أخبار البلد- عفاف شرف
"أقدس العمل والعلم، وهو ليس مقصوراً بعمر معين، وأكبر فخر للإنسان ليس عدم السقوط بل النهوض مجدداً إذا تعثر.. تجرأت أن أكون قائدة، وأدعو المرأة دوماً أن تكون منتجة، وأن يكون دورها فاعلاً من أجل حقوقها ومصالحها"، بهذه العبارات لخصت الأردنية والأديبة السيدة هيفاء البشير" تجربتها عبر 70 عاماً من العمل التطوعي والإنساني.
إرتأت "أخبار البلد" بمقابلة رئيس جمعية الأسرة البيضاء ومؤسسة دار الضيافة للمسنين السيدة هيفاء البشير والتي هي خير مثال في الأعمال التطوعية لتحدثنا عن اهداف الجمعية وابرز الإنجازات والتحديات ومحطات رحلتها مع العمل التطوعي.
قالت البشير ان فكرة إنشاء (جمعية الأسرة البيضاء – دار الضيافة للمسنين) جاءت في فترة السبعينيات لخدمة المستشفيات الحكومية ولدعم التمريض، حيث كان زوجها وزير صحة أسبق المرحوم الدكتور محمد البشير وكان يشعر بالألم والحزن لأن المستشفيات تديرها ممرضات أجنبيات فالمجتمع الأردني في ذلك الوقت كان يعتبر مهنة التمريض لا تليق ببناتهم بسبب الاختلاط ما بين الجنسين ولا يروق للأسر تعلمه، وفي تلك الفترة عملت البشير على تغيير اسم الجمعية من صديقات المستشفى إلى جمعية الأسرة البيضاء وبتوجيه من الملكة زين الشرف رحمها الله والتي كانت في تلك الفترة رئيس للجمعية، وقامت البشير بدعوة صيادلة وممرضين كما دعت الفئات الأكثر توجهاً وحاجة وبدأت بعمل ندوات لوضع أهداف لهذه الجمعية وفي مقدمتها دعم وبناء القدرات والكفاءات لطلاب الجامعات الأردنية في مجال التمريض من خلال التدريب الميداني، وتوفير الرعاية الصحية والنفسية والإجتماعية للمسنين وإيوائهم.
وأضافت البشير بعد ستة أشهر من العمل المنجز كانت الجمعية بحاجة إلى تمويل "دعم مادي" وفي ذلك الوقت طلبت مقابلة رئيس الوزراء وصفي التل وشرحت له نشاطات وأهداف عمل الجمعية وطلبت منه حافلة لنقل الاعضاء وبعض إحتياجات ومتطلبات للجمعية ورحب التل بالفكرة ومنحها جميع المتطلبات كما أوصاها التل قائلاً: (هيفاء لاتنسي خدمة كبار السن).
وفي عام 1975 تم العمل على تعديل النظام الاساسي وإضافة بند خدمة كبار السن وتمت الموافقة عليه من وزارة التنمية الاجتماعية وجرى الإعداد لها بمساحة 3000 م2 تحتوي على ثلاث طوابق على قطعة أرض 27 دونم، واستمر العمل تقريباً 10 أعوام للاعداد لدار الضيافة وقامت الجمعية بتشكيل وفد وارسالهم إلى بريطانيا بالتعاون مع المعهد البريطاني وهولندا على حسابهم لدراسة وتعلم كيف تدار بيوت كبار السن وكيف تنظم وما الخدمات التي يتم تقديمها لكبير السن وكيفية إضافة أسلوب للعمل، وبعد ذلك افتتحت الجمعية ووضع الملك الحسين بن طلال رحمه الله حجر الأساس.
وأكدت البشير المجتمع الأردني مجتمع سليم وتضع كبار السن في المقدمة ولكن عندما تحولت العائلات من أسرة ممتدة إلى نووية أصبح كبير السن يحتاج إلى الرعاية المكثفة والمساعدة لذلك قمنا بإنشاء مثل هذه الجمعيات هدفها ليس تفكيك الأسر بل تقوم الجمعية على قبول الاقل حظاً والمتوحدين لتقديم الرعاية الصحية والنفسية و أصبح عدد النزلاء 130 نزيلاً.
وبينت البشير بأن الجمعية وضعت خطة مستقبلية لعمل وحدات بيوت صغيرة بهدف التوسع حول دار الضيافة للمسنين وتم البدء بالتبرع لبيتين وجرى تسميتهم على اسم المتبرعين، فالجمعية تعتمد على التبرعات الخيرية لا على التجارة والإستثمار.
وناشدت البشير الجهات المعنية أن تخصص مبلغ للمساهمة في رعاية كبار السن وتتمنى الجمعية من الحكومة ان تصدر تشريع لمساعدة المؤسسات الخيرية التي تخدم.