعله الجيش الإسرائيلي في تركيا يثير التقدير، لكن هل هذا هو الجيش الإسرائيلي الذي عرفناه؟.. الجيش الإسرائيلي ?لذي صُدِمنا منه؟ يُنقذ أطفالاً في تركيا، ويقتل أطفالاً في الضفة؟.. ينبش في الأنقاض ويبحث عن جثث الأتراك ويخطِف عشرات الجثث الفلسطينيين ويحفظها في الثلاجات؟. يُخلي أنقاض البيوت التي تدمرت في الزلزال ويهدِم بالجرافات مئات البيوت في السنة؟. من غير الغريب – يواصل ليفي – إذا كان نفس الجنود الذين أُرسِلوا إلى تركيا هم الجنود الذين يهدمون في مُسافِر يطّا، والضابطة التي أغلقت أمام العدسات بيت خيري علقم في الطور، ربما أيضاً – يستطرد جدعون ليفي – هي التي تُخلي الآن بالفعل الأنقاض في تركيا.
في اليوم–يختم ليفي–الذي التقطتْ فيه بعثة الجيش الإسرائيلي الصُور وهي في الطريق إلى تركيا, تم التخطيط لهدم بيت من عدة طوابق في سلوان: 12 شقة، 77 شخص جُدداً أصبحوا بدون مأوى، من بينهم 12 طفلاً. ما الذي لا يفعله الزلزال يفعله الجيش؟. هل الجيش سيُقدِّم لهم مساعدة إنسانية بعد الزلزال الخاص بهم؟.