اخبار البلد- دكتور خضر الصيفي-ما يشاهد ويحس من اكتظاظ مستشفياتنا بالمرضى العرب أنتج لدينا ما نسميه "ربيع المستشفيات" فزيادة أعداد القادمين للعلاج في الأردن هو ظاهرة صحية من حيث زيادة دخل المؤسسات الصحية ماديا وهو نتاج تعزز الثقة بالطب الأردني لكن ما يصاحب ذلك من تنافس المستشفيات على حصة اكبر من أعداد المراجعين وخلق فوضى في توزيع المرضى بشكل غير عادل على باقي المستشفيات بسبب التنافس الداخلي بينها" أمر يعكس غياب أدوات وجهات كثيرة عن توجيه الحدث بشكل منظم .
كما أن إعطاء أهمية ثانوية للمريض الأردني بسبب مادي بحت أمر يثر التساؤل حول الدور الوطني لمؤسساتنا الصحية.
نشرت الصحف المحلية أن لدينا أكثر من 16000 مريض ليبي فقط غير المرضى العرب الآخرين وإذا كان لدينا 100 مستشفى فهذا يعني أن كل مستشفى يحصل على 160 مريض وهذا بدوره يستوجب إنشاء مستشفيات أخرى لاستيعابهم وهذا أمر غير معقول ونعتقد أن العدد مبالغ فيه. وهذا نتاج عدم دقة إحصاءاتنا الصحية هذا إن وجدت!!
نريد أن نتساءل أين دور جهات تنظيم قطاع الخدمات الصحية!!! أين دور جمعية المستشفيات الخاصة وشقيقتها غير التوأم جمعية المستشفيات الأردنية وأين دور المجلس الصحي العالي الذي لم نعد نسمع عنه ثم أين دور اللجنة التي شكلت زمن وزير الصحة الأسبق والتي أنيط بها تنظيم توزيع المرضى العرب على المستشفيات !!!!التسابق للحصول على نسبة عالية من مرضى السياحة العلاجية أمر مشروع ولكن عندما تصبح العملية "فوضوية" وجر المريض من المطار إلى المستشفى على غرار "فندق صح النوم" حتى انه لا يتم فحص المرضى من الأمراض المعدية أمرا يعكس صورة سيئة عن الوطن ويوحي للآخرين بان مستشفياتنا تلهث وراء المادة فقط وبأي وسيلة دون مراعاة للجانب الطبي إذ هل نحن في حالة حرب حتى نضع المرضى في ممرات المستشفى لأجل فقط زيادة الدخل!!!!!. نود أن نذكر أن نظام محاسبة المرضى لا يسمح بحجز المريض إلى يصفى التزاماته المالية مع المستشفى وبالتالي فسيأتي اليوم الذي تصبح مستحقات المستشفيات ديونا على الآخرين ومع مرور الوقت تتحول إلى ديون معدومة وخسارة مؤكدة للمستشفيات ولدى الكثير من مستشفياتنا تجارب سلبية مباشرة مع هذا القطاع من السياح العرب لم تسدد ديونه حتى ألان !!!
هذه الظاهرة تدل على أن الخدمات الصحية انزلقت كثيرا نحو المادة وخرجت عن نطاق التنظيم السليم وطغى الهدف المادي على كل شيء وافقدنا التوازن. نعتقد أن تشكيل لجان لينبثق عنها لجان أخرى سيكون سببا في تأزم الحالة ومضيعة للوقت إذ لدينا الكثير من الجمعيات والمجلس الصحي العالي " هذا إذا كان مازال على قيد الحياة" كما أن بناء استراتيجيات صحية على مصائب الآخرين هو بمثابة خطر على مؤسساتنا الصحية وعلى اقتصاد الوطن ونرى انه لابد من وضع نظام لمعالجة حالة السياحة العلاجية واعتماد آلية لتوزيع المرض العرب بعدالة على المستشفيات مع ضمان تحصيل تكاليف العلاج بدل أن تصبح ديونا معدومة وتأثيراتها السلبية على الخدمات الصحية العامة والخاصة .
دكتور خضر الصيفي
اختصاصي إدارة مستشفيات
khader.saifi@yahoo.com
كما أن إعطاء أهمية ثانوية للمريض الأردني بسبب مادي بحت أمر يثر التساؤل حول الدور الوطني لمؤسساتنا الصحية.
نشرت الصحف المحلية أن لدينا أكثر من 16000 مريض ليبي فقط غير المرضى العرب الآخرين وإذا كان لدينا 100 مستشفى فهذا يعني أن كل مستشفى يحصل على 160 مريض وهذا بدوره يستوجب إنشاء مستشفيات أخرى لاستيعابهم وهذا أمر غير معقول ونعتقد أن العدد مبالغ فيه. وهذا نتاج عدم دقة إحصاءاتنا الصحية هذا إن وجدت!!
نريد أن نتساءل أين دور جهات تنظيم قطاع الخدمات الصحية!!! أين دور جمعية المستشفيات الخاصة وشقيقتها غير التوأم جمعية المستشفيات الأردنية وأين دور المجلس الصحي العالي الذي لم نعد نسمع عنه ثم أين دور اللجنة التي شكلت زمن وزير الصحة الأسبق والتي أنيط بها تنظيم توزيع المرضى العرب على المستشفيات !!!!التسابق للحصول على نسبة عالية من مرضى السياحة العلاجية أمر مشروع ولكن عندما تصبح العملية "فوضوية" وجر المريض من المطار إلى المستشفى على غرار "فندق صح النوم" حتى انه لا يتم فحص المرضى من الأمراض المعدية أمرا يعكس صورة سيئة عن الوطن ويوحي للآخرين بان مستشفياتنا تلهث وراء المادة فقط وبأي وسيلة دون مراعاة للجانب الطبي إذ هل نحن في حالة حرب حتى نضع المرضى في ممرات المستشفى لأجل فقط زيادة الدخل!!!!!. نود أن نذكر أن نظام محاسبة المرضى لا يسمح بحجز المريض إلى يصفى التزاماته المالية مع المستشفى وبالتالي فسيأتي اليوم الذي تصبح مستحقات المستشفيات ديونا على الآخرين ومع مرور الوقت تتحول إلى ديون معدومة وخسارة مؤكدة للمستشفيات ولدى الكثير من مستشفياتنا تجارب سلبية مباشرة مع هذا القطاع من السياح العرب لم تسدد ديونه حتى ألان !!!
هذه الظاهرة تدل على أن الخدمات الصحية انزلقت كثيرا نحو المادة وخرجت عن نطاق التنظيم السليم وطغى الهدف المادي على كل شيء وافقدنا التوازن. نعتقد أن تشكيل لجان لينبثق عنها لجان أخرى سيكون سببا في تأزم الحالة ومضيعة للوقت إذ لدينا الكثير من الجمعيات والمجلس الصحي العالي " هذا إذا كان مازال على قيد الحياة" كما أن بناء استراتيجيات صحية على مصائب الآخرين هو بمثابة خطر على مؤسساتنا الصحية وعلى اقتصاد الوطن ونرى انه لابد من وضع نظام لمعالجة حالة السياحة العلاجية واعتماد آلية لتوزيع المرض العرب بعدالة على المستشفيات مع ضمان تحصيل تكاليف العلاج بدل أن تصبح ديونا معدومة وتأثيراتها السلبية على الخدمات الصحية العامة والخاصة .
دكتور خضر الصيفي
اختصاصي إدارة مستشفيات
khader.saifi@yahoo.com