اخبار البلد_ بمناسبة ما دُعي باحتفالية البرلمان القديم أرى من الضروري أن أعيد للذاكرة كيف سعيت قبل سبع سنوات في محاولة متواضعة لانقاذ المبنى القديم لمجلس الأمه بعد أن كاد يضيع في حمأة بيروقراطية سقيمة شرعت في تحويله الى مجرد دائرة حكومية عادية لا تمت بصلة لتاريخ مجلس الأمه وتراث الدولة الاردنية، فقد كتبت في 30 /4 /2005: ((في أوائل الأربعينات من القرن الماضي كانت وزارة المعارف (التربية والتعليم حاليا) تعطل المدارس يوم أفتتاح المجلس التشريعي فكنا نتجمع بالمئات فرحين مبتهجين على السفح المقابل لمبنى صغير في طريق السلط (شارع الملك حسين مكان البنك المركزي الآن) ننتظر قدوم الموكب الأميري تحف به الخياله بثيابهم الشركسية التقليدية الملونة وتصدح موسيقات الجيش العربي الحانها الشجية.. وفي 25/5/1946 تم تتويج الأمير ملكاً على المملكة الأردنية الهاشمية وتحول المجلس التشريعي في الدستور الجديد الى مجلس الأمة (من النواب والاعيان) حسب دستور 1947 وانتقل إلى مقر آخر قرب الدوار الأول بجبل عمان ( شارع الكلية العلمية الاسلامية الآن)... وفي عام 1971 انتقل المجلس إلى مبناه الحالي في العبدلي وبقي القديم خاليا إلى أن تقرر استعماله كمتحف للحياة السياسية في الأردن لكن أحداً من الباحثين المهتمين لم يزره ليكتب عنه.. ومن ناحيتي كنت أنوي زيارته منذ زمان طويل، لكن حين سمعت منذ أيام أن وزير الثقافة (بالاضافة لمسؤوليته كناطق رسمي باسم الحكومة) قرر أن ((يؤوي)) فيه المركز الأردني للاعلام سارعت بالذهاب إليه ويا لصدمتي لما رأيت ! قاعة المجلس التي شهدت أحداثنا السياسية لعشرات السنين في حالة يرثى لها، ولما سألت عن متحف الحياة السياسية الأردنية وجدت نفسي في قاعة معتمه بائسة تتبعثر فيها بعض المحفوظات القديمة من عهد الملك المؤسس دون لوحات توضيحية ورأيت صور عدد من رؤساء الوزرات القدامى يحمل بعضها أسماءهم والبعض الآخر بلا أسماء ولا تواريخ ! (ولم اذكر يومها أن مكتباً فاخرا كبيرا كان يجري تجهيزه للوزير داخل المركز).
وبعد.. فإني أدعو رئيس الوزراء أن يقتنص من وقته ولو ربع ساعة لزيارة هذا المبنى العريق وأنا واثق أنه سيخرج بنفس الانطباع الحزين الذي خرجت به، وسوف يأمر على الفور بأخلاء المكان من المكاتب التي أقحمت عليه ويأمر بنقلها إلى أي شقة في اي عمارة في عمان، وسوف يفكر جدياً في السعي لدى دولة صديقة متقدمة في مجال هندسة المتاحف والمحافظة على التراث كي تساعد في ترميم المكان وإنشاء المتحف بطريقة علمية صحيحة تجعل زيارته مفيدة وممتعة وجذابه للمواطنين خاصة طلبة المدارس من كل أنحاء المملكة..)).
وبعد.. لا أذكر يومذاك أن أياً من الصحف اهتمت بالموضوع ! لكن ما لفت الانظار هو أن ذلك ((الوزير)) قد خرج من الحكومة بعد شهرين في اول تعديل أجراه رئيسها الدكتور عدنان بدران، وبعد ثلاث سنوات (نيسان2008 ) قررت حكومة السيد نادر الذهبي إلغاء ((المركز الاردني للاعلام)) لعدم الحاجة اليه (!) وتوزيع موظفيه على دوائر حكومية أخرى والعودة الى احياء مشروع المتحف السياسي الاردني.. متى نتعلم ؟ بقلم د. زيد حمزة
وبعد.. فإني أدعو رئيس الوزراء أن يقتنص من وقته ولو ربع ساعة لزيارة هذا المبنى العريق وأنا واثق أنه سيخرج بنفس الانطباع الحزين الذي خرجت به، وسوف يأمر على الفور بأخلاء المكان من المكاتب التي أقحمت عليه ويأمر بنقلها إلى أي شقة في اي عمارة في عمان، وسوف يفكر جدياً في السعي لدى دولة صديقة متقدمة في مجال هندسة المتاحف والمحافظة على التراث كي تساعد في ترميم المكان وإنشاء المتحف بطريقة علمية صحيحة تجعل زيارته مفيدة وممتعة وجذابه للمواطنين خاصة طلبة المدارس من كل أنحاء المملكة..)).
وبعد.. لا أذكر يومذاك أن أياً من الصحف اهتمت بالموضوع ! لكن ما لفت الانظار هو أن ذلك ((الوزير)) قد خرج من الحكومة بعد شهرين في اول تعديل أجراه رئيسها الدكتور عدنان بدران، وبعد ثلاث سنوات (نيسان2008 ) قررت حكومة السيد نادر الذهبي إلغاء ((المركز الاردني للاعلام)) لعدم الحاجة اليه (!) وتوزيع موظفيه على دوائر حكومية أخرى والعودة الى احياء مشروع المتحف السياسي الاردني.. متى نتعلم ؟ بقلم د. زيد حمزة