هدد حزب يهوديت هتوارة الاشكنازي الغربي رئيس الحكومة نتنياهو بالانسحاب من الحكومة في حال اتخاذ خطوات للتراجع عن التعديلات المرتقبة في قانون ما سمي "اصلاح القضاء"؛ او تقديم تنازلات جوهرية في الملف؛ في المقابل فإن اعضاء من حزب عوتسيما (قوة يهودية) الذي يتزعمه ايتمار بن غفير حذروا نتنياهو من اعاقة بناء المزيد من البؤر الاستيطانية او تأجيل هدم الخان الاحمر.
تحذيرات اعضاء الائتلاف الحاكم جاءت بعد توارد انباء عن جهود امريكية لإبطاء عمل اليمين الاسرائيلي الفاشي سواء عبر النشاط الدبلوماسي او عبر ممارسة الضغوط والتي كان ابرزها اعلان 4 من الشركات الكبرى للتكنولوجيا سحب اموالها من اسواق المال الاسرائيلية خوفا من التعديلات المقترح على قانون القضاء وعمل المحكمة العليا .
الجهود الامريكية والاستجابة الخجولة لنتنياهو تمثل محاولة مؤقتة وآنية لتجاوز شهر رمضان المقبل الذي ينذر باندلاع مواجهة واسعة تطلق شرارة انتفاضة فلسطينية جديدة؛ ومن ناحية اخرى رغبة نتنياهو رئيس الحكومة الفاشية بتجاوز الضغوط التي تمارسها الادارة الامريكية والمعارضة الاسرائيلية في الشارع لإسقاط حكومته؛ أملًا في مراكمة انجازات على الارض تعزز مكانة حكومته للمضي قدما في خططها القانونية والسياسية.
الخوف من انتفاضة ثالثة ومن اندلاع مواجهة واسعة تقود لانهيار السلطة او تقود لانخراطها في المعركة بكامل اجهزتها ومؤسساتها في المواجهة المتوقعة تمثل القلق الاكبر الذي دفع الولايات المتحدة الامريكية ودول الجوار العربي للانخراط في جهود خفض التصعيد؛ والتي تقودها القاهرة التي استقبلت وفد الجهاد الاسلامي قبل ايام بقيادة الامين العام للحركة زياد نخالة؛ لتليها زيارة وفد حماس برئاسة اسماعيل هنية الذي وصل الى القاهرة يوم امس الاربعاء.
خفض التصعيد من الجانب الفلسطيني لن يوقف الاقتحامات الاسرائيلية وهجمات المستوطنين واقتحاماتهم للمسجد الاقصى والضفة الغربية ؛ كما ان التعويل على سقوط حكومة نتنياهو لن يوقف حملة التطهير العرقي والتوسع الاستيطاني وعمليات الضم في الضفة الغربية واراضي ال48؛ فالنهج الاستيطاني الاستعماري ثابت لدى حكومة اليمني الفاشي ولدى اليمين المتطرف الذي قاده ويقوده في المعارضة بيني غانست ويائير لبيد وغابي اشكنازي ومن هم على شاكلتهم.
التحركات العربية والامريكية تجاه المقاومة الفلسطينية عبر الوسطاء رغم انها تؤكد ان لا تهدئة بدون حركة حماس والجهاد؛ الا انها يجب ألا تغفل ان التهدئة لن تتحقق بدون وقف الاقتحامات للمسجد الاقصى والاجتياحات للقرى والمدن والمخيمات الفلسطينية وبدون وقف الاستيطان وكبح جماح اليمين الفاشي في الاراضي المحتلة عام 48.
معادلة وإن تحققت لأيام او ساعات فإنها لن تصمد لأشهر واسابيع على الارجح؛ ما يؤكد ان خفض التصعيد هو متطلب اميركي لشراء الوقت للتعامل مع الازمات الدولية والداخلية التي تواجهها، فضلا عن طموحها للإعداد لمرحلة ما بعد الرئيس عباس في اجواء هادئة نسبيا كحد ادنى.