أخبار البلد -   أخبار البلد- يُمكن للأسنان المفقودة أو المتهالكة أن تؤثر سلبًا على حياتك بشكل عام، فتأثيرها لا يقتصر على مظهر ابتسامتك فحسب، بل ستؤثر أيضًا على شكل العضة لديك والذي يتسبب في تغيير شكل وجهك. ولعلّ مشكلة فقدان الأسنان هي من أشهر المشاكل التي تنعكس على صحة الفم وتتسبب في الكثير من المشاكل التي ستؤثر على جودة حياتك بشكل عام ؛ فأضحى من المهم جدًا تعويض الأسنان المفقودة في أقرب وقت ممكن لتجنب أي تداعيات سلبية مُحتملة إذا تُرك مكان تلك الأسنان خاليًا.

إذا قررت استبدال الأسنان المفقودة، فقد يقترح عليك طبيب الأسنان الخاص بك اللجوء إلى أحد الحلول الشائعة لحل مشكلة فقدان الأسنان ألا وهي زراعة الأسنان، والتي يتم فيها استبدال الأسنان الطبيعية المفقودة بأسنان اصطناعية توضع في عظم الفك تسمى بـ"غرسات الأسنان". لكن، هل هو الخيار الصحيح لك؟ في هذا المقال سنطرح موضوع غرسات الأسنان، خطوات وضعها والمشكلات المتوقع مواجهتها وطرق العناية بها. تابع القراءة.

ما هي غرسات الأسنان ؟

غرسة الأسنان هي عمود صغير من التيتانيوم يتم وضعه في عظم الفك ليحل محل جذر الأسنان المفقود، ثم يعلوه تاجٌ أو جسرٌ أو طقم أسنانٍ مصنوع خصيصًا لتوفير بديل للسن المفقود والذي يمتلك نفس الشكل ويقوم بنفس الوظائف التي كان يقوم بها السن المفقود. في غضون عدة أشهر، ينمو العظم المحيط بالغرسة ويلتحم معها ويثبتها في مكانها بشكل آمن.

تتم عملية زراعة الأسنان على مراحل، نذكرها بالترتيب كما يلي:

مرحلة الاستشارة والتخطيط لعملية الزراعة:

الخطوة الأولى في عملية زراعة الأسنان هي استشارة جرّاح الفم أو أخصائي صحة الفم والأنسجة الداعمة. خلال هذه الاستشارة، يفحص طبيب الأسنان فمك ويأخذ الأشعة السينية لتحديد ما إذا كنت مرشحًا جيدًا لإجراء الزراعة. سيتم أخذ عوامل مثل كمية وجودة عظم الفك والصحة العامة ونظافة الفم والعادات الحياتية في الاعتبار.

ونظرًا لأن عملية زراعة الأسنان قد تتطلب واحدًا أو أكثر من الإجراءات الجراحية، فمن الواجب إجراء تقييم شامل من أجل التحضير لهذه الجراحة. تتضمن عملية التخطيط للزراعة عدة خطوات، تشمل الآتي:

-فحص شامل لأسنانك: حيث يتم أخذ صور بإستخدام الأشعة السينية وصور ثلاثية الأبعاد للأسنان والفك بشكل عام.

-مراجعة سجلك المرضي: من المهم إخبار طبيب الأسنان المعالج بشأن حالتك الصحية والأدوية التي تتناولها، بما في ذلك المكملات الغذائية سواء كانت موصوفة من قِبل الطبيب أو متاحة دون وصفة طبية. إذا كانت لديك أي أمراض متعلقة بالقلب أو قد سبق وقمت بزراعة عظم، فقد يلجأ الطبيب المعالج إلى وصف مضادات حيوية قبل الجراحة للمساعدة في الوقاية من العدوى.

-خطة العلاج: وفقًا للحالة، فإن هذه الخطة تأخذ في عين الاعتبار عوامل متعددة مثل عدد الأسنان التي تحتاج إلى استبدالها وحالة عظم الفك لديك والأسنان السليمة المتبقية.

مرحلة التخدير والسيطرة على الألم:

مرحلة تحضير عظم الفك: كيف تبدو العملية الجراحية؟

إذا كنت مرشحًا جيدًا للزراعة، فإن الخطوة التالية هي تحضير عظم الفك لعملية زراعة الأسنان. عادةً ما يتم ذلك من خلال إجراء جراحي بسيط، حيث يقوم طبيب الأسنان أو أخصائي الزراعة بإجراء شق صغير في أنسجة اللثة للوصول إلى عظم الفك وتسهيل الرؤية. يقوم طبيب الأسنان بعد ذلك بحفر ثقب صغير في العظم وإدخال عمود صغير من التيتانيوم يشبه في شكله البرغي. ثم يٌترك هذا البرغي فترة من الزمن من أجل بدء مرحلة الشفاء واندماج عمود التيتانيوم مع عظم الفك على مدى عدة أشهر.

مرحلة وضع الدعامة فوق الغرسة:

بعد اندماج الغرسة مع عظم الفك، سيضع طبيب الأسنان المعالج دعامة، وهي قطعة موصلة صغيرة توضع فوق الغرسة وتعمل كقاعدة لتاج الأسنان أو الجسر أو طقم الأسنان الذي سيتم تركيبه. وعادة ما يتم إجراء هذه الجراحة البسيطة بعد تخدير موضعي في العيادة.ويتم وضع الدعامة من خلال:

-يقوم الطبيب المعالج بعمل شق صغير في اللثة لكشف الغرسة السنية.

-يتم تثبيت الدعامة مع الغرسة الموضوعة مسبقًا في العظم.

-وبعد ذلك، يلتئم نسيج اللثة حول الدعامة.

مرحلة تحديد نوع وشكل الأسنان الاصطناعية: كيف يبدو شكل التركيبة النهائية؟

بمجرد أن تلتئم اللثة، سيتم أخذ عدة طبعات للفم والأسنان المتبقية؛ من أجل تصميم تركيبة خاصة (تاج أو جسر أو طقم متحرك) تتناسب مع شكل وحجم ولون أسنانك الطبيعية.

مرحلة ما بعد العملية: المشاكل المحتملة وسبل العناية بالغرسات.

سواءً أقمت بإجراء عملية زراعة الأسنان على مرحلة واحدة أو على عدة مراحل، فقد تواجه بعض المشاكل الطبيعية المصاحبة لأي نوع من جراحة الأسنان، مثل:

-تورم اللثة والوجه.

-ألم في مكان الزراعة

-ألم في الفك والعضلات المحيطة.

-نزيف خفيف.

ربما قد تحتاج إلى تناول مسكنات الألم أو المضادات الحيوية بعد إجراء جراحة زراعة الأسنان. لكن في حال تفاقم الورم أو الألم أو واجهت أيّ مشكلة أخرى في الأيام التالية للجراحة، فاتصل فورًا بطبيب الأسنان المعالج.

-تجنب التدخين ومضغ التبغ: يمكن أن تزيد هذه العادات من خطر فشل الزراعة وحدوث العدوى.

-تجنب العض والمضغ على الأشياء الصلبة: يمكن أن تتحمل غرسات الأسنان قوى العض والمضغ الطبيعية، ولكن تجنب العض أو المضغ على الأشياء الصلبة مثل الأقلام أو الثلج أو الحلوى الصلبة، لأنها يمكن أن تلحق الضرر بالغرسات.

-قلل من تناول الأطعمة والمشروبات السكرية والحمضية: يمكن أن تسبب هذه الأطعمة والمشروبات تسوس الأسنان ويمكن أن تؤدي إلى فشل الغرسة.

في الختام، تعتبر غرسات الأسنان حلاً آمنًا وفعالًا وطويل الأمد للأسنان المفقودة أو التالفة. مع الرعاية المناسبة، يمكن أن تستمر غرسات الأسنان مدى الحياة ويمكن أن توفر بديلاً وظيفيًا وطبيعيًا للأسنان المفقودة التي يمكن أن تحسن صحة الفم وجودة الحياة بشكل عام. من المهم التشاور مع أخصائي طب الأسنان لتحديد ما إذا كان هذا هو الخيار الصحيح بالنسبة لك، والحصول على فهم واضح للإجراء والمخاطر المحتملة والتوصيات الواجب اتباعها.